الأسد ليس ملك الغابة .. وهذه الخرافات نُسجت حوله


جراسا -

الاكتشاف الصدمة؛ الأسد ليس "ملك الغابة"، فلا هو يعيش في الغابات، ولا يوجد بين الأسود ملك؛ لكنها صورة الأسد التي طالما داعبت خيال المفكرين والكتاب عبر الأزمنة والعصور، واستلهموا منها أساطير مختلفة حول العالم، من أسطورة "الأسد النيمي" الذي قتله هرقل بجسارته المعهودة، إلى الحيوان الذي له عشرات الأسماء والصفات عند العرب.

ويقول تقرير على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إن البشر لم يكتفوا بإسناد دور البطولة للأسد في الروايات والأساطير البشرية؛ بل نسجوا حوله أيضاً بعض الخرافات على مر السنين.

ويستعرض التقرير خمس خرافات وأساطير حول الأسد، يكشف زيفها والأدلة على بطلانها:

* الأسود لا يحكمها ملك

لا يوجد ملك ولا ملكة لزمرة الأسود؛ على عكس ما يوحي به فيلم ديزني الشهير "الأسد الملك"، وما دار فيه من صراع بين الأسد "سكار" والأسد "سيمبا"؛ لفرض السيطرة على سائر الأسود الأخرى (أو غيرها من الحيوانات الإفريقية)؛ لكن الأسود تعيش في المقابل في جماعة تسودها المساواة، ولا مكان فيها للرتب والألقاب.

* الأسد لا يعيش في الغابة

اشتهر الأسد بلقب "ملك الغابة"؛ ولكن هذا اللقب لا يمتّ للحقيقة بصلة، لأن الأسود لا تعيش في الغابات، وكما سبق وأشرنا، لا يحكمها ملوك.

وتعيش الأسود في السهول والأراضي التي تكسوها الحشائش والأشجار القصيرة، وغابات السافانا، والمرتفعات الصخرية الوعرة، وليس في الغابات كثيفة الأشجار.

وهذا يعد مثالاً بسيطاً على ضياع المعنى عند نقل العبارات من لغة لأخرى نقلاً حرفياً؛ إذ تُرجمت عبارة ملك الغابة من اللغة الهندية، ولكن لفظة غابة في اللغة الهندية قد تعني الأدغال كثيفة الأشجار والأراضي القاحلة، التي تشمل غابات السافانا الجافة.

أما اللقب الآخر للأسد وهو "ملك الحيوانات المفترسة"، فهي عبارة صحيحة لا جدال فيها؛ لكن إذا كان لك اعتراض عليها؛ فبإمكانك أن تذهب إلى أقرب أسد للتأكد من صحتها.

* الأسد الأبيض ليس أمهق بالضرورة

تعد الأسود البيضاء من الحيوانات المقدسة في أجزاء كبيرة من إفريقيا، ويتوهم الكثيرون أن جميع الأسود البيضاء مصابة بالمهق أو البهاق؛ لكن هذه المعلومة خاطئة؛ فبرغم وجود أسود مصابة بمرض المهق، أي انعدام الميلانين؛ فإن الأسود البيضاء هي فئة منفصلة تختلف عن تلك المصابة بهذا المرض؛ إذ تعاني الأسود البيضاء من حالة نادرة من البهاق الجزئي لدى الحيوانات سببها طفرة جينية، وفي هذه الحالة، تفرز الخلايا صبغة الميلانين، وهي الصبغة التي تتحكم في لون الفراء والعينين، ولكن بكميات أقل من المعتاد.

ويعد لون العينين معياراً للتفريق بين الأسد الأبيض والأسد الأمهق. فإن لون عيني الأسد الأبيض زرقاء، بينما يتميز الأسد الأمهق بالعين الحمراء أو الوردية.

* لبدة الأسد ليست دليلاً على القوة والبأس

درجنا على الاعتقاد أن لبدة الأسد أو الشعر الكثيف الذي ينمو حول عنقه، هي أحد معايير القوة والجاذبية الجنسية للذكور. فكلما زادت كثافة الشعر على كتفي الذكر، زادت جاذبيته مقارنة بأقرانه. غير أن ثمة أدلة جديدة ظهرت مؤخراً أثبتت وجود استثناءات لهذه القاعدة؛ إذ لوحظ في منطقة تسافو في كينيا أن بعض الأسود التي لم ينبت لديها شعر حول الرقبة؛ استطاعت أن تجتذب إناثاً وأن تدافع ببسالة عن إحدى المناطق وتمنع الذكور الغرباء من دخولها.

ويضاف إلى ذلك أن اللبدة ليست مرادفاً للذكورة؛ إذ لوحظ أيضاً أن بعض اللبؤات كان لديهن شعر كثيف حول العنق، ولا سيما في دلتا أوكافانغو ببتسوانا. وهذه اللبؤات تزاول عادات وسلوكيات تقترن في المعتاد بالذكور، كما أن أكثرها عقيمة.

* تقاسم المهام

يشاع أن اللبؤة في زمرة الأسود تتحمل وحدها مسؤولية الصيد؛ ولكن شواهد جديدة تدل على أن هذه المعلومة ليست صحيحة تماماً.

فمن المعروف أن الصيد يُعد إحدى المهام الأساسية التي تتكفل بها الإناث؛ بينما يتولى الذكور حراسة الأراضي والدفاع عنها؛ ولكن اتضح أن ذكور الأسود أيضاً قادرة على الصيد بنفسها.

وأثبتت أبحاث حديثة أن نِسَب نجاح الذكور والإناث في اقتناص الفرائس كانت متساوية إلى حد كبير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات