تقارير ديوان المحاسبة أنموذجًا، مَنْ يُحَاسب مَنْ؟!


(الأمانة أول فصل في كتاب الحكمة) ولكن، "هيهات هيهات لما توعدون"
"وقفوهم إنهم مسؤولون"

أطلعتُ على تقرير ديوان المحاسبة، ويا للهول، والعجب العجاب.

التقرير السادس والستون 2017م، مؤلف من (594) صفحة، بدأ بسم الله وانتهى بـ ( تم والحمد لله)، وما بينهما يندى له الجبين.

المسؤول الجبان يصنع الموظف الالعبان، والمال السائب مدعاة للولغ في الحرام، والواسطة والمحسوبية داء ينخر وينحر الأوطان، ويصبح الصادق والمؤتمن حيران، والشاطر والفهمان من يدفع الأموال للحيتان، والمواطن المسكين يصيح وهو دومًا غلبان، أين المحاسبة وإقامة الميزان؟!

يا الله رحمتك، من كبر وضخامة تقارير ديوان المحاسبة التي ترد وتصل إلى المراجع السياسية وصُناع القرار، هل يقرؤون أم يهملون؟!، وهل تحزن أنفسهم أم يفرحون على هول الفساد والمفسدين؟، هل يسمعون أنّات الضعفاء والمساكين، وصيحات المستغيثين من جشع المتنفذين؟! وهم ينهشون لحوم البشر والبلدان، ويستبيحون حرمات الناس، وأقوات من يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، وهم ألسنة البراءة، وأهل الذمة وقد أضحت أحوالهم تشتكي كل فظاعة.

وين الملايين،... فعلًا التي بين دفتي كل تقرير محاسبة لكل سنة؟! ما معنى تكديس صفحات التقارير التي تعج بالعار وخيانة الأمانة، يا من تدلسون وتنهبون، ... والأدهى والأمر أنكم تتبجحون، وتتفاخرون بأنكم أنتم المقربون والمخلصون، وقد نبتت عظامكم من السحت، والقلوب منكم أصبحت أشد قساوة، ومصصتم دماء العامة،......

جملة من والوزارات والمؤسسات وردت لها سجلات سوداء قاتمة، والأعطيات والمكافآت ظاهرة وبادية، وكأنها مزارع هائمة، حتى طائرة رش المبيدات اختفت، وصارت (عنزة ولو طارت)، وأيضًا موظف استثمار الضمان ب(20) ألف دينار نسج أحلى حكاية ورواية؛ لأنه ضمن ...، وبدل تعازي ( مجلس النواب) مبلغ (1945) دينارًا حلال ولا حرام، وهذا مثال من مؤسسة التشريع والرقابة، والتقرير كغيره من التقارير مليء بمواطن الخلل والتّرّهات، ولكن أختم: (من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة)، فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة.. قال الأعرابي: كيف إضاعتها.. قال صلى الله عليه وسلم: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. هذه من زفرات النفس شاهدة على كل كلمة من صفحات التقرير ال ( 594)، ولكن، ماذا بعد....؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات