الملك والشباب والحكومة


ليس اللقاء الذي جمع جلالة الملك قبل أيام بعددٍ من طلاب الهاشمية هو الأول الذي يلتقي فيه مع شباب في مقتبل أعمارهم، كما أنه لن يكون الأخير، لأن فئة الشباب حظيت بإهتمامه ودعمه على مدار سنوات حكمه.. ولكن!

هناك فجوة كبيرة بين التصورات التي تقدمها الحكومات تجاه فئة الشباب وبين واقعهم الفعلي، بات واضحاً أن هناك فجوة بين الرؤية التي يتبناها جلالة الملك وبين البرامج الحكومية المقدمة لهم.

في مجال التعليم، أفرغت وظيفة الجامعة من كونها مؤسسة إجتماعية أكاديمية تصقل معرفة الطالب ومهاراته لصالح كونها مؤسسة تلقين أكاديمي وتكديس معرفة وعلامات. باتت الجامعات عاجزة عن تخريج طلبة باحثين في مجالات إختصاصاتهم، إلى جانب أن الجامعات لا تستطيع تلبية عدداً من المهارات التي يحتاج الشباب فيها لتطويرها وتعزيزها.

لا دور حقيقي وملموس لوزارة الشباب داخل الجامعات، ولربما خارجها أيضاً، هذه الوزارة التي يقوم عليها وزير لوزارتين مع وزارة الثقافة، هل جاءت هذه الحقيبة لعلاقة ما تربط الشباب بالثقافة؟ أم يعود السبب لتدني الإهتمام بالبرامج التي تقدم من هاتين الوزارتين؟

أما المسار المهني، فهو المسار الذي يواجه تحدياً أكبر، لا سوق محلي يستوعب عدداً متزايداً من الشباب بسبب الظرف الإقتصادي الضاغط على بلدنا، إلى جانب التحديات الأخرى في سوق العمل كالمنافسة والأجور.

كل الوعودات التي أطلقتها، أو ستطلقها هذه الحكومة، أو تلك التي سبقتها إليها الحكومات السابقة لن تقنع الشاب قتيبة، وقتيبة هو كل شاب أردني يحب وطنه، لكنه لا يريد أن يبرحه، ولكنه يصحو من نومه يومياً وهو يأمل بفرصة ما في بلده تُبدد حلمه بالهجرة والسفر، وحتى هذه ليست بيده!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات