الصدق والكذب ..


في اجتماع كبير احتشد فيه الصدق والكذب والشهامة والكرامة والنفاق والدجل.. حصلت فيه مشادات كلامية بين الحضور وكان اعلاها ماحصل بين الصدق والكذب حيث احتدم النقاش وكادت اثار الخلاف ان تطفو على السطح ، الامر الذي ارّق الحاضرين وقد تدخّل اهل الاصلاح لإزالة اثار هذا النقاش والخلاف ، وقد وصل النقاش الى طريق مسدود لتبيان صاحب الشرعية وصاحب التأييد والاكثر محبة بين الناس هل هو الصدق ام الكذب.

و أدى ذلك الى ان نادى الصدق يا اهل الصدق ونادى الكذب يا اهل الكذب ..الامر الذي كاد ان يؤدي الى الصِّدام والتشابك بالأيدي لولا تدخل اهل المشورة واهل الرأي الصائب.

وقد اجمع الحضور على ان يكون الحل هو السباق ما بين الصدق والكذب في ميدان السباق وان تكون الشهامة هي رئيسة طاقم التحكيم وتم تحديد الزمان والمكان لإجراء هذه المباراة..وقد احتشد مؤيدو الكذب ومؤيدو الصدق وتعالت هتافتهم المؤيدة لفرقهم.

وفي ميدان السباق اصطف مشجعو الفريقين على جنبات الميدان رافعين اليافطات المؤيدة لكل منهم، وقد استطعت ان اقرا منها : الكذب ملح الرجال وعيب علي يصدق ، وكذلك : الكذب احباله قصيره..اذا كان الكذب بنجي فالصدق انجى وهكذا.

وقد تهيّئ الفريقين للإنطلاق و ارتدى الصدق القميص الأبيض وارتدى الكذب القميص الاسود، وماهي الا لحظات حتى اطلق الحَكَم صافرته وبدأت المباراة وتعالت صيحات التأييد لكلا الفريقين وقد امتازت صيحات التأييد للصدق بالانضباطية والانتظام والأنائة والدعاء الى الله ان يفوز الصدق.

اما الكذب فقد تعالت صيحاته بالفوضى وحلف الايمان بانهم الفائزون والصراخ والفجور .

وانطلق الصدق وأسرع الكذب في بداية المبارة وصفق له مشجعوه، والفرحة على وجوههم وهم يرون الكذب ينافس الصدق ...وما هي الا لحظات واذْ بالصدق يتصدّر المشهد، و بخطىً ثابتة ،وفاز بفارق كبير ،

وهنا بانت الفرحة على مؤيّدي الصدق وقد ابيضّت وجوههم وترى الشؤم على مؤيّدي الكذب والسواد يغلف وجوههم .

وهنا بان للجميع ان لا شئ يعلو على الصدق وان الكذب لا ينافس الصدق وان علا صوته وكثر مؤيدوه وان الصدق جذوره بالارض وفروعه بالسماء، وان الصدق اذرعه طويلة ومؤيدوه الصادقين المؤمنين والكذب اذرعه قصيرة ومؤيدوه المنافقين والكاذبين .

فلنحرص جميعا على الصدق مهما كلف الثمن ،ننال رضى الله ورسوله والمؤمنون .

والله الموفق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات