أم فلسطينية تعرض أعضائها للبيع لإنقاذ رجولة ابنها


جراسا -

  لجأت أم سالم وهي فلسطينية في العقد الرابع من عمرها ، إلى عرض اعضائها للبيع  بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجه ابنها، وسئمت إطلاق المناشدات لوزارة الصحة وللرئاسة الفلسطينية، للبحث عن مساعدة لإتمام عمليات ابنها الجراحية التي بدأها قبل 16 عاما، ليشعر برجولته التي انتقصت بسبب ضمور أعضائه التناسلية منذ ولادته ،ويحتاج إلى استكمال عملياته الجراحية، كي يعيش حياته ويمارس حقه الطبيعي في الزواج وإقامة أسرة كأي شاب في مثل عمره .

وحال الحصار والإغلاق وتدهور أوضاع أسرتها المعيشية بسبب فقد زوجها لعمله داخل إسرائيل وعدم وجود فرص عمل في قطاع غزة. دون تحقيق حلم ابنها في اكتمال رجولته التي لازالت منقوصة ، في مجتمع لا يرحم.

وتعود معاناة الشاب سالم الذي يسكن جنوب قطاع غزة إلى ما قبل 20 عاما بحسب ما تروي والدته قائلة: " ولد سالم ،على انه بنت " سلمى "وبقي 4 سنوات يحمل هوية الأنثى، وبعد أربع سنوات بدأت اشعر أن "سلمى "تحمل ملامح الذكورة ، وأنها أقرب بشكلها الخارجي إلى الولد، رغم طول شعرها، وأن أعضائها التناسلية أعضاء أنثى مكتملة ،وتتابع أم سالم " هذا الشعور كتمته في صدري ، ولم أصارح به أحد ، مدة عام ،حتى أخبرت زوجي بذلك".

 وتزيد:" بداية لم يصدق زوجي، وأمام إصراري وقلقي توجهنا إلى الطبيب للكشف عن حالة سلمى، و طلب الطبيب إجراء تحليل هرموني. وتستكمل الأم " ولم يكن وقتها بقطاع غزة الذي كان يخضع للإدارة المدنية الإسرائيلية مختبرات خاصة بذلك، لذا توجهنا إلى القاهرة وهناك أثبتت التحاليل انه ذكر وليس أنثى وأعضائه التناسلية موجودة بالداخل ويحتاج إلى عمليات جراحية لإخراجها.

رحلة علاج طويلة

تردف قائلة :" في العام 1991 بدأت رحلتنا مع العلاج ، فقد جمعنا كل نملكه من عمل زوجي داخل إسرائيل في مجال البناء ، إضافة إلى مساعدات الأقارب ، وذهبنا إلى مصر ، وأجريت له أول عملية ، ثم توالت العمليات بعد ذلك فكل سنة تمر كانت تجرى له عملية ، جزء منها على نفقة وزارة الصحة ، والأخرى على نفقتنا الخاصة ،حتى استنزفت تلك العمليات كل ما نملك .

وتشير أم سالم وبعيون دامعة أن أجريت عدة عمليات جراحية بجمهورية مصر لابنها ، حتى سن 16 عاما، كان أخرها قبل 4 سنوات، مما اثر على مستقبله الدراسي نتيجة تغيبه المتكرر عن المدرسة لعدة أشهر في كل مرة ،مما فقد تعليمه ، تمسح دموعها عن وجهها وتواصل :" لا أريد أن افقده للأبد ".

وتضيف :" كنا نملك المال من جراء عمل والده داخل إسرائيل وهو ما حرمنا أنفسنا منه في سبيل علاج سالم ولكن آخر عملية كانت مقررة له قبل 4 سنوات لم نستطع بعدها السفر ، حين منعت وزارة الصحة الفلسطينية منحنا تحويلة للعلاج بالخارج على نفقتها، إضافة إلى تردي أوضاعنا المعيشية، ومرض زوجي ، فلم نستطع تأمين المبالغ لإجراء العمليات المتبقية على نفقتنا الخاصة، مشيرا أن العملية الواحدة كانت تكلف أكثر من3000 دينار أردني،وانها شهريا يحتاج الى علاج وحقن هرمونات بقيمة 500 شيكل توقف عن تناولها  بسبب عدم توفر المال اللازم لشرائها.

 وتذكر أم سالم أن ابنها كبر اليوم وبلغ العشرون عاما أمام  أعيننا وهو يموت كل يوم دون أن يعرف أحد مساعدته ،لافتة انه أصبح شاب ولديه ميول للزواج كغيره، ولكنه لم يستطع وهو يشعر بالاكتئاب ويعيش عزله عن الناس بعد أن أصبحوا يحاكمونه على قدر لا يد له فيه ،

وتشير انه أقدم على الانتحار وابتلع عشرات الحبوب ، ليستريح من معاناته بعد أن فقد الأمل في إجراء العملية بسبب أوضاعهم المادية الصعبة والحصار والإغلاق ،لافتة أن أطباءه المعالجين في مستشفى الاوروربي أعطوه أملا بان لا يوجد لديه مشاكل إذا ما تم انجاز العمليات الجراحية .

وتؤكد أم سالم أنها جادة في بيع أعضائها لكي تستطيع إسعاد ابنها بعد أن رزقها الله بآخر معاق ويعاني من مشاكل صحية عديدة ،وتضيف " كأي أم أتمنى اليوم الذي افرح به وأزفه إلى عروسه " وتناشد وزارة الصحة الفلسطينية ومؤسسة الرئاسة وذوي القلوب والضمائر في مساعدتها في تحقيق حلمها وحلم ابنها المشروع في إتمام عملياته الجراحية لاستكمال رجولته ، وممارسة حياته بشكل طبيعي.


 
 
 
 



تعليقات القراء

maysaa
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وين العرب ويييييييييييين ؟؟؟
19-11-2008 03:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات