إدارة الجودة الشاملة ومقتضاها – المؤسسة التربوية (أنموذجًا)


إدارة الجودة في التعليم هي منهج عمل؛ لتطوير شامل ومستمر، يقوم على جهد جماعي بروح الفريق.

وهي فلسفة إدارية حديثة، تأخذ شكل أو نهج أو نظام إداري شامل قائم على أساس إحداث تغييرات إيجابية جذرية لكل شيء داخل المؤسسة، بحيث تشمل هذه التغييرات : الفكر، والسلوك، والقيم، والمعتقدات التنظيمية، والمفاهيم الإدارية، ونمط القيادة الإدارية، ونظم وإجراءات العمل، والأداء، وغيرها.

وأهداف تطبيق إدارة الجودة الشاملة يمكن تلخيصها بالآتي :

- رفع مستوى الأداء العام للمؤسسة، لأن من مهام إدارة الجودة الشاملة تفادي السلبيات تماماً بحيث لا تكون هناك أية نسبة لاحتمال وقوع الخطأ عند تنفيذ الأعمال، وينبغي القيام بالأعمال بصورة صحيحة من أول مرة.
- تحسين نوعية الخدمات المقدمة والمنتجة، مما يسهم ذلك في تعزيز المركز التنافسي للمؤسسة التي تطبق إدارة الجودة الشاملة.
- تسهم إدارة الجودة الشاملة في رفع كفاءة عملية اتخاذ القرارات، من خلال الاهتمام بنوعية وكمية المعلومات ذات العلاقة بموضوع القرار، فضلاً عن إيمان الإدارة بالمشاركة والتشاور في عملية اتخاذ القرار، خاصة وأن الجودة هي مسؤولية الجميع وتبدأ من المُجهّز وحتى المستهلك.
- زيادة ولاء وانتماء الأفراد العاملين في المؤسسة التي تطبق إدارة الجودة الشاملة، لسيادة ثقافة التعاون والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد، إضافة إلى اعتماد الإدارة على أساليب متنوعة من وسائل التحفيز.
- المؤسسة التي تطبق إدارة الجودة الشاملة تزداد قدرتها في الاستجابة للتغيرات البيئية والتكييف معها، وتزداد قدرتها على استثمار الفرص وتجنب المخاطر، مما يساعدها على البقاء والاستمرار والنمو المتواصل.
- تخفيض الوقت اللازم لإنجاز الأعمال .
- تحقيق متطلبات المتلقي والتركيز على إرضائه بأعلى درجة ممكنة .
- إمداد العاملين بالنظم والإجراءات والتوجيهات التي تضمن لهم حُسن سير العمل .
- ترشيد الإنفاق العام بالمؤسسة بشكل يجعل عنصر التكاليف محورا" لكل عملها.

وحتى يكون للجودة الشاملة وجود في مجال التطبيق الفعلي لا بد من توفر ملامح أو صفات للتنظيم الناجح لإدارة الجودة الشاملة من اجل الوصول إلى جودة متطورة ومستدامة وذات منحنى دائم الصعود ، ومنها،

- حشد طاقات جميع العاملين في المؤسسة بحيث يدفع كل منهم بجهده وإبداعه تجاه الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة مع التزام الجميع بما يخصه.
- الفهم المتطور والمتكامل للصورة العامة، وخاصة بالنسبة لأسس الجودة الموجهة لإرضاء متطلبات قيام المؤسسة على فهم روح العمل الجماعي – عمل الفريق "المتلقي" والمنصبة على جودة العمليات والإجراءات التفصيلية اليومية للعمل.
- التخطيط لأهداف لها صفة التحدي والتي تلزم المؤسسة وأفرادها بارتقاء واضح وملموس في نتائج جودة الأداء.
- الإدارة اليومية المنظمة للمؤسسة – القائمة على أسس مدروسة وعملية – من خلال استخدام أدوات مؤثرة وفعالة لقياس القدرة على استرجاع المعلومات والبيانات " التغذية الراجعة".
مما سبق يتبين أن الجودة الشاملة في التعليم، تمثل معايير عالمية لقياس مخرجاته ونواتجه، وهي انتقال من ثقافة الحد الأدنى، إلى ثقافة الإتقان والتميز، فهي نقلة نوعية بخطى سريعة نحو المستقبل، وهي ثورة إدارية "بيضاء" جديدة، وتطوير لكل وسائل وأساليب وتقنيات العمل التربوي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات