مستشار فيصل الفايز لم يشارك في صنعه الاعلام

الدكتور محمد مشهور الفايز

قد يبدو هذا المقال مسهبا ، لكنه ليس كذلك ، فهو جدير بالقراءة ، وبعيدا عن الكتابة لصالح شخص ضد اخر ، فانا دائما اصدح بما انا مقتنع به ، طبعا هذا لا يتأتى بكتابته لمن هب ودب بل هو من باب مراقبة المنهج وهو من طبيعة عملي ككاتب صحفي اقرأ به الواقع وما يحبل به ، فعندما اكتب فلا اكتب من فراغ او مدحا بشخص عن اخر ، بل استنادا الى وقائع .

ما اثار انتباهي ان البعض يتفاعل مع اي مقال بشكل يجعلني اشك في مدى وعيهم واستيعابهم لمفهوم الرأي والراي الاخر حين اذكر او انتقد احدا ، او بالأحرى من لا يعجبه ذكر اسمه في مقالي .

هذا لا يضيرني البتة ، ولا يزدني الا اقتناعا بأنه ما زال بيننا من يتفاعل بسلبية عندما اذكر شخصا او انتقده او اقرأ ما بين سطوره وذلك لاعتبارات شخصية يضمرها هؤلاء لذلك الشخص وهذا خضنا به مرارا وتكرارا ولا داعي لاعادتها هنا .

وعندما اكتب هنا عن فيصل الفايز فاننا لا نؤجر اقلامنا له ، فقد نتفق او نختلف مع هذا الرجل ، ولكننا نتفق بانه رجل دولة بامتياز ووجهه كان حقيقيا للأردن ، ومن خلال مراجعة مواقفه من جل القضايا الاردنية نشعر بالفخر والاعتزاز مثلما نشعر بالفخر عندما نقرأ له بصدد العديد من الموضوعات ، ومن له ادنى شك او وجد ادنى عمل تشم من كلامنا رائحة الاصطفاف الاجوف فليواجهنا بها وارشيف مواقف هذا الرجل بيننا .

فحين نؤمن بان طبيعة القضايا تغيرت ، وما كان بالأمس على قائمة التعامل والأهتمامات لدى كثير من المسؤولين لم يعد كذلك اليوم ، فاني لا اتفق مع اي كلام يكون بوابة لتبرير احد من اعمال اي مسؤول حتى لو كان فيصل الفايز ، واذا كان حديثي او لغتي هنا عن بعض اعماله او قراراته ونيته بتطوير التفاعل والتواصل مع الناس هو الحديث عن الاستغلال او من اجل " حفنة " فهذه لغة العبيد وليست لغتي بل لغة الاستغلال في الكتابة وهو " الوهم " عند الاخرين .

ففي الوقت الذي اتقن الجميع لغة الصمت خوفا من اثارة فوضى الكلمات ، نرى بأن فيصل الفايز ومن باب المراقبة لنفسه اولا ثم انتقادها ومحاسبتها قبل كل شيئ قد تحدى لغة الصمت مع الاخرين ، ايمانا منه بأن كل مسؤول هو موضع لمراقبة وانتقاد نفسه قبل ان يكون موضع لانتقاد الاخرين .

فلم يتحدى هذا الرجل لغة الصمت بتواصله مع ابناء الاردن بشتى مواقعهم فحسب ، بل ولزيادة هذا التواصل اتخذ قراره بتعيين مستشارا له ممن يحملون السعة والمعرفة بامور المواطنين على المستوى الاجتماعي والعشائري والأكاديمي والسياسي ، وذلك لطرح قضايا وهموم الناس على مكتبه بين الحين والاخر ومن ثم جعلها اولويات لديه .

وحين نعلم كمراقبين ضرورة اعادة بناء منظومة المسؤولية لدى اي مسؤول والتي تتكيف مع اسلوب حياتنا وفق نمط وجودنا كأردنيين ومواكبة الواقع المتغير في كل المجالات ، نلمس حينها ما الذي يريده فيصل الفايز من تعيين مستشارا له ' بالرغم انه ليس بحاجة الى لجان مساندة ولا الى تحالفات ولا الى اشهار ما حققه في مجالات وطنية ولا الى مزايا السلم المدني او السياسي او العشائري او الوظيفي لأثبات وجوده ، بل بحاجة الى ما يذكر الشعب بخصلة ما زال يقوم بها ونجح في تجسيدها والكثير من الساسة وابناء الوطن على دراية بها دائما وهي ؛ ان الاردن سيعيش دائما بمأمن بفضل الله ومن ثم بوجود القيادة الهاشمية ورقي وعظمة الشعب الاردني .

ومن هنا نلمس الهدف الذي يريده فيصل الفايز من تعيين مستشارا له وهو يعي ماذا يفعل تتلخص برؤية اجتماعية + فلسفتها لانتاح تواصل اكثر مع ابناء الشعب + قولبة هذه الاعمال الخاصة بالمستشار في قوالب عملية حقيقية = يساوي نجاح مؤكد لمهام المسؤول .

فليس من العجيب بعد كل هذا الملخص ان تطل علينا شخصية من شباب الاردن وابناءه كالمستشار د . محمد مشهور الفايز ممن كرس فعلا مفهوم تلك المعادلة منذ استلامه لمهامه بالتواصل مع الناس .

وادراكا من دولة فيصل الفايز اننا امام مفهوم سياسي واجتماعي متأثر بثقافة اردنية مجتمعية اكثر مما هو "منشد" لمنتدى الشهرة او ترويجا للأسم ، فان هذا الشخص وهو د . محمد الفايز وفي اعتقادي جاء مناسبا للوعي بايجابيات الشباب التي تستطيع القيام بدورها كمستشارين فعلا لا قولا .

نعم انها ثقافة المسؤول حين يعلم بأن العمل هو من اجل الوطن والمواطن قبل كل شيئ ، حينها سيكون الاحساس وليس الزيف في خدمة الأردنيين ، وهذه رسالة للعقول القابلة للبرمجة وليس رسالة للخبراء في البرمجة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات