"صورة" تكشف لغزاً صادماً ومأساوياً عمره 27 عاماً (شاهد)


جراسا -

لم يتوقع المصور اللبناني نبيل اسماعيل أن ظهوره في برنامج تلفزيوني العام الماضي مع الإعلامي جو معلوف، سيحل لغز صادم وموؤلم عمره 27 عاماً.

حيث عُرضت ضمن تلك المقابلة بعض الصور التي التقطها المصور اسماعيل خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990والتي هجّرت أكثر من نصف مليون مواطن مسيحي من مناطقهم.

من ضمن الصور، كان هناك صورتين استوقفتا أحد القلوب التي كانت تعيش على الأمل، حيث كانت الصور لمواطن لبناني اعتبر مفقوداً منذ تلك الأيام قبل 27 عاماً.

وسرد المصور القصة الصادمة عبر حسابه على " فيسبوك"، وكشف أنه بعد المقابلة بعدة أيام اتصل به شخص مجهول وسأله عن تفاصيل الصور ومتى تم التقاطها، فرد عليه أنها التقطت عام 1990 خلال حرب الإلغاء.

فرد عليه المتصل أنه حل لغزا عمره 27 سنة وأن صاحب الصورة شخص كان يعمل طبيبا في مستشفى "ومن يومها نحن عائلته لا نعرف عنه شيئا، أحيانا نعتقد أنه مخطوف وأحيانا معتقل في سوريا وأحيانا نقول أنه قتل".

وأضاف المُتصل المجهول: "حين شاهدنا صورك على الشاشة أصبنا بالصدمة…. وتأكدنا أن الجثة في الصورة هي جثة الطبيب والسيارة سيارته، صورك أكدت لنا أنه سقط ضحية خلال الاشتباكات التي جرت في تلك المنطقة".

وصف المُصور اسماعيل لحظة الصدمة التي لم يُرد التسبب بها: "مرّت قرابة دقيقتين لم أتكلم خلالها ولا المتّصل تابع كلامه معي ، حلّ اللغز فاجأني وأربكني، لم أعد أعرف ماذا أقول ، صمتٌ مطبق متبادل بيننا ، ثم أيقظني من صمتي سؤاله هل نستطيع الحصول على الصور؟؟. بصوت خافت وحزين قلت نعم".

وأضاف إسماعيل:" نعم أنا آسف، أسفاً شديداً وينتابني شعورٌ قاسٍ في هذه اللحظات، ماذا أقول لك سيدي ، انا جداً آسف أنني صوّرته مقتولاً ومتروكاً على الأرض،أنها مهنتي ، لقد مارست عملي كمصور من دون تحيز ، أنه واجبي آسف انني ألتقطت صورةً لأحد الضحايا الأبرياء بهذا الشكل، كما أنني آسف لأي ضرر سببته بعرضي الصّور على شاشة التلفزة… ثم عدت الى صمتي".

لكن المتصل المجهول كان ممتناً للمصور الذي أراح قلوبهم المُنهكة من التفكير بمصير الطبيب، وطلب الحصول على الصور.

يُذكر أن حرب الألغاء التي قُتل بها الطبيب اللبناني كانت عام 1990، و جرت بين وحدات من الجيش اللبناني التي كانت بإمرة الجنرال ميشال عون وقادها من قصر بعبدا ،وبين القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.

سُميت بـ "حرب الإلغاء" بعد أتهام جعجع لعون بمحاولة إلغاء القوات اللبنانية بناء لرغبة سوريا، وجرت المعارك في المنطقة الشرقية من بيروت وفي مناطق سيطرة الميلشيات المسيحية، وقُتِل فيها المئات وأصيب الآلاف من المدنيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات