سوريا العروبة


بقلم: سالم الصويص

في الرد على مقالة "لماذا يكرهنا السوريون" لـ ماهر ابو طير

في الوقت الذي انقشعت فيه غيوم الحرب والارهاب على القُطر السوري الكبير، سوريا العروبة ، وفي الوقت الذي لا زلنا نؤمن فيه بأن جرح الأوطان هو الجرح الواحد لأمتنا العربية، وتعافي هذا الجرح هو عنوان نحو استقرار المنطقة المأمول، فقد فات على البعض من الكتّاب والمحللين السياسيين ان يٌباركوا هذا الحصاد السوري العربي الذي دفعت فيه سوريا الشقيقة مئات الارواح من الابرياء الذين ارتقوا الى السماء خلال سنوات الأزمة التي حاولت خلالها القوى الاستعمارية النيل من الوطن السوري.

في مقالته التي حملت عنوان "لماذا يكرهنا السوريون" لـ ماهر ابو طير، والتي تناول فيها ردود فعل الجمهور الكروي السوري التي سبقت مباراة الأردن وسورية، حصر ابو طير ردود فعل فئة وصفها هو شخصيا في مقاله بـ "الجراد الالكتروني" بانها عنوان لكره السوريين للاردنيين، ليقفز بكل تناقض الى طرح فكرة كره السوريين للأردن، وهو الامر الذي جانب الحقيقة على الاقل على ارض الواقع، حيث تؤكد الدلائل ان الشعب السوري العظيم وقيادته ومؤسساته طالما اعتبرت الاردن الدولة الاولى التي تقاسمت الجرح السوري دون عن غيرها من الدول، وليس ادق على ذلك من استقبال الاردن لمئات الالاف من الاخوة السوريين بما يعرف بملف اللجوء السوري على الاراضي الاردنية، وجميعنا ندرك تماما تداعيات هذا الملف الذي يعني بكل تحدياته وارهاصاته ان الاردن فتح ذراعيه بكل معنى الكلمة للاشقاء السورين، وهو الامر الذي وعته وثمنته الدولة السورية شعبا وقيادة وحكومة ومؤسسات، وقد احتضن الوطن السوري شقيقه الاردني مجددا .

قبل يومين، كنت بمعية سعادة نقيب المقاولين الأردنيين ووفد من مجلس النقابه تلبية لدعوه الأشقاء السوريين في نقابة مقاولي الإنشاءات السوريين،وبما أننا نقابه وطنية بامتياز كان لدي يقين بحسن الاستقبال من قبل أشقائنا السوريين وهذا ما كان عند استقبالنا في معبر نصيب الحدودي وهنا أتساءل من له مصلحه في تشويه صورة العلاقة التي تربطنا بسوريا؟

حيث كان الإستقبال بحفاوه على المستويين الشعبي والرسمي على حد سواء مما يؤكد جهل بعض الاقلام بحقيقة ما تمثله الاردن قيادة و شعبا لاهلنا في سوريا و مدى الترابط الذي يجمع الشعبين و القيادتين و ما يحاك من مؤامرات لافساد العلاقة الممتدة على مر التاريخ رغم كل الظروف التي يمر بها البلدين خاصة والمنطقة بشكل عام و ما يحاول اعداء الامة بثه من خلال الاعلام المأجور الذي كان له الدور الكبير مما عانى منه اشقاؤنا السوريون ولكن من خلال المثابرة و الثبات على التربية الوطنية العروبية السورية كان لسوريا ان فتحت ذراعيها لاحتضان اشقائها العرب بوصفها قلعة العروبة ، فما شهدناه خلال الزيارة المشار اليها في سوريا يرد على كل ما تمت كتابته في تلك المقالات حيث وجدنا الحضن الدافئ لدى اهلنا في سوريا على المستويين الشعبي وظلت سوريا فخر حقيقي لكل من يؤمن بعروبة الاوطان.

استقبال القيادات والمؤسسات والشعب السوري لكل الوفود الاردنية التي عبرت الاراضي السورية بعد دحر "خفافيش" الظلام، وما تميز به ذلك الاستقبال من تثمين ودفء وفرح بعودة العلاقات لهو مؤشر قوي عميق يؤكد ويترجم تثمين الدولة السورية لوقفة الاردن الرسمي والشعبي لسوريا الشقية خلال ازمتها، وهو مامر محط احتفاء وبهجة للشعب السوري بكل أطيافه، كما هو تثمين كبير للديبلوماسية الاردنية التي حثت عليها القيادة الهاشمية ممثلة بمليكنا الهاشمي الشاب عبد الله بن الحسين الذي لم يتوان وطيلة سنوات الازمة من الاصطفاف لكل ما هو عروبي وما فتأ يؤكد على ضرورة ان الحل للوضع السوري يجب ان لا يكون عسكريا، لإيمان سيد البلاد ان الة الحرب والعننف لن تبقي ولن تذر.

الاردن الذي دفع ما يفوق مقدراته لاستقبال اللجوء السوري، يذهب الان الى اعمار سوريا يوقع اتفاقيات الاعمار ويشارك ببناء ما دمرته الالة الحربية، فلماذا يريد اصحاب الاقلام العشوائية ان يضعوا العصي في دولاب العلاقة الاردنية السورية، لماذا لا يريدون للجسد السوري ان يتعافى ويعود الاردن الى حضن شقيقه السوري.. لماذا لا يريدون للاردن ان يأخذ مكانته في مشروعات الاعمارالسوري، ويقف يدا بيد الى جانب الوطن السوري ليتعافى ويعود الياسمين دمشقيا ولو بعد حين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات