العفو الموعود .. لا نريد ان يتمخض الجبل فيلد فأرا


جراسا -


كتب جهاد ابو بيدر

كثيرون طلبوا مني ان اكتب عن العفو العام بعد ان شتت الحكومه بوزيرها للشؤون القانونية ورئيس ديوان التشريع وبعض النواب الذين تسابقوا على نشر مسوده قانون ٢٠١١ على انها القانون الموعود وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على " مراهقه نيابيه غير مرغوبه".. اما تسابق صاحبي المعالي على الاعلان عن العفو بالطريقه التي نراها ماهي الا مجرد مهاترات الهدف منها تصدر الاخبار في الصحف والسوشيال ميديا..

يكفي عبثاً ولعبا بأعصاب الناس بهذه الطريقه.. الم يكفيكم انكم شكلتم اللجان تلو اللجان منذ اشهر وانتم تتلاعبون بمشاعر الناس في هذا العفو الموعود وكأنكم بصدد انجاز عظيم للبلد يضاهي انجازات الصين في بناء الجسور وغزو العالم اقتصادياً وفكريا والكترونيا..

دراسات ولجان وتصريحات والشعب تاه في غياهب العفو وكيف سيكون.. تمارسون السريه في الاعلان عن التفاصيل وكأنكم تنوون اعلان حرب على الاعداء.. تصرحون ثم تنفون ثم تؤكدون.. والله العظيم نعرف انكم حكومه وانكم مهمون.. لكنكم لستم اهم من ام بانتظار ابنها الذي غاب عنها اشهرا او اعوام طويله.. ولستم اهم من اطفال بانتظار ابيهم يدخل عليهم بكيس فاكهه او بلعبه اشتراها من محلات التصفيه.. ولستم اهم من زوجه انهكها تعب الحياه وضغطها ومصاريف الاولاد والمدارس بعد غياب اضطراري لزوج كان يبحث عن حياه كريمه فخدعته الحياه ولم تجري السفن كما اشتهت رياحه..

ولستم اهم من شاب يجلس في زنزانه السجن بعد ان ارتكب خطأ وندم عليه بانتظار فرصه جديده.. ولستم اهم من غارمه اجبرتها الحياه على ان تأخذ قرضاً من مؤسسات الربح او الربا السريع حتى تجد قوت يوم اولادها فلم تستطيع السداد.. ولستم اهم ممن تقول عنهم ارحموا عزيز قوم ذل.. خسرت تجارته وامواله ويحتاج فقط فرصه للعوده من جديد.. ولستم اهم من الالاف المطاردين من التنفيذ القضائي بانتظار عفو عام يخرجون من خلاله للحياه

اذا لم يكن عفوكم يشمل كل هؤلاء فلسنا بحاجه له.. والا سنقول " تمخض الجبل فولد فأرا" اذا كنتم ستتباكون على حقوق الناس فهناك الف طريقه وطريقه لحفظ هذه الحقوق.

الم يقل الملك عندما وجه الحكومه باصدار العفو العام بما يسهم للتخفيف من التحديات والضغوطات وأكد على ضروره اعطاء المخطئين الفرصه لتصويب مسارهم وسلوكهم وذلك حرصاً على المواطنيين الذين ارتكبوا وباتوا يعانون ظروفا صعبه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات