لإعادة التشكيل


هناك من يعتقد ان رئيس الوزراء سيقوم بإعادة تشكيل الحكومة ، ولن يقوم بإجراء تعديل وزاري ، وهذا مجرد اعتقاد لدى البعض ، في ظل حديث عن توقيت لتغييرات مرتقبة ، بعد إنهاء مناقشة موازنة الدولة خلال الاسابيع القليلة المقبلة ، او بعد إجازة العيد مباشرة.

إعادة تشكيل الحكومة ، وفقا لمبررات من يحللون المشهد يستند الى ان رئيس الحكومة ، سيطلب من القصر الملكي إعادة التشكيل اذا كان ذلك ممكنا ، لرغبة الرئيس بعدم إخراج وزراء بالاسم ، في ظل حالة فرز لاعتبارات سياسية ، او لقضايا تتعلق بالاداء ، بحيث سيكون التعديل الوزاري ، هنا محرجا للبعض ، وكأن الرئيس يخصهم بكونهم غير منجزين ، او لانهم محسوبون على فترة سابقة ، وتداعيات هذه الفترة ، بالاضافة الى ان الرئيس وفقا لهؤلاء لديه ملاحظات كثيرة على عدد لابأس به من الوزراء ، لاعتبارات تتعلق بالعمل والتعامل في وزاراتهم ومع مجلس النواب ، وغير ذلك من ملاحظات ، تجعل الرئيس غير ميال الى التعديل الوزاري ، الذي فات وقته ، بنظر هؤلاء ، فحكومة انهت عامها الاول ، قد لاتكون بحاجة الى تعديل إجرائي سريع ، وقد تكون بحاجة الى إعادة تشكيل ، كون إعادة التشكيل تمنح الرئيس مدة اطول ، ودعما ، يتجلى بموافقة القصر على المبدأ ، بمعنى التجديد للرئيس والحكومة.

بالمقابل هناك من يعتقد ايضا ، ان إعادة التشكيل مبدأ ، لن يكون واردا ، وان القضية ستتعلق بتغييرات على بضع حقائب وزارية فقط ، بعد مرور العام الاول للحكومة ، والتعديل اذا جرى بهذه الطريقة ، يؤشر على ان خيارات الرئيس في الحركة ليست واسعة ، بعد مرور عالم من عمر الحكومة ، فلا يمكن هناك إخراج عدد كبير من الوزراء ، ولايكمن إعادة تشكيل الحكومة بشكل التفافي عبر تعديل واسع ، فتعديل واسع ، يعني اعادة تشكيل للحكومة دون تسمية ذلك بإعادة التشكيل ، وهو امر غير وارد ، كون الذي سيحدد الوصفة هو القرار السياسي ، نحو المرحلة الحالية والمقبلة ، وبهذا سيكون متاحا للرئيس عمليا اما تعديل محدود ، او العودة الى ماقلته اعلاه ، اي وصفة اعادة التشكيل اذا اقرت او كانت مقبولة ، بما لها من معان سياسية ، وتجديد للرئيس لن يكون معروفا ، سقفه الزمني.

شعبيا ، لا احد يهتم بهل سيكون هناك اعادة تشكيل او تعديل وزاري ، فالناس يعتبرون كل هذه القضايا اجرائية ، ومايهمهم هو شؤون حياتهم اليومية ، وللحكومة من يصفق لها باعتبارها منجزة وإدارة شؤون البلد في ظروف صعبة والتزمت بتعهداتها ، وأنجزت في قضايا كثيرة ، بدعم من مؤسسات اخرى ، لولاه لواجهت مشاكل كثيرة ، وهناك في المقابل من يرى ان اداء الحكومة تسبب بأزمات عامة كقضية البورصة وقضية النفط ، وقضايا اخرى ، ومابين تقييمات الجانبين ، فإن الفصل سيكون وفقا لاعتبارات عليا ، تتناول جوانب ليس هنا محل ذكرها ، اقلها ترتيبات المشهد السياسي العام ، على ضوء حسابات قديمة وجديدة.

بالنسبة لي شخصيا ، لااستطيع ان احسم ، هل سيقوم رئيس الحكومة بإعادة التشكيل ، او بإجراء تعديل وزاري ، وذلك لندرة المعلومات ، وما يمكن قوله هنا فقط ، ان الوضع العام بحاجة الى اعادة مراجعة ، وهي مراجعة ، تجري بشكل دوري ، دون ان تكون المراجعة موجهة ضد احد ، فالملك يقيم المشهد بكافة تفاصيله ، ويرى المشهد من زوايا مختلفة ، وعلى الارجح ، ان تشهد هذه الايام ، حسما لقضايا عدة تتعلق بالحكومة الحالية ، وعلى الاغلب ان الوصفة لن تكون غائبة عن ذهن الرئيس ، وسيذهب الى الموازنة وحكومته ، وهو يعرف مالذي سيجري خلال الفترة المقبلة ، واذا كان الرئيس يعمل بمساندة غير عادية ابدا ، ساعدته حتى الان في الصمود ، وسط ترهل بعض وزرائه ، وضعف بعض من حوله ، فإنه على الارجح سيسعى الى معادلة جديدة في العمل ، ترتبط في بعض جوانبها ، باستقطاب وزراء يعملون ، بدلا من "التراجعات"لصالح ترك كل الاحمال على مؤسسة الرئاسة ، وهو امر قد يستمتع به الرئيس ، لكنه في المحصلة ، ليس عملا مؤسسيا ، يمكن الاستمرار به على هكذا منوال.

شعبية الحكومة ، الاداء ، نظرة الناس لها ، اداء الوزراء فرديا ، العلاقات بين الحكومة والنواب ، العلاقات بين الوزراء فرادى والنواب ، المهمات التي انجزت ، ، تلك التي لم تنجز ، وغير ذلك ، كلها سوف تقرر معا ، هل سيقوم الرئيس بإعادة التشكيل ، ام سيجري تعديلا وزاريا ، وحتى ذاك التوقيت ، علينا ان نتوقع كل شيء.

m.tair@addustour.com.jo



تعليقات القراء

محمد ابراهيم
المشكلة ان الأمور اختلطت ولم يعد المواطن ان يميز بين من يعمل ومن لا يعمل من أصحاب المعالي خصوصا في ظل مهارة البعض في التسويق الاعلامي وعدم المشاركة الا في النشاطت التي يغطيها الاعلام بينما اصبحت وزاراتهم تغط في نوم عميق....يعني من با طرانطقشي ومن جوا.....
23-11-2008 01:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات