إثنان أنصفا الوطن ..


جراسا -

خاص – عندما يتحدث سيد البلاد عن ابجديات الوطنية، بأكثر من مكمن وملمح كما تضمنه خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الامة، فقد تجاوز الخطاب مفهوم "البروتوكول الملكي" الى خطاب مباشر يحمل رسائل تنويرية وتحذيرية، وبلغة بدا واضحا انها موجهة الى اولئك الذين يتمترسون في الظل ممن يظنون ان خيوط الدمى التي يملكونها قد تحرك أو تؤلب الشارع على رموز الوطن ورجالاته.

في الهجمة ذات الخليط العجيب التي حيكت ضد دولة فيصل الفايز، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد بعد اللقاء المتلفز الذي اجرته قناة "روسيا اليوم" مع الفايز، تكشف للجميع مراقبين ومهتمين بالشأن السياسي والوطني، ان الاستهداف الذي تم العمل عليه تجاه الفايز لم يكن استهدافا شخصيا لمنصب او موقع او حتى موقف الرجل، بل هو استهداف للدولة الاردنية ولمشروعها الوطني في البناء والتقدم والارتقاء بالانسان الاردني، ويهدف الى تفتيت الجبهة الاردنية اذ ان الرجل قال كلاما صريحا وواقعيا ومتزناً لرؤية النظام ومن يطالب بالاصلاح بهدف الوصول لأردن قوي .

خطاب الملك حمل عناوين عريضة اشارت من قريب في بعضها، ومن بين السطور في بعضها الاخر الى ما تشهده الساحة الداخلية من تعرض البعض لرموز الدولة، تحدث الملك عن ادوات الوعي الوطني لاجتثاث كل ما من شأنه المساس بسمعة الوطن، واطلقها في عبارةٍ حرة مباشرة "لا نقبـل أن تكون سمعة الأردن على الـمحك"، في اشارة لمحاولات النيل من رجالاته ممن ابتنوا الوطن وكانوا الأوفياء في احلك أزماته، كما دولة ابو غيث.

نعم، فيصل الفايز، هو واحد ممن انصفوا الوطن كما دعا اليه سيد البلاد حينما قال في خطابه "أنصفوا الأردن"، لانه الوحيد الذي فضل عدم السكوت على المتربصين للوطن ومطلقي الشائعات عبر "السوشال ميديا".

فالى جانب دولة رئيس مجلس الاعيان ممن حمل امانة الوطن في اكثر من مفصل من مفاصل مسيرة الدولة الاردنية، يقف ايضاً النائب يحيى السعود، وسواء اختلفنا او اتفقنا معه، فقد انصف السعود الوطن الاردني وأردنييه من شتى الاطياف والمنابت والولاء الواحد، حيث ناصر "السعود" قضايا الاردن الوطنية والقومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، انصف السعود وطنه الاردني بفتحه ملفات عرقلة الاصلاح والتي لم يجرؤ غيره من النواب على فتحها وخوضها تحت قبة المساءلة الدستورية، راح لابعد من ذلك في تبنيه للشأن الفلسطيني، وقد رأس السعود لجنة فلسطين النيابية وخرج بها من تحت قبة البرلمان الى الحدود في فعاليات كثيرة شديدة التماس مع الهم الفلسطيني، والشواهد كثيرة، لم ينحاز الا لمقياس الانتماء ومعايير الولاء، قادته عفويته الى تسيد المشهد النيابي في اكثر من دورة برلمانية، وقد حصد رغم شخصيته الجدلية ذاتها التي جذبت عدسات الاعلام العالمي والاقليمي والمحلي، وضع بصمته الشخصية والنيابية على قبة الشعب النيابية، لم يطمع برئاسة مجلس او حقيبة وزارية، يقدس الوطن ويتبعه بقدسية مقعده النيابي ممثلا للشعب بعد ان نجح بأن يثبت ويقدم نفسه كنائب وطن.

دولة الفايز والنائب السعود، هما من اكثر الشخصيات الوطنية ممن تم التربص بهما وترصدهما عبر السوشيال ميديا، طالتهما الشائعات والتقولات، ولم يزدهما ذلك الا تمسكا بالوطن وقيادته وتشبثا بمشروعه الوطني الاول حيث لا وطن الا الوطن الاردني .

"جراسا" اذ تنوه الى انها بصدد اجراء مقابلة مع دولة فيصل الفايز للحديث عن رؤيته الاصلاحية وبرنامجه الوطني كرئيس مجلس اعيان المؤسسة التشريعية الأولى صاحبة الولاية الدستورية ، حيث ستتضمن المقابلة الخطوط العريضة لمستقبل الاردن السياسي القادم كما اراده سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات