رشة مطر .. وفيضان


بعد ان طفت على السطح ملامح كوارث جريان المياه ، وفيضان السدود ومجاري المياه ، وغرق الانفاق والشوارع ، لا بد ان نعيد للأذهان اقول مسؤولي الوطن قبل موسم الشتاء بدقائق ، عن الجاهزية ، خطة طوارئ ، غرفة عمليات ، تنظيف مجارير المياه والانفاق ، لا بد ان نستذكر كل تصريح مثير للجدل عن الاستعداد للمنخفض والجاهزية العالية لمؤسسات الدولة عند كل رشة مطر .

ذبذبه وتناقض حكومي عند كل حدث وبكل كارثه ، فليضحك الجميع معي على الغد المشرق الذي نتحدث عنه لأطفالنا ، وعلى سطوة القانون وكيف لم يحاسب المقصر بعمله والتسترعلى كل مهمل ، فأين كانت مراقبة الدولة عن تخطيط الطرق ومجاري السيول والسعة التخزينية للسدود .

اين ذلك النمو الذي تتحدث عنه الحكومة وانجازاتها التي لم تكن ، وخططها واعمالها بلا معالم ، وخطط التنمية مجرد حبر على ورق ، يااااااه كم يعشق المسؤولون التخبط ونجاملهم نحن عند كل فشل ان المطر اتى على غفله .

وضعنا العام مثير للشفقة بسبب استعداد مؤسساتنا حين تشكل منخفض عميق او ضحل لتنقشع ضحالة الاستعداد وحالة الارباك ، حتى نتحمس للخربشة على الحائط اكثر عند انقطاع التيار الكهربائي وغرق شارع بمياه الامطار وتقطع السبل ببعض بشر.

سد ومن اول رشة مطر يغرق ويفيض ببلد يعاني من شح المياه والتصحر، رغم كل الدراسات الاكتواريه واللجان الفارغة والاجتماعات واقسام الوزارات والمديريات التابعة لها....

اين السدود الاحترازية التي تسبق السد وتمنع الفيضان وتمنع تراكم الصخور والرواسب والأتربة ، اين برامج الحصاد المائي التي نسمع عنها منذ الصغر.

تمر النكبات بلا عبر من فاجعه لأخرى ومن فيضان سد لانهيار جسر ، ومن تخبط بوقت منخفض لتسلق مسؤول بالتبرير والتزويق والتزوير.

متى نصل لمرحلة الاستفادة من الازمات والكوارث التي حصلت ، متى نعيد تقييم الوضع العام للبنيه التحتية من شوارع وجسور وممرات ومناهل تصريف ومجاري الأودية والبناء العشوائي.

متى يكون الوطن اولا بحسابات كل من تولى منصب عام ، متى تقطع يد السارق ، وتبتر قدم المتنفع ، ويحاسب المهمل والمخادع

متى نستفيد من دفتر مذكرات الوطن بكل المنخفضات السابقة ، وما رافقها من موت وانهيارات واغلاق طرق وغرق شوارع وانفاق وسقوط جسور.

بكل موسم شتاء تحذر الدولة قاطني المناطق المنخفضة والقريبة من مجرى السيول ، ولم تعالج الخلل من خلال عبارات او جدران لمنع الفيضان والتدفق السريع المهلك ، وبكل موسم شتاء ، يطل علينا مسؤولين لحظة تفقدهم مناهل الصرف ومجارير المياه ، نغرق وتداهمنا المياه وصورهم عالقة بالذهن .

نعاني من عاهة التخبط فمتى نستمتع بالشتاء حين انهمار المطر وبوقت تراكم الثلوج ويكون حصادنا المائي وفير .....وبلا كوارث .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات