حنين الشتاء


للفصول ذاكرتها وجمالها وملامحها وفصل الشتاء له حنو مميز وذاكرة جميلة وكلما جاءنا الشتاء عاد بنا الى شتاء طفولتنا وبلا تخطيط نذهب لنفتش فيما تبقى من صور هناك في الأعماق لا تنسى .... زمن شكل لنا حياة وعمرا ومشوار وذكريات ووميض برق وهزيم رعد ورائحة التراب من اول شتوة ووسم ومواسم.

وصوبة بواري أو صوبة علاء الدين ذات اللون الفستقي وقالب كيك ألمنيوم ينام على حرارة الصوبة ليعلن خروجه للعلن قالب كيك لذيذ وبجانبه تلك الكاسات المضلعة صغيرة كانت أم كبيرة يصب بها الشاي الساخن من ذاك البريق الأزرق النيلي حيث الشاي فرط لم تكن تلك المداليات قد غزتنا .

تفوح رائحة الفانيلا ومعها رائحة الميرمية ويزداد الشتاء غزارة والذي أطلت علينا بشائره وخرجت الملابس الشتوية من مكامنها وفرشت الأرض وخرجت رائحة الصوف ونهايات المواسم من زيت زيتون ورصيعه ومكاديس الباذنجان القادم من جرش وحلت فاكهة الشتاء برتقال وكلمنتينا وبوملي وتلك المندلينا الشالحة ثوبها لسهولة تقشيرها ونتذكر صباح طفولتنا ونحن نذهب لمدارسنا نلبس كل شيء دافىء نلتف به تلسعنا الريح الغربية أو تلك الريح الشرقية الجافة الشراقي حتى ندخل لتلك الصفوف تطرق زخات المطر نوافذ الصفوف يبعد أنتباهنا عن الدفاتر والدوروس ننتظر جرس المدرسة ليعلن أنتهاء الحصص والذهاب كل لبيته تزداد لسعات البرد ويزداد الشتاء غزارة نركض إلى حيث الدفىء والبيت نضع كفات يدينا حيث الدفىء الصادر من الصوبة نتخلص من الكتب والدفاتر وتلك المعاطف الثقيلة نطلب شيئاً ساخناً وهو ما ننتظره من أمهاتنا مرقة عدس أو هبال طنجرة ملفوف تعطيك الدفء وتكون تنتظرك صحون الكشكية مع الحمص وزيت الزيتون البكر نستمع لنشرات الجو من الراديو الكبير المركون في زواية ونشاهد خرائط الأرصاد بينما تنام حبات البلوط والكستناء على على مواقد الصوبات لتخرج كاملة الاستواءوحتى مواسير صوبة البواري تنام عليها رغفة الخبز لتخرج ساخنة ... نستكمل مراجعة الدوروس ونكتب وظائفنا المدرسية ونجلس ونشاهد أفلام الكرتون ومسلسلات الطفولة من الساحرة وعائلة والتون ودنيس ذا مينس ونسمع روايات عن قصص قديمة تحدثنا عنها الجدة والأم . لننام ونصحو مع يوم شتائي جديد وغناء يارب تشتي تشتي وروح عند ستي ستي تعملي كعكة أكلها وأنام وأصبح جوعان ع راس السعدان .

نعم حنين الشتاء وحنين النفس الى طفولتها وصباها وزمانها الذي نظل نراه جميلا رائعا برغم قسوته وصعوبته وحتى شقائه. وسنظل نروي حكاياتنا وقصصنا ورواياتنا لأبنائنا واحفادنا ونكررها عليهم حتى يصيبهم ملل لا نلاحظه نحن المسكونون بحنين جارف الى ذلك الزمن.وها هو الشتاء يعود ببرودته وبرده، وها نحن بلا تخطيط نعود إلى سردياتنا وحكاياتنا وقصصنا عنه، ولربما كانت حكايات ومرويات عشناها في زمننا الجميل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات