الشيخ فيصل المالك الصباح الوفي أينما كان مكانه


رجل يتقدم على المقدمات بل ويسبقها تميز بالاستقامة والنزاهة والخلق الرفيع شكل علامة فارقة في معجم كبار السفراء العرب أبان وجوده سفيرا لبلاده في العاصمة عمان ورغم كل مشاغله ومسؤولياته الجسام كان يستذكر بوفائه المطلق دائما الأردن وشعبه ولم يترك مناسبة ولا حدثا ولا حادثة في وطننا الا وكان لهو فيها دلو خير من معين قوله او كتاباته او مشاركاته او زياراته وبصدق مشاعره الأخوية والإنسانية الجياشة ونبله وأصالته ونخوته المعهودة جسد روح وضمير الكويت وأهلها الأوفياء وهو صاحب السيرة العطرة الطيبة والمسيرة النقية التقية والمناقب الرفيعة السامقة مخلص وأمين وشهم بوطنيته الصافية ونزاهته الناصعة وجرأته الفريدة أينما كان مكانه فهو يمثل الابن البار للكويت والأردن على حد سواء شاع وذاع صيته بين الأردنيين في المدن والأرياف وعرفه الشيوخ والوجهاء في البوادي والمخيمات و تواصل مع القبائل وشيوخهم ولا غرابة في ان نسمع اسمه وانجازاته تذكر مرارا وتكرارا في العديد من الأحاديث العامة والمناسبات الشخصية والوطنية حتى بعد ان غادر موقع عمله كسفير تأكيدا على مواقفه المتعددة تجاه الأردن أرضا وقيادة وشعبا وهو يشارك الأردنيين في السراء والضراء ويتعاطى مع متطلبات المرحلة الصعبة التي عاشها الأردن في ضيقه وأزمته حين نذر نفسه ليكون المخلص الوفي للعهد والحارس الأمين على مصالح البلدين والشعبين الكويتي والأردني نعتز به لأنه وفيا للأردن وصديق مخلص للأردنيين الذين يكنون له الاحترام والمحبة كأخ صادق وصلب في الوقوف إلى جانب الحق الأردني بكل إمكاناته حينما كان الأردن يتعرض لحملة مغرضة وظالمة من المزايدات والتحديات الاقتصادية والمواقف السياسية الإقليمية والدولية التي كانت تستهدف وجوده واستقراره ومسيرته التنموية والإصلاحية .

وها نحن اليوم نستذكر محافظ الفروانية بالكويت الشقيقة معالي الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح وفاء بوفاء وودا بود وإخلاص بإخلاص وهو راعي ألأوله والبادئ الأكرم بعدما رشحت السفارة الفرنسية بالكويت محافظة الفروانية لتمثيل الكويت في برنامج قادة المستقبل للشباب المقام في العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من ٢١ الى ٢٥ يناير الجاري وقد جاء الترشيح لمحافظة الفروانية تحديدا نظرا لاهتمام المحافظ الشيخ فيصل الصباح المتواصل بقضايا الشباب ودعمه لأفكارهم وإعمالهم وتشجيعهم على مواصلة النجاح لخدمة الوطن وحرصه على التواصل المستمر مع جميع السفارات الشقيقة والصديقة بدولة الكويت بشكل عام والسفارة الفرنسية بشكل خاص .

فكما كان وعرفناه دوما صوتا هادرا مدافعا عن الحق ومطالبا بالحياة الكريمة للاخرين في غاية الوفاء لأهله ووطنه الأردن كما هو الكويت دبلوماسي قدير ولبق ومتزن ومتواضع ومتحدث بثقافة عالية ووعي لافت يجيد أدب الحوار ولغة الإصغاء عمل سفيرا لبلاده في عمان جعل من السفارة خلية عمل متواصلة لتحقيق التعاون والتكامل بين الأردن والكويت بعيدا عن تعقيدات الإجراءات البروتوكولية الرسمية المعتادة لتحقيق ما ننشده من غايات كريمة وآمال عظيمة ولنبقى في الأردن والكويت يدا واحدة وعلى قلب رجل واحد .

وقد حاز الشيخ فيصل الصباح بوقت قصير على إعجاب ومحبة وثقة معظم أبناء العشائر الأردنية وهو يحل ضيفا كريما عليهم في مضاربهم ويعمل عقله وفكره وقلمه وهو يشيد بحنكة وحكمة القيادة الهاشمية وجهود جلالة الملك في الإصلاح والبناء وتكريس دولة القانون والمؤسسات ويؤكد دعم الكويت للأردن ووقوفها الى جانبه وقد اندمج في مجتمعنا الأردني خدمة للشعبين ورغم انتقاله للعمل في الكويت إلا انه بقي على تواصل واتصال معنا كأنه يعيش بيننا يهمه ما يهمنا لم تبعده او تفصله عنا المسافات ولا الأزمان صاحب المبادئ الثابتة والقيم العليا الذي لم يتزعزع او يسقط يوما في نوازع الطائفية أو التفرقة أو التناحر اوالعداوة ولم تغريه أبدا صولات الثناء والمديح ولا القصائد المنمقة ولا الخطب الرنانة ولا صريخ الهتافات ولم يخضع يوما لسطوة الإعلام والأضواء والتبجيل وحارب كل مسرحيات الوعود الفلكية من اجل جمع الغوغاء واسترضاء البسطاء على حساب المصالح العامة والوطنية وقد خاض من اجل الحق والعدل والإنسانية معارك بيضاء كثيرة كان سلاحه فيها ضميره الحيً ووجدانه النقيً حتى أصبح مثالاً يحتذى به في مضمار الدبلوماسية وإدارة الشأن العام بمواقفه النبيلة وجهوده الحثيثة المخلصة .

ومنذ توليه مسؤولية الأمانة محافظا للفروانية استبشر أهل الكويت عامة وأهل الفروانية خاصة بالخير الوفير والعقل المنير والشيخ الإنسان حينما جسد في تعامله وتفاعله معهم مفهوم روح الأسرة الكويتية الواحدة المتحابة والمتوادة اذ شكل نموذجا للمسلم المحب لدينه وأمته عدلا وتسامح وفعلا للخير في شتى الميادين وأعطى الصورة الحية للمسؤول المحب والمخلص لوطنه الساعي لخدمته ورفع رايته بكل ما يملك وكان دوما ودوداً بشوشاً مجاملاً من دون تعالي حليما أريبا تتجه إليه الأنظار من كل حدب وصوب يسمع له ويؤخذ برأيه سريع الخاطر حاضر البديهة بحكم خبرته الواسعة بالحياة والناس رزيناً وواثقاً ودقيقاً جداً حين يتحدث عن نفسه نهل من المعين الفياض للأجداد والإباء حكام الكويت مكارم الأخلاق والعلم والحنكة وسعة البصيرة .

سيبقى الشيخ فيصل الصباح رمزاً للرجولة حيث الرجولة شرف واستقامة ورؤية محمولاً على القمم شامخاً عالي الجبين مكللاً بالا مجاد ناصع الضمير ونظيف الكف مهيوبا بالعنفوان والكرامة بعيدا عن التكلف والتكبر نذر نفسه لخدمة الكويت وأميرها وشعبها وكل ما وصل اليه كان بعرق جبينه وجهده الدؤوب وعمله المتواصل يشار له بالبنان في حكمته السياسية فهو دبلوماسي من طراز رفيع قل نظيره يعتمر في داخله مخزون هائل من الروية وبعد النظر واستشراف المستقبل برؤية ثاقبة تمكنه من إصدار الإحكام والقرارات الصائبة عمل لكل صغير وكبير وترك أثرا أكبر في نفوس المواطنين من مختلف شرائحهم وفئاتهم رجلا من رجالات الكويت المخلصين وهامة من هامات العمل الوطني البناء والمثمر .

ولا ننسى في هذا المضمار ونحن نتابع بفخر واعتزاز مواقفه الشجاعة والمتكررة إلى جانب الحق والحقيقة ونصرته للأهل المُرابطين الصامدين الصابرين في فلسطين المحتلة وقضيّتهم العادلة ومن خلال هذه السطور البيضاء، لمسيرة هذا الرجل الذي صنع لوطنه الكويت سمعة عطرة ومكانة معتبرة ومحبة وتقدير بعدما تأسس الحلم الكويتي في الاستقرار والسلام والمحبة بصفاته المتميزة وانجازاته العظيمة حيث ترجم بكل صدق وولاء وإخلاص رؤى وتوجهات صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح أمير الكويت إضافة الى المكانة الشماء لسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح ولي العهد الكويتي في وجدان وضمير وحياة أبي مالك .

الشيخ فيصل الحمود الصباح اسم سيكون له مع التاريخ وقفة في الأردن والكويت ومع المآثر قصة وسيردده الناس كثيرًا كواحد من المسؤولين العظام الذين لم تثنهم الصَّعاب ولم تهزهم الأعاصير وستحتفظ ذاكرتنا الاردنية بمواقفه الشجاعة وأدواره الوطنية والعروبية الفذة وأعماله الجبارة حينما آثر السير مع الحق رغم وعورة مسلكه وفداحة ثمنه إيمانًا منه بأن المآثر لا تولد إلا من رحم النوازل والأمجاد لا تصنعها سوى الصعاب يدير اليوم محافظة الفروانية بكل ملفاتها التي تسلمها بعقل رجل الدولة المجرَّب وبروح الوطني الخادم الجميع وبحنكة المسؤول الذي يقف على مسافة واحدة من الكل لم يتعصب لكتلة نيابية او سياسية أو تكتل جهوي أو لعصبية قبلية جذبت شخصيته العملية محبة الجميع ولم ينحاز إلا للوطن ولم ينتصر إلا للمواطن اتخذ من العمل المؤسسي خيارًا وحيدًا عمل على إعادة هيكلة وتنظيم محافظة الفروانية وتفعيل الكثير من إدارتها وأقسامها وأجهزتها رغم بعض العراقيل التي واجهها والعمل في ظروف تحتاج الى جهد ووقت كبيرين وهو المعتد دوما بأصالة شعبه وعظمة تاريخه والمسؤول المنفتح على خصومه وأنصاره عاشق للكويت التي أحبها وأحبته لم يسمح لأحد يوما بان يستدرجه إلى مزالق المهاترات وصغائر الأمور .

الشيخ فيصل الحمود الفيصل المالك الصباح ” أبو مالك “ هو أحد أفراد الأسرة الحاكمة بالكويت ولد في الحادي عشر من ديسمبر 1963 بمدينة الكويت دخل معترك الحياة السياسية والدبلوماسية والاجتماعية مبكرا حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والماجستير في التجارة والدكتوراه الفخرية في القيادات الإنسانية شغل منصب وكيل وزارة في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء آنذاك وعمل سفيرا لبلاده في سلطنة عمان وسفير غير مقيم في جمهورية موريشوس ثم سفيرا في الأردن ويشغل حاليا منصب محافظ الفراونية منذ عام 2014 .

وبهذه المُناسبة ننتهز الفُرصة لنتقدم من دولة الكويت شعبًا ابي وقيادةً حكيمة بتحية إكبارٍ وإجلال مشيدين بمواقفها القومية والإسلامية وحرصها على تحقيق التضامن العربي والإسلامي وجهودها في إيضاح صورة الإسلام السمحة المعتدلة مؤكدين على ان العلاقات الأردنية الكويتية هي أنموذج متميز منذ عقود طويلة بالروابط الأخوية والتاريخية المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين بالمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون الثنائي في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة يقوم على رعايتها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظهما الله ورعاهما.

ختاما آمل أن أكون قد وفقت وأوتيت من حسن التعبير والبلاغة وفصاحة البيان واللسان ما يرقى إلى قدر ومقام حضرة الشيخ فيصل المالك الصباح لأوفيه حقه من الثناء والوفاء والتقدير وهو الأجدر والأحق به لأنه حفظ عهد التعاون والتنسيق المشترك وأواصر الإخوة والصداقة وعمل على ترسيخ المحبة والألفة بين البلدين والشعبين الشقيقين في الأردن والكويت .

سائلا المولى العلي القدير أن يمد الشيخ فيصل المالك الصباح بعون وتوفيق من لدنه الكريم وان يديم عليه الصحة والعافية والنجاح وعلى الكويت الشقيقة وأهلها الأوفياء نعمة الأمن والأمان والرفاه والتقدم والازدهار وان يحفظها أرضها وشعبها وقيادتها من كل مكروه وسوء .

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات