السنيد للرزاز .. إستقل طوعا قبل أن يجرفك الشارع


جراسا -

دعا النائب السابق علي السنيد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في رسالة قاسية موجهة له عبر الاعلام الى تقديم استقالته فورا وذلك لتجنب الاطاحة به في الشارع، و استشعارا لحدود المسؤولية الوطنية وقد باتت البلاد تتهددها المخاطر الجمة.


وحذر من خطورة تفاقم الاوضاع في الاردن، وعدم الاستماع لصوت الشارع.

واكد السنيد ان الاوطان لا تدار عبر التوتير، وانما بسياسات تنموية حقيقية لصالح الاجِيال القادمة.

وتاليا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

دولة الدكتور عمر الرزاز

السلام على موقع رئيس الوزراء ، وقد تم الهبوط به الى مستوى مدير دائرة خدمية.

واخاطبك دولة الرئيس بحكم ما يترتب على موقعك من مسؤوليات وطنية جمة، وما تحتمة الاوطان على ابنائها في الملمات والشدة، وادعوك الى الاستماع لنداء الاردن في هذه الظروف الحرجة، والا يتملكك العناد كما استبد بخيالات من كانوا من قبلك وذهبوا ادراج الرياح.

واظن انك لا يخفى عليك مدى المخاطر التي باتت تتهدد المملكة على خلفية مواصلة حكومتك لذات السياسات الكارثية التي اتبعتها الحكومات من قبلك بدون ادنى اعتبار لانسانية الشعب الاردني، او احساس به وبحدود احتماله، او التحسب لما يمكن ان ينجم عن هذا العبث بمعيشة الناس وزيادة معاناتهم المعيشية من مخاطر اندلاع الفوضى والعنف المدمرة للدول.

وكانت حكومتك جاءت على وقع اضطرابات في الشارع، وكنت وعدت الناس بالتغيير، وكانت وزير اعلامك تطالب الاردنيين بالعطوة لمئة يوم وكأنه لم يكن يفصلك عن الانجاز العظيم سوى هذه المدة، والتي انقضت وحكومتك تتمرغ بالفشل ، ولكأن الاوطان تدار بهذه الطريقة الساخرة.

وانا شخصيا كنت حذرت منذ تسميتك رئيسا للوزراء من خطورة تواصل مثل هذه العملية العبثية في تشكيل الحكومات في الاردن و التي تستنزف من رصيد النظام، وتتلاعب باستقرار الوطن، وتقترب من المحرمات شعبيا.

واليوم وعلى مقربة من الشارع ادعوك صادقا الى تقديم استقالتك طوعا، وحفظا لماء الوجه فماذا تنتظر الا ان تتزلزل الارض من تحتك، ونريد تجنيب الاردن الفتنة ، وهذا اقل ما يمكن ان تقدمه لوطنك الجريح، والذي بات اكثر ضعفا وهشاشة على عهد حكومتك التي قابلها الاردنيون بطيبتهم المعهودة بالتفاؤل، ورجعوا على وقع وعودك البراقة من الشارع، وبما يشي بتوفر النوايا الحسنة لدى الاردنيين الغاضبين منذ سنوات ،

وكنت شخصيا عندما اصرح بأن هذه الحكومة محكومة بالفشل تبعا لالية التشكيل وان البلاد لا تدار عبر التوتير اطالب بضرورة منح الحكومة الفرصة للعمل غير انك سرعان ما ان خيبت امال الناس بنوعية الوزراء الذين جيء بهم من تحت عينك لتولي مهام ادارة الدولة وبعضهم لا يصلح سكرتيرا في مكتب الوزير الذي يشغله، وقد قيل ان الرئيس رضخ لاملاءات خارجه عن ارادته مما اوهن صورتك في نظر العامة، وكان الاردنيون يغضون الطرف عن انك كنت موظفا كبيرا في صندوق النقد الدولي حتى اصطلى الشعب بسياط الضرائب والاسعار التي تجلد الظهور وقد واصلت حكومتك ذات نمط السياسة الاقتصادية القاتلة – المحكومة بوصفات صندوق النقد الدولي- والتي اوهنت البلاد بكافة قطاعاتها مع محاولات بائسة من قبل وزرائك لوضع التبريرات لها اعتمادا على ان الاردنيين لا ينقصهم سوى الاقناع بتقبل حرب الضرائب والاسعار التي الحقتهم بدائرة الشقاء، ودمرت استقرار اسرهم، ووزعت المعاناة على كل بيت اردني في مقابل الحفاظ على مكتسبات طبقة الحكم المرفهة والتي ترفل باموال الاردنيين.

وكانت قاصمة الظهر بظهور حكومتك خارج التغطية، وهي تتعامل بطريقة هزلية وساخرة مع احدى اكبر قضايا الفساد في الدولة الاردنية وهروب بطلها عوني مطيع خارج البلاد، والتستر على بقية العصابة من علية القوم في الداخل، وسقطت الحكومة في امتحان الادارة وتطوير الخدمات العامة مع كارثة البحر الميت ومليح، وستبقى ارواح الضحايا الابرياء معلقة بذمة المقصرين، وسقطت اخلاقيا في حفل (قلق) الراقص حتى اذا جاء قانون ضريبة الدخل الذي اودى بالحكومة السابقة قابل الاردنيون وزراءك بالطرد في المحافظات ولم تتعظ، وقد اصبح منظر الوزير بحد ذاته مستفزا للناس، وتحديت مشاعر الاردنيين وعملت على تمريره في البرلمان المستلب، ووضعت الوطن على حافة الانفجار، وايقضت الشارع بعدم الاستماع لصوت الشعب المعذب.

ولذا دولة الرئيس اما ان تستقيل، واما ان يجرفك السيل البشري الغاضب، وحسبك انك كنت عابرا و طارئا في التاريخ الاردني، ولن يتوقف عندك الاردنيون طويلا رغم الزفة التي جئت بها الى الحكم.

غير ان الخطورة تكمن اليوم في فقدان الامل وانهيار المعنويات العامة في البلاد ووصول الاجيال الاردنية الى حافة اليأس، وعجز الدولة عن استعادة الثقة بالقانون والمؤسسات.

وان ما يجري من استهتار واضح بمعيشة الناس وافقادهم القدرة على العيش الكريم فوق ترابهم الوطني هو الطامة الكبرى حيث تعود الازمة برمتها في الاردن الى الفشل في ادارة الدولة تنموياً، وصيانة المال العام، وابقاء دائرة الحكم مغلقة على نوعية بائسة من رجال الحكم الذين لا يملكون رؤية تجديدية او تغييرية لصالح الاجيال الاردنية.

وانني احذر من اتساع دائرة الفوضى والاضطراب على كامل التراب الاردني، وادعو الى حماية الدولة الاردنية ومؤسساتها الدستورية وتمتين الجبهة الداخلية بوقف العبث بمشاعر الاردنيين مع كل تشكيل حكومي جديد والذهاب فورا الى انتخابات نيابية مبكرة على اساس قانون انتخاب وطني، وتمكين الاغلبية البرلمانية من تشكيل الحكومات البرلمانية، والتي تتحمل مسؤولياتها الدستورية، ويتحمل الشعب مسؤولية النواب الذين يفرزهم بارادته الحرة، وذلك لاستباق الكارثة ، وقبل فوات الاوان .

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

النائب السابق علي السنيد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات