بالصور: الشهيد شاهين .. غاب جسده فضجّ المخيم ببطولات "الوحش"


جراسا -

"بالمختصر لن نستسلم" بهذه الكلمات اختار الفتى المصاب عماد خليل شاهين أن يوصل رسالة لقوات الاحتلال المنتشرة على حدود قطاع غزة باللغتين العربية والعبرية، حيث علق يافطة على صدره، واتكأ على عكازيه، ووقف قبالة جنود الاحتلال ليوصل رسالته ورسالة جميع المشاركين بمسيرات العودة وكسر الحصار.

مصاباً، ثم مصاباً، ثم مصاباً، وحشاً في الميدان كما لقبه رفاق الميدان، بساماً شديد البأس، قوي العزيمة، كبير الهمة، دائم المشاركة في جميع فعاليات مسيرات العودة، ثم شهيداً مقداماً، ليلحق شقيقه إبراهيم وصحبه الشهداء.

رفيق الشهداء

أصيب الفتى عماد شاهين (17 عاما) قرابة الخمس مرات خلال مشاركته بمسيرة العودة، غير أن إصابته لم تمنعه عن مواصلة المشاركة في جميع الفعاليات، فتارة تجده على الحدود الشرقية للمحافظة الوسطة، وتارة في فعاليات "إيرز"، وتارة على الحدود الشمالية الغربية "زيكيم"، وتارة قرب بوابة النمر "كيسوفيم"، وتارة دائم المشاركة في وحدة الإرباك الليلي.

لم يدع الشهيد عماد فعالية لمسيرات العودة إلا وشارك فيها، إلى أن جاء موعده بالشهادة مساء يوم السبت 3/11/2018، أثناء تواجده بالمنطقة الشرقية لمخيم البريج، حيث أطلق الاحتلال النار عليه، وأصابه إصابات قاتلة، واختطف جثمانه.

وظلت عائلة شاهين حبيسة الحيرة يومين، تبحث عن بصيص أمل يوصلهم لأخبار عماد، إلى أن أبلغهم الصليب الأحمر يوم الاثنين 5/11 باستشهاد عماد متأثراً بإصابته بمستشفى سوروكا بمدينة بئر السبع المحتلة، حيث رفض الاحتلال تسليم جثمانه لذويه، ومن المقرر صلاة الغائب ظهراً عليه في مساجد النصيرات.

وحش الميدان

في يوم الرابع عشر من شهر مايو من العام الجاري، يوم نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، كتب الشهيد عماد شاهين على صفحته على الفيس بوك :"صباح الشهداء، صباح تحرير البلاد، ربما أنا شهيد اليوم، فسامحوني رجاءً".

رافق الشهيد عماد عدد من الشهداء والجرحى منذ بداية مسيرات العودة وكسر الحصار بالثلاثين من شهر مارس من العام الجاري، فكان رفيق الشهيد عبد الرحمن عقل، ومنتصر الباز، ومجاهد عقل، وغيرهم من شهداء الحراك الشعبي.

وفي الجمعة قبل الماضية، "جمعة كسر الحصار" شهدت المنطقة الشرقية للمحافظة الوسطى مواجهات شديدة مع قوات الاحتلال، حيث استشهد 4 شبان شرق المحافظة وأصيب العشرات، ومن ضمن المصابين صديق الشهيد عماد "عيسى النباهين".

انتشر خبر استشهاد النباهين بين الشباب الثائر شرق البريج، وانطلق عماد قاصداً مستشفى الأقصى ليودع صديقه، فأوقفه شاب وأخبره أن عيسي النباهين إصابته خطيرة ولم يستشهد، وطالبه بأن يذهب ويرتاح، فرد عليه عماد باسماً :"لن أرتاح إلا بالشهادة، إن شاء الله أرتاح قريباً".

والدك ليس بأحسن مني

أوضح الشاب معتز نصار، شقيق الشهيدين بلال وعمرو على أنه قدم التعازي لوالد الشهيد عماد شاهين أمام منزلهم بمنطقة مخيم الجديد بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وعند تقديم العزاء دار بينه وبين والد الشهيد حوار حول الشهداء.

بادر الشاب نصار والد الشهيد عماد بقوله :"نيالك يا عم أبو باسل صار لك اثنين من الشهداء، عماد وإبراهيم شاهين رحمهما الله"، فرد عليه والد الشهيدين :"شايف صرت زي أبوك هو أحسن مني، صرت أنا وأبوك زي بعض الحمد لله".

وتواصل قوات الاحتلال احتجاز عدد من جثامين شهداء مسيرات العودة، وترفض تسليمهم لذويهم، وسط مناشدات متواصلة من عوائلهم التي تسعى لاحتضان أجسادهم ومواراتهم الثرى بأرض غزة.المصدر: فلسطين الآن





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات