جراسا -

تقول قياديات في جماعة الاخوان المسلمين ان الحركة الاسلامية لم تصل بعد الى قرار نهائي حول الموقف من الانتخابات النيابية, لكن من المنتظر أن يحسم شورى الجماعة اليوم رأيه, أو أن يوصي باعطاء شورى حزب جبهة العمل الاسلامي ولاية تحمّل عبء اتخاذ موقف من الانتخابات في جلسته التي ستعقد يوم السبت المقبل.

ويعلم الاسلاميون أن من شأن المشاركة مخالفة توصية قواعدهم ومنتسبيهم, وهو ما يعني توفير تربة جاهزة لاستنبات أزمة داخلية جديدة, فيما من شأن المقاطعة أن تغصب مراكز الدولة, وهو ما لا تطيق فعله الجماعة.

ورغم أن معظم قواعد الحركة وفروع الحزب أوصت بمقاطعة الانتخابات النيابية, إلا أن القرار النهائي بيد مجلس شورى الاخوان, الذي من المرجح - وفق مصادر مطلعة - أن يتخلى عنه لصالح "شورى حزب العمل الاسلامي".

اللافت في كل ما يصدر عن قيادات الحركة حول الموقف من الانتخابات قولها إن "قرار مجلس الشورى بالمقاطعة سيكون قطعيا, أما في حال جاء القرار لصالح المشاركة فان الجماعة قادرة تنظيميا على العودة عن المشاركة نحو المقاطعة, من خلال اجتماعات لاحقة سيعقدها الاسلاميون منتصف ايلول وأواخر تشرين الاول المقبلين.

ويبدو أن اللعبة السياسية للجماعة بابقاء باب موقفها من الانتخابات "مواربا" وليس مغلقا ليسمح لها الاحتفاظ بأوراق تمكنها من إبقاء ساحة اللعبة حولها أوسع وحتى اللحظات الاخيرة. وهو من شأنه الاحتفاظ بغطاء تنظيمي داخلي, اضافة الى تحصيل اكبر قدر ممكن من المكتسبات من مراكز الدولة في جولاتهم "السرية والعلنية" حول الانتخابات وحصص الجماعة, وما يجوز ولا يجوز فعله. فسخونة اللعبة لا تسمح لهم بحرق اوراقهم مبكرا.

ورغم ان المبررات السياسية تسمح للحركة الاسلامية باللعب وفق هذا الايقاع, ولكن المراقبين ليسوا في انتظار اعتراف قياداتها.

يقول رئيس مجلس شورى الاخوان الدكتور عبد اللطيف عربيات إن "شورى الجماعة سيد نفسه", مشيرا ان "القرار بشأن الانتخابات ينتظر في اجتماعه اليوم اما بالحسم او بالاحالة لشورى حزب العمل".

وأضاف : "استقبلنا رأي قواعد الحركة", لكن عربيات لم يفصح عن نتائج هذا الرأي, الذي يراه الناطق باسم الجماعة جميل ابو بكر "مؤثرا في قرار شورى الاخوان" رغم قوله "ان المجلس هو صاحب الصلاحية في اتخاذ القرار النهائي". الا ان مصادر "العرب اليوم" أكدت في وقت سابق ان نسبة الرافضين للمشاركة كانت الغالبة وبرقم واسع لقناعتها بعدم جدوى المشاركة امام عدم وجود ثقة بتحقيق نزاهة في الانتخابات النيابية المقبلة رغم وعود الحكومة بتحقيقها تكرارا لتجربة انتخابات 2007 على ان يحسم مجلس شورى الاخوان الموقف النهائي للحركة. وتمت استشارة اربعة مستويات في صفوف الحركة الاسلامية حول موقفها من الانتخابات النيابية المقبلة وهي الهيئات العامة والادارية والوسيطة للجماعة والحزب والتي اوصى معظمها للآن بالمقاطعة الى جانب الدائرة السياسية للجماعة والنواب السابقين والمكتبين التنفيذيين للجماعة والحزب .
(العرب اليوم - ربى كراسنة)