فتنة فيصل الفايز وشبكات التواصل


ثمة ملاحظة ربما يتقاسمها العديدون، وهي ان كثيرا من المعلقين عندما يكتبون على شبكات التواصل الاجتماعي ليس هم المعلقون عندما يتحدثون ويتواصلون على هذه الشبكات او في هذا العالم الافتراضي ، وأظنها ملاحظة مفهومة ومبررة، دون الاستفاضة في الموضوع. فلنتفق أن هذه ملاحظة بديهية ولنتفق ان ما جاء به فيصل الفايز في مقابلته مع المحطة الروسية هو خطأ ظاهر للعيان .

رجعت مؤخرا لتتبع "لقاءه مع هذه المحطة" بصدد التعبير الذي رافق موضوع العشائرية وفكر الملك والملكية الدستورية والاحزاب ..... الخ ، في هذه "المقابلة" لفت انتباهي فكرة مهمة في طرح الفايز" وهذا استنتاج " ، وهي ان جوهر واساس المقابلة هو ضرورة تدريب المتلقي على حسن الاستماع اولا ثم الفهم .

لا تهم كثيرا الاليات الاولية لتدريب البعض على ذلك، الاساس هو تدريب المتلقي او السامع على امتلاك هذه الملكة، وليس فقط التعليق مباشرة بوعي او بدون وعي ، لا بل الاساس هو ان يعلم المعلق او البعض ممن يكتبون على هذه الشبكات الاجتماعية لامتلاك القدرة اولا على التعبير عن انفسهم وارائهم ونظراتهم ازاء ما يسمعون قبل ان يقوموا بالتعليق .

صدقا، كلام فيصل الفايز في الصميم، ومهم جدا ، فعندما نجيل النظر في مستوى تفهمنا للمنظومة العشائرية مع مكانتها العالية في قلوبنا بحيث اصبحت كثير من الاحزاب تتشكل ونواب يصلون الى المقاعد النيابية عن طريقها ، حينها لا يمكن للمرء الا ان يشعر بالخجل مما نسمعه من تعليقات لا تنم عن تفهم او دراية بالموضوع ، فالعشيرة ما زالت رمزنا وموضع تقديرنا لكن اناس بشواهد عليا ويدعون الخبرة ومع ذلك لا يحسنون حتى تركيبة جملة واحدة مفيدة حول مفهومهم للعشيرة واستغلالها من البعض لاضعاف كثير من الاعمال كالحزبية والنيابية واثر ذلك في الوصول للملكية الدستورية التي اشار اليها الملك في اوراقه النقاشية ، والادهى من ذلك، حتى بعض الاساتذة الجامعيين وبعض الصحفيين والمثقفين للاسف لعلهم لا يتقنون الكتابة او التعبير حتى الان حول هذا الموضوع كما اوضحه فيصل الفايز الا من باب الترامي والادعاء الأجوف.

الاستماع والكتابة والتدوين وابداء الرأي هما انعكاس للحضارة والتحضر ، لا تاريخ ولا حضارة ولا وجود اجتماعي وسياسي بدونهما، ... لذلك فكثيرا من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يحبذون فقط الانتقاد والسخرية بسبب او بدون سبب او انهم يعتقدون انهم دونو التاريخ بتعليقاتهم ، هم ليسوا ابعد من ارنبة انوفهم ، لا بل ارى اغلبيتهم لا يملكون القدرة على الكتابة والتدوين او الخوض بالمواضيع كهذا الموضوع الذي طرحه فيصل الفايز في مقابلته التلفزيونية ، فاصبحوا فقط مثل كائنات تتقن الزعيق والكلام السائب، وترتاب من كل قلم او كلام يخط ملامح الحاضر للمستقبل ...

جزء كبير من ازمة مواقع التواصل الاجتماعي في الاردن يتجلى في كون منظومتنا العنكبوتية للأسف تستهدف اساسا حشو اذهان الناس بالشائعات والمعلومات الكاذبة ، اكثر مما هي مفتونة بكلام فيصل الفايز وغيره اذا نطقوا بالواقع ، والسبب انهم اي كثير من معلقي شبكات التواصل لم يصلوا لامتلاك ملكة الاستماع والكتابة ، وهذا حال كل من يخاف من الحقيقة ، اي من يخاف من الماضي والمستقبل، ويريد ان يسجن الكل في حاضره الحاقد على هذا البلد فقط وفقط لغرض في نفسه المعلولة غير المتصالحة مع نفسها لسبب او لاخر .

فلا تجعلو مقابلة فيصل الفايز فتنة لكم وافهموا ما قاله ستجدون ما قاله هو الحقيقة .



تعليقات القراء

عليوه العليوه
كلام دولة فيصل الفايز في الصميم ويعبر عن واقعنا وهو لم ينطق سوى حقائق
13-10-2018 05:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات