الشيخ حسين الطروانة والمؤتمر الوطني الأردني الأول


جاء عقد المؤتمر الوطني الأردني الأول عام 1928 ، حيث تزعمت المعارضة الوطنية الأردنية وبقيادة الشيخ حسين الطروانة ، زعيم المعارضة الوطنية في عهد الامارة ، وكانت هذه المعارضة الوطنية ، ضد ساسة الانتداب البريطاني ، وضد بنود المعاهدة البريطانية ، لعدم توافقها مع طموحات الشعب الأردني بالحرية والاستقلال والكرامة الوطنية ، والسيطرة على مقدرات الوطن ، حيث عمت الاضرابات والمظاهرات والاجتماعات ورفع برقيات التنديد ، وامام سياسة بريطانيا ضد المعارضة الوطنية بالنفي والسجن والاعتقال ، تنامت الحركة الوطنية الأردنية حيث قام حزب الشعب الأردني عندما رأى أن أسلوب الاضرابات والمظاهرات لم يؤدي الى النتيجة المطلوبة ، بتوجيه دعوة الى كافة أعيان ووجهاء الأردن لعقد مؤتمر وطني عام وشامل يمثل كافة أنحاء البلاد وينطق يها ، لدراسة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومستقبل البلاد .
وبالفعل انعقد هذا المؤتمر في عمان وخلال الفترة من 25- 28 / 7/ 1928 ، برئاسة الشيخ حسين الطروانة ، وكانت المسألة الأساسية التي انصب عليها وحولها النقاش هي معارضة الانتداب البريطاني على الأردن ، ورفض المعاهدة ، وتخليص الأردن من السيطرة البريطانية .
وهنا لا بد أن نشير بأن نتائج المؤتمر الوطني الأردني الأول كانت غير متوقعة ، حيث اسفرت عن صدور ميثاق وطني شامل ، عكس مدى تطور الوعي السياسي عند أبناء الشعب الأردني ، وكان نقلة نوعية في توحيد الصفوف وانتقال الحركة الوطنية الأردنية الى مرحلة شبة منظمة واتساع افاقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهذا يتضح من خلال بنود الميثاق الوطني الأول للمعارضة الأردنية والذي طالب بما يلي :
- أي مجلس نيابي لا يقوم على أساس التمثيل الصحيح والانتخابات النزيهة ، والتمتع بكافة صلاحياته التشريعية ومساءلة الحكومة ، وتوجيه السياسة العامة للدولة لا يعتبر ممثلا للأمة .
- عدم المساس بالسيادة القومية والوطنية .
- عدم الاعتراف بمبدأ الانتداب الا كمساعدة فنية .
- رفض تحمل الأردن نفقات ؟أية قوة احتلالية أجنبية .
- اعتبار كل تشريع استثنائي لا يقوم على أساس العدل والمنفعة العامة وحاجات الشعب تشريعا باطلا .
- عدم الاعتراف بكل قرض مالي وقع قبل تشكيل المجلس النيابي .
- عدم التصرف بالأراضي الأميرية قبل عرضها على المجلس النيابي ، وتصديقه عليها ، وكل بيع وقع قبل انعقاد المجلس يعتبر باطلا.
وقد شكل بنود الميثاق الوطني للمعارضة الوطنية ، والحركة الوطنية الأردنية ، ركيزة أساسية للمعارضة ضد سياسة الانتداب ، وتشير الى مستوى متقد من الوعي السياسية عند ممثلي الشعب الأردني في المؤتمر ، وادراكه لطبيعة الظروف والأوضاع السياسية والتهديدات المحيطة بهم ، ويشكل الخطر الصهيوني ، والرغبة الكبيرة في النهوض بالدولة الأردنية من خلال تحقيق الاستقلال ، والسيادة الوطنية التامة تحت القيادة القيادة الهاشمية .
وقد وجد الميثاق الوطني الأردني الأول ترحيبا واهتماما ومساندة كبيرة من قبل الأمير عبدالله الأول ، لكونه يتماشى مع طموحاته واماله الوطنية والقومية واعتبره وسيلة مهمة تساعده في الضغط على الحكومة البريطانية لتحقيق استقلال الأردن .
وما أحوجنا في هذه الأيام والوطن يشهد العديد من الاحتجاجات الشعبية، ضد الغلاء والضرائب وتطوير الحياة السياسية والبرلمانية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ، لعقد مؤتمر وطني يجمع ولا يفرق من أجل التوصل للمعالجة الشاملة لجميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وخاصة ان توجهات القصر الملكي الهاشمي وبقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني يدعو الجميع للمساهمة في التنمية ، والبناء ، والتحديث ، والتوصل للقرار ، وتحمل المسؤوليات الوطنية تجاه الشعب والدولة والنظام ، وأخيرا حفظ الله الوطن وحماه ، وخاصة أننا نشهد تطورات أقليمية ودولية متسارعة .



تعليقات القراء

ابو موسى
احسنت النشر دكتور عارف
شهدتي بك مجروحه
تحياتي يا غالي
12-12-2018 11:51 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات