الملك يتدخل ..


الشيء الذي طمأن المواطن الاردني هذه الايام هو ما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم مؤخرا بتوجيه الحكومة بضرورة أن تقوم بشرح قرارات تعيين اشقاء نواب بوظائف قيادية للمواطن على الفور، وإعادة النظر في أي تعيين غير مستحق, وشدد جلالته خلال ترأسه جلسة مجلس الوزراء، على أهمية التعامل بشفافية وعدالة مع أية تعيينات، مؤكداً على أهمية أن تكون هذه التعيينات على أساس الكفاءة,...وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت غضب واستياء شعبي من قرار الحكومة بتعيين 4 اشقاء لنواب في مناصب قيادية.

والشيء بالشيء يذكر, اتذكر ما حدث معي حين تم تعييني مديرا للتربية والتعليم في محافظة الزرقاء, فقد تم اولا الاعلان عن هذه الوظيفة, ثم تقدم لها كل من انطبقت عليه الشروط, بعد ذلك تم اجراء مقابلة اولى مع لجنة موسعة يترأسها الامناء العامين في وزارة التربية والتعليم, ثم بعد ذلك تم مقابلتنا مرة اخرى بعد التصفية الاولى مع معالي وزير التربية والتعليم وقتها (الدكتور محمد ذنيبات) وهو حي يرزق حتى اعداد هذه المقالة, وكما علمت وقتها فقد تم ايضا دراسة ملفات كل من تقدم لمثل هذه الوظيفة دراسة عميقة ومطوّلة.

جلالة الملك ادامه الله, طلب من الحكومة شرح قرارات تعيين اشقاء نواب بوظائف قيادية للمواطن على الفور، وطلب ان تكون هذه التعيينات على أساس الكفاءة, وطلب ايضا التعامل بشفافية وعدالة مع أية تعيينات, اخيرا طلب إعادة النظر في أي تعيين غير مستحق,...هنا اعتقد جازما ان المواطن الاردني وصلت له عدة رسائل, منها رسائل اطمئنان ورسائل ثقة, ورسائل قناعة تامة ان هناك (ملك) يتابع كل كبيرة وصغيرة لمجريات الامور في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميع, وان هناك امكانية لتصويب الاخطاء ان وقعت.

القضية تتطلب يا سادة يا كرام فقط, وضع معايير وشروط عامة للوظيفة الشاغرة, ثم الاعلان عن الوظائف الشاغرة بوسائل الاعلام الرسمية, بعد ذلك تشكيل لجنة محايدة ومتخصصة لإجراء المقابلات, تم اجراء المقابلات لجميع المتقدمين تحت نفس الظروف والمعايير, ثم تثبيت علامات متسلسلة لكل المتقدمين على سلم المعرفة وعلى سلم الشخصية, واخيرا اختيار كل من حصل على اعلى الدرجات, بغض النظر عن (...) ودخولنا في متاهات هنا وهناك لا تخدمنا ولا تخدم الوطن.

وهنا اسمحوا لي ان اقترح الاتي: تشكيل دائرة محايدة ومتخصصة في الدولة, تسمى (دائرة اختيار الكفاءات العليا) للعمل على اختيار الوظائف العليا في الدولة, من خلال وضع المعايير والاجراءات المتبعة والمعلنة للجميع بكل موضوعية وشفافية,...فنحن بكل صراحة وكما طلب جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم نحتاج الى اختيار الكفاءات الحقيقية بكل موضوعية وشفافية عالية, والوطن بكل صراحة مليء بكل هؤلاء, ولا ينقصنا الا (دائرة اختيار الكفاءات العليا), دائرة محايدة وتقف على نفس المسافة من كل مواطن اردني تنطبق عليه الشروط والمعايير, عندها نستطيع ان نقول: بسم الله توكلنا على الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات