بطولات دونكشوتية


تتحرك الاقلام المأجورة في المناسبات الهامة وحسب التعليمات التي تتلقاها من اولي الامر وولي النعم ، ولعل افضل فرصة يترصدها الاشخاص للتلميع وتسليط الضوء، تلك التي يكثر فيها الحديث عن التعديل الوزاري ، عل هذه الاصوات تجد اذنا صاغية فتفلح في الوصول الى كرسي الوزارة عبر انجازات وهمية ، وبطولات دونكشوتية . 

وقد وجدت بعض الاقلام المأجورة مناسبة دخول احدى جامعات الشمال تصنيف افضل 400 جامعة على المستوى العالمي حسب تصنيف التايمز في لندن فرصة لتلميع بعض الاشخاص ونسبة الانجاز اليهم والافراط في المديح كأن هذا الانجاز تم بعصى سحرية لا بجهود تراكمية من كل العاملين في الجامعة والقائمين على ادارتها . 

استغفال الاشخاص والتعامل معهم على اساس سذاجتهم امر معيب على اي كاتب فأي مطلع ولو بصورة بسيطة على آلية تقييم الجامعات يدرك ان الامر يحتاج الى سنين طويلة وجهود مضنية للوصول الى تصنيف اعلى ، فالمعايير المعتمدة لمختلف التصنيفات تعمد اساسا متنوعة من اهمها نسبة الاستشهادات العلمية للأبحاث المنشورة باسم الجامعة ، وجودة الابحاث وعددها، والبيئة التعليمية ، والنظرة العالمية للجامعة ، ونسبة الطلبة للمدرسين ،ونسبة المدرسين الاجانب ، وعوامل اخرى مرتبطة بالدخل وربط اعمال الجامعة بالصناعات وما الى ذلك . وبنظرة سريعة على هذه العوامل يدرك المرؤ عظمة الانجاز وصعوبته من جهة ، ومدى حاجته لعمل طويل ومضني من الجميع لبلوغ الهدف من جهة اخرى ، فكيف يتم تصوير ان هذا المنجز تم بسنة واحدة وبضع اشهر ولأشخاص محددة ، فاذا كان العمل لهم ابان شغلهم مناصبهم ودون النظر لجهود من سبقوهم فكيف يصح نسبته لهم بعد ان اجبروا على ترك مناصبهم لعلات جسيمة وشبه فساد يقال انها ستحول للقضاء قريبا ؟!!! وهل يعقل ان يزرع احدهم شجرة فتثمر بعد سنين طويلة وينسب الفضل بالثمر للقاطف لا للزارع ، اي تلاعب هذا واي استغفال ، اني والله لأتعجب من جرأة هؤلاء على مثل هذه الاقوال وافتراؤهم على الحق ، وسرقة منجزات غيرهم بكل برودة دم . 

ولا يجب ان يفهم من هذا ان ادارة الجامعة المعنية الحالية لم تقم بجهود كبيرة لتصل الى هذا الانجاز فقد قامت مشكورة بمتابعة الموضوع بالاضافة الى تعبئة قوائم التقيم بالصورة المطلوبة والتي افضت الى النتائج الرائعة التي تعد فخرا وطنيا كبيرا ولا احد ينكر فضلها وفضل اي انسان ساهم بهذا الانجاز لكن المعيب ان ينسب الفضل كله من قبل ومن بعد لشخص واحد بهدف تلميعه لغايات مكشوفة. 

لكنني اعتقد ان المسؤولين في الجامعات ووزارة التعليم العالي مطالبون بوقف المهازل التي كنت اظن - والكثيرون مثلي - انها ستتوقف قريبا فاذا بنا نتفاجأ بخروج الفئران من جحورها عند اول فرصة بطريقة فجة ومحزنة ومخزية ، فلا بد من توضيح معايير التصنيف بصورة تفصيلية خاصة للعاملين في الجامعات، وتوضيح ذلك للرأي العام ، واذكر ان رئيس احدى جامعات الشمال يشغل منصبا وزاريا الان عمل اثناء رئاسته على توضيح هذه المعايير لجميع العاملين في الجامعة من اداريين واعضاء هيئة تدريس ليساهم كل من مكانه بالتقدم المطلوب ، وهو والادارة التي سبقته وضعوا خططا استراتيجية لبلوغ الهدف المنشود وشكلوا لجانا مختصة لهذه الغايات . ولا بد على الوزارة ان تقوم بنسب الانجاز لمن يستحقه حقيقة وهو جميع العاملين في الجامعة من اصغرهم وحتى رئيسها ، ويكفي ان اشير ان تقييم رؤساء الجامعات كان قد استثنى في معايير التقييم لرؤساء الجامعات – والذي بموجبه تمت ازاحة بعض من يتم تلميعهم الان من منصبه – بخصوص معيار تصنيف الجامعة اي رئيس لم تمضي على خدمته ثلاث سنوات ، وهذا دليل علمي من جهة مختصة ان الحد الادنى لزحزحة التصنيف للجامعة والتأثير فيه لا يقل عن ثلاث سنوات ، فكيف تقوم الاقلام المأجورة بنسب الفضل لرئيس لم ينجح في الحفاظ على منصبه وسقط في اول اختبار حقيقي ؟!! فالإتجار بهذه الانجازات المؤسسية فاق حد الاحتمال ولا بد من وقف هذا الامر بأسرع وقت ممكن واطالب من جهتي بأن تتولى جهة مسؤولة بالدولة تحويل بعض هؤلاء الذين يدفعون لتلميعهم لأطباء نفسيين علهم يدركون ان الزمن يجري للأمام وقد تجاوزهم ، وتحويل اصحاب الاقلام المأجورة للقضاء علهم يتوقفون عن الاتجار بأقلامهم وخداع الناس . 

كفاكم عبثا فقد انكشفتم ورائحتكم النتنة لم تعد تخفى على احد ، ولتتقوى الله في الوطن ومؤسساته . 

حمى الله الوطن في ظل صاحب الجلالة الملك المعظم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات