مالك حداد .. قامة وطنية عالية خسرناه وزيرا


رجل يتمتع بشخصية وازنة وحضور قوي ومؤثر يحمل رسالته الخاصة كابن للوطن ولا شيء سواه لم يقبل الموقع الوزاري طمعاً بالراتب أو التقاعد ولم يقف مدققا طويلا عند ما سوف يخسره من دخل شهري بانتقاله من القطاع الخاص إلى القطاع العام فدخله من وظيفته في القطاع الخاص يفوق بأضعاف دخله من موقعه كوزير ولم يأتي اختياره وزيرا على مبدء المحاصصة الجغرافية او العشائرية أو تبعا لروابط الصداقة التقليدية أو ذوي القربى الأحق بالمراتب بل جاء وفقا لرؤية مهنية بحتة بالدرجة الأولى لما تحقق له من كفاءة عالية وخبرة طويلة ومفصلة في مجالات النقل المتعددة حيث كان ولا زال يمتلك خطة طموحة منهجية وعلمية للنهوض بقطاع النقل العام في المملكة للسنوات القادمة وقد قبل المنصب لأنه ملزمٌ بأن يخدم وطنه من أي موقع يدعى إليه ومن إيمانه الراسخ بأن أرقى ما يطمح إليه أي أردني هو أن يحظى بشرف ثقة جلالة الملك وخدمة الأردن والأردنيين .

وبشهادات عديدة وإنسانية فريدة وبمواقف ريادية متقدمة حاز معالي المهندس مالك بولس حداد وزير النقل السابق ومدير عام شركة جت وبجدارة ملموسة على احترام وإعجاب وتقدير الكثيرين من أبناء الوطن في مختلف إرجائه بما تجسد في شخصه الكريم من صدق الانتماء وعظيم الولاء وكامل الوفاء لثرى الوطن الغالي وقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه الأبي المقدام حيث أسس بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين مدرسة وطنية شاملة ومتميزة للإبداع والتميز والريادة وخلق المبادرات وكان على الدوام صاحب مبدأ ثابت ورسالة حق وصدق معمدة بأقدس معاني الواجب الوطني وأطهر مفاهيم الأداء والخدمة لرفعة الأردن وإعلاء مكانته بسواعد أبنائه واعتماده على نفسه .

تميز في عمله بالكفاءة الإدارية والشجاعة في اتخاذ القرار وعرف في نهجه بالعدالة والنزاهة والشفافية والحرص على رفع الكفاءة وتحسين مستوى الأداء وكان سباقا في رفع سوية المسؤولية الاجتماعية لدى شركات القطاع الخاص صاحب أيادي بيضاء ومواقف إنسانية عظيمة ومشرفة ينفق بصمت وتواضع في العديد من المجاﻻت اﻻنسانية والخيرية ويحمل في قلبه ووعيه وضميره إرثا ممتدا في عمل الخير وإسداء المعروف وتقديم يد العون والمساعدة لكل فقير ومريض ومكروب بالإضافة إلى دعمه المتواصل للعديد من المبرات والجمعيات الخيرية ودور الأيتام والجامعات والمدارس والمستشفيات والطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص عمل للخريجين ولمعيلي الأسر وغيرها الكثير حتى وصل به الأمر إلى أن يتخلى عن راتبه التقاعدي الوزاري لأصحاب الحاجة من مؤسسات وأفراد يمتاز بتواضعه الجم ودماثة خلقه وإنسانيته الرفيعة .

لا يتوانى عن قول كلمة الحق مهما كانت الظروف والنتائج وقد تجلى ذلك في صلابة موقفه في نصرة ومؤازرة سائق الحافلة خالد المراونه بني صخر بعد تعرضه للظلم والافتراء والاهانة من قبل مستشار في الديوان الملكي كما ويمتلك حداد تاريخ حافل بالعطاء والانجاز سخر جميع إمكانياته لخدمة وطنه وأهله من خلال غرس بذور الخير والتعاون والأخوة والمحبة وبث روح التكافل والتشاركية والقيم النبيلة والأخلاق الحميدة وهو يمثل صورة ناصعة للوطني الأردني ونواة صلبة للمسؤول الملتزم يحمل في أعماقه طاقة ايجابية ينشرها على من حوله فيبعث فيهم روح العمل و الأمل و الإنتاج الذي يصب في مصلحة العمل والوطن في آن واحد وهو رجل ملتصق بالحياة ولصيق بالناس واضح وشفاف لا يتخفى خلف أقنعة مصطنعة أو مخاطبات مبهمة وتأسيسا على كل ما سلف فقد استحوذ على حب الناس وتقدير وإعجاب الكثيرين من أبناء المجتمع الأردني .

ويعتبر حداد رجل أعمال ناجح ونشط في قطاعي النقل والسياحة ومرجعا رئيسيا لجميع شركات النقل العام على مختلف أنواعها في المملكة وقد عمل على حل العديد من المشاكل التي واجهت بعض الشركات وقاد شركة جت للسياحة والسفر الرائدة والتي أصبحت في عهده وتحت شعار " رفاهية أكثر وسلامة اكبر " كوكبا منيرا في عالم النقل ذات سمعة عطرة ومسيرة خيرة وتجربة موثوقة هذه الشركة التي فهمت سوق العمل مبكرا وبشكل صحيح وتعاملت مع الواقع باحترافية ونظرة ثاقبة نحو المستقبل حيث سعت إلى إقرار العديد من الخطوات الاستباقية لرسم سياسات وإستراتيجيات محددة تبقيها في الصدارة ومن أهم أسرار نجاح هذه الشركة الكفاءة الإدارية العالية والخبرة الاحترافية المتطورة لمديرها العام مالك حداد وهو الخبير الاستراتيجي في قطاع النقل وأحد أعمدته ومطوريه حيث تمكن من قيادة الشركة بحكمة وحنكة ودراية فالرجل مشهود له بالذكاء والفطنة والقدرة على التحدي والمنافسة ورسم خارطة مستقبلية لأعوام قادمة يضمن فيها البقاء في المقدمة دون منازع مع القدرة على مواجهة كافة العراقيل من قرارات وتعليمات كانت تضرب قطاع النقل السياحي وتثقل كاهله وللحقيقة فانه بخلاف شركة جت فلا يوجد شركات نقل سياحي حقيقية تقدم خدمة راقية من التزام بالمواعيد وصيانة للحافلات وتغطية لكافة النقاط بالمملكة .

وعندما قدم استقالته من الحكومة بعد24 ساعة فقط في موقعه الوزاري وبغض النظر عن الموقف الدستوري والقانوني اثر على نفسه وبشهامة ووطنية ومسؤولية وكعادته دوما أن لا يكون سببا في أي حرج أو حساسية سياسية أو إعلامية تلحق بالحكومة وقد أكد في حديث له في حينه إن تنسيب دولة الرئيس له لتولي هذا الموقع هو دينٌ في عنقه ولن يكون إلا بما يقتضيه الموقف الوطني المطلوب لهذا بادر لرفع استقالته امتناناً ووفاءا لثقة جلالة الملك المعظم وشكراً وتقديراً لدولة رئيس الوزراء وقد حاز على ثقة العديد من الدول العربية حين تم اختياره رئيسا للاتحاد العربي للنقل البري بالتزكية وقد اختير أيضا في عام 2017 لنيل جائزة شخصية العام كأفضل شخصية عاملة في النقل السياحي ويأتي اختياره بالنظر لعطائه الوفير وتميزه الكبير في قيادة دفة واحدة من اعرق شركات النقل السياحي المتخصص على المستوى المحلي والإقليمي بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها بشكل مستمر لتطوير أداء الشركة وابتكار العديد من المنتجات التي تشكل قيمة مضافة للقطاع السياحي الأردني ونشاطه الدائم في تطوير العمل وفتح الوجهات السياحية الجديدة لتشجيع السياحة الداخلية والوافدة .

حيث كان لأفكاره في إدخال الحافلة السياحية المكشوفة في عمان ومادبا والعقبة بعدا جديدا في توفير تجربة فريدة من نوعها لمزج الماضي العريق للمناطق في عمان القديمة وعمان الحديثة من خلال جولة سياحية حتى أصبحت من معالم الأردن وباتت جزءا من أي برنامج سياحي للمجموعات السياحية وعزز ذلك الترويج الذي تقوم به الشركة خارجيا وداخليا لهذا المنتج السياحي المبتكر وقد حصل حداد على العديد من الجوائز المحلية والعربية تقديرا لعطائه الكبير بدعم وتنشيط السياحة الأردنية ودعم المبادرات المجتمعية المختلفة والتي غطت كافة المناطق .

وكان قد تقدم بمبادرة فريدة ومقترح جديد لإنعاش روح الواجب والمسؤولية الاجتماعية الوطنية عند رؤوس الأموال المستثمرة في قطاع التعليم المدرسي الخاص مفادها إلزام المدارس الخاصة عند تجديد ترخصيها سنويا بتبني مدرسة او مدرستين حكوميتين في المناطق النائية حيث يتم تبادل للطلبة في بعض الحصص وتزويد المدارس على الأقل بمختبرات او ملاعب او اي وسيلة ترفيهية أو تعليمية أخرى يتفق عليها من اجل المشاركة في تحمل المسؤوليات ما بين الدولة والقطاع الخاص لاعطاء المناطق النائية الاهتمام التنموي اللائق والمطلوب .

ومن ضمن الرؤى القيمة التي يتطلع اليها مالك حداد في المستقبل القريب شراء خط عمان الزرقاء ويؤكد انه في حال تملك شركة جت لخط عمان الزرقاء فإنها ستقوم بتحسين مستوى الخدمة من حيث الاهتمام بهندام السائقين ومدى جاهزية الحافلات وتواجد مكاتب خاصة للخط في عدد من المناطق الرئيسة وتوفير وسائل نقل مريحة وآمنة للمواطنين .

وفي الوقت الذي يعتبر فيه اليوم أن تطوير وتنمية قطاع النقل إحدى الأولويات الوطنية الملحة لما يعانيه من تعثر وتردى في الخدمات وعجز وتباطؤ في مواكبة التقدم بشكل كبير خلال السنوات الماضية وهو ما تطرق إليه جلالة الملك وطالب بتحسين الخدمات في هذا القطاع الحيوي للملكة مع ضرورة وجود وزراء من ذوي المعرفة والخبرة والكفاءة على رأس وزارة النقل العام تبرز الرغبة العارمة لدى قطاع واسع من أبناء الوطن بإعادة تعيين المهندس مالك حداد وزيرا للنقل لما عرف عنه من نزاهة وكفاءة في إدارة قطاع النقل العام تمثل في نجاحه الباهر في إدارة شركة جت للنقل السياحي وتحقيقه الأرباح الكبيرة والخدمة المثلى وان قضيته الجنائية تقادمت عليها السنين وشملها العفو العام ويمكن اعتبارها قضية شخصية وأسرية لا تؤثر على مسيرة الوطن ومستقبله سيما وأنه الرجل المناسب بل الأنسب لقيادة وزارة النقل في هذه المرحلة المهمة والصعبة لما يملكه من خبرات طويلة ومتراكمة في هذا المجال وربما يكون الوحيد الذي يملك خطة شمولية للنهوض بوزارة النقل العام وفق أسس تنموية وحضارية معاصرة ومتقدمه .

مالك حداد واحد من أبناء الوطن الشرفاء والأوفياء البررة رجل يتقدم على كل المقدمات والأحاديث والخطابات عرف منذ صغره طريقه نحو خدمة الوطن ومحبته فسار عليها أمنا مطمئنا دون استعراض أو مزايدة ومن غير البحث عن الأضواء أو التعلق بأباطيل النفاق والرياء يعلم بكل ثقة بأن رصيد المرء هو أداؤه وسمعتُه وأصدقاؤه وسيرته الوظيفية والشخصية وان معدن الأردنيين دائما هو الطيب والأصالة وأن شيم هذا الوطن الهاشمي الأبي مرتبطة بنشأته ورسالة قيادته الشريفة وتاريخٍه العريق من الألفة والمودة والتكافل .

شخصية فذة واعية مفعمة بالإنسانية والنبل يملك فكرا عاليا رجل نزيه يعامل الناس سواسية ولا توجد في قلبه عنصرية عفنة أو حقد طبقي متخلف انه يعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوه تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضة المجتمع الأردني في محيط من الخراب والتخلف والفساد والفشل والمحسوبية على مختلف الأصعدة وهي شهادة أرجو أن يكون هذا وقتها المناسب لرجل قلّ نظيره وفي لمبادئه ووطنه ومجتمعه وبديهي أنها لا تزيده شهرة و لا تكسبه سمعة ولا تعطيه مكانة على ما هو عليه .

إذا ألا تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذة الإشادة والشكر لما قدمه ويقدمه للوطن لا نعتقد أنها مغالاة أو محاباة أو فرط في التمجيد لأن القاعدة الشرعية الثابتة تقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله .

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات