في ليالي السجن الباردة


صديقي غفار لعلك تعلم آنك دوما كنت الشخص الأغلى على قلبي وعلى العكس من الجميع كانت محبتي لك خاضعة لإرادة القلب والعقل مجتمعان كيف لا وأنت الشخص الأرقى والصديق الأوفى...

صديقي غفار في كل ليلة من ليالي السجن الباردة. كنت أخضع لسطوة الذكريات طوعا أقف متذكرا. وفي حالة من اللاوعي الحقيقي آبدآ وكما جرت العادة بيننا أجلس ثملا وقد أنهكني الكأس العشرين أسرد لك أحدث أسراري أحدثك عن مايزعجني وعن مخاوفي من المستقبل. عن الأولاد. عن المغامرات. أحدثك عن جنوني. وعن جموحي. وعن طموحي. أحدثك مندفعا كما هي عادتي مقبلا على الحياة بأبسط الإمكانيات لا مكان للغنى والفقر في حياتي. ولا قيمه للساعات وحتى الأيام عندي إلا بقدر ماأعيش من سعادة..

صديقي غفار. الليلة أقف أمامك لست ثملا ولا منهكا لأختم الرواية بمن أحببت. وبمن وثقت. وبمن خذلت. وبمن سمح. وبمن جرح. الليله أقف أمامك ولا مكان للتجمل أو الكذب أو مجرد إخفاء المعلومه فآنا في حضرة الصديق الصادق الصدوق.. الليلة وأنت تعلم وبعد هذه التجربة القاسيه وقد تخلى الأقرب. وسقطت الأقنعه ومن وعد أخلف. ومن حدث كذب. ومن خاصم فجر. ومن وفى خان. وهزمتني ياصديقي الحقيقة. وتمكن مني الواقع. وسطا علي الخوف والضعف والإحباط..فلم يبقى أي جموح. وتبخرت أمال الطموح وما تبقى كلمات يهجس بها مجنون. كلمات بلا معنى. كلمات منافيه لمنطق ماحدث وما سيحدث.مع هذه التجربة سقطت كل الرموز والقامات وسقط كل ماتعلمناه من أبجديات الصدق والوفاء..
صديقي ولعلك تذكر إيماننا أن التجربة التي لا تقتلك تقويك. لا تصدق هذا ياصديقي إن تلك التجربة التي لا تقتلك تضعفك وتجعل منك هزيلا. مهزوما. ممزق المشاعر.

صديقي غفار.الليله سأحدثك عن من أنا ضلمت وعن من أنا خذلت. وعن من أنا تركت تركتها متبعا هوى نفسي وأنانيتي. سأحدثك عن من باعت الدنيا لتشتري محبتي. إنصرفت بكل جوارحها نحوي لتجعل من حبها ثورة ضربت كل ساكن لترسم بدقة متناهية لوحة من الوفاء. تحدت خوف العائلة الذي حاربت هذه العلاقه فما زادها ذلك إلا تشبثا وإصرارآ لتجعل من حبها قناعة إيمانية ثابته ونهائيه.

سأحدثك عن سيدة أخلصت بلا مقابل تنتظره. لم تسعى للتعرف على أصحاب وصاحبات السعادة لأنها هاربة من هذا المجتمع الأفاق كما كانت تراه دومآ. لم تنبهر في يوم من الأيام بالأسود الكرتونية ولم تستمع لعمالقة التنظير. ولم تقف في يوم من الأيام بساحة المزاد لتجار المبادئ. لأنهم في معتقدها وحسب تعبيرها أشخاص بلا قيمه. ورؤوس بلا ثمن.. ووجوه عارية.

الليله أحدثك عن معنى الوفاء الذي كدت أضيعه. إنها....... القلب الصادق الحنون



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات