في ماذا نفكر ؟ وما نتتظر ؟


يميل الانسان الاردني إلى الواقعية والإعتماد على الذات والبحث عن الفرص- رغم ندرتها - وهو مايفسر عزوفه عن الأحزاب التي تتبنى شعارات ورؤية وفلسفة من دون أن تنعكس إلى برامج عملية لتنفيذها، والحال ينطبق على البرامج الحكومية، فالفجوة واسعة بين توقعات المواطن وبين مدى تطبيقها للخطط التي تعلن عنها التي تطلقها، ما ترك شعور لدى المواطن بالخذلان.

تنسحب ثقة المواطن على أشخاص في الحكومة الحالية أو الحكومات التي سبقتها، إما لأنهم متهمون بقضايا فساد واستغلال الموقع العام، أو لأنهم فشلوا في احداث نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها وزاراتهم، فمن يحاسبهم يا ترى؟!

استقطب محيط الدوار الرابع مواطنون أردنيون، جاؤوه من شمال الأردن إلى جنوبه، وبصرف النظر عما إذا كانوا يتبنون برنامجاً بديلاً وقابلاً للتطبيق أم لا ، يبقى المواطن الأردني حريص على مقدرات وطنه ومؤسساته، ولا أعتقد أن شعور النقمة يستهدف بنى ومؤسسات الدولة بمقدار ما، يستهدف برامج وعدت الحكومات المتتالية بتنفيذها لكن خسرت رهان الشارع حين عجزت عن تحقيقها.

الإنسان الأردني رغم كل الإحتجاجات والإعتصامات إلا أنه لا يصفي حسابات مع وطن، فهو يفكر كل لحظة في وطنه ويامل نهضته ويتحمل في سبيل وطنه الكثير، من دون أن تخدش كرامته، يريد الوضوح في إعلان نتيجة أي مشروع وطني وعدت به الحكومات، ويريد تحميل المسؤولية لكل من قصّر وتخاذل في واجباته ومسؤولياته، يريد خطة زمنية واضحة للخروج من " عنق الزجاجة"، يتطلع الى مشاركة حقيقية في القرار و كسر الجدران التي تحول بينه وبين صناعة مستقبله ومصيره، المشكلات تورثها حكومة الى حكومة بعدها، ولا تزال - بل تتزايد- مشكلة البطالة وتدني الأجور والرواتب و الغلاء ووعودات الخدمات الصحية المناسبة، وتعليم يتجاوز التلقين والنهوض بالمدرسة، ليتغير مفهومها الى الشمولية في منظومة التربية والتعليم.

يكفي شعارات وبرامج وهمية، لا الشعب راضٍ عنها ، ولا جلالة الملك يقبل بأدائها، يصلح وزراء التكنوقراط الأردنيون في المنتديات وعلى برامج المحطات واقصى مايفكرون فيه هو جيب المواطن كمصدر دخل أوحد وآمن للموازنة!!

لقد ملَّ الأردنيون من التصريحات المتكررة بتوطين الإستثمار، والنتيجة تنازلت الدولة عن إرادتها في مؤسسات أساسية، وقد يخرج من يقترح مشاريع تربية أسماك في البحر الميت!!

حصار إقتصادي يحيط بنا من أجل تركيعنا، أفلا نفكر ان يتغير نهج حكوماتنا في كسر الحصار والتفكير بواقعية سياسية، وأنا شخصيا أؤمن بالانفتاح على سوريا والعراق في سبيل جوار إستراتيجي لصالح الإقتصاد الأردني ومستويات مواطنيه المعاشية.

المواطن ينتظر - دون إبطاء - وضع حد للارتفاع المذهل في الاسعار ورفع الاجور وزيادة الرواتب واعادة وزارة التموين لضبط الاسعار، وتوفير خدمات صحية وعلاجية للمواطنين من ذوي الدخل المتدني، وإعادة التفكير بمنظومة التربية والتعليم والتعليم العالي برمتها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات