ھاشم .. وجع الأردني



احترت من أین أبدأ مقالي ھذا...ھل من الاعتداء البشع الھمجي الإرھابي على امرأة
ّ وابنھا...أم من العادات والتقالید البالیة التي سیھب رجالاتھا بفناجین قھوتھم المرائیة لتكریم
القتلة.... وتسجیل نصر زائف لجاھة.. .أم من التغیرات اللأخلاقیة الدخیلة على عاداتنا العربیة
الأصیلة...
قتل الطفل ھاشم ...وجع أردني ....اوجعتني یا ھاشم ...كما أوجعت الأردنیین جمیعا....ماذنبك
یا بني?!!!ّ...ماذا اقترفت حتى یقتلوك?!!!....ھل سمع رجال دوریة الدرك صرخاتك
واستغاثت والدتك?!!!.... ھل حركوا ساكنا لحمایة امرأة وطفلھا من براثن وحوش
بشریة?!!!... ھل ھم رجال درك نشامى كما نعرفھم ?!!... أم ھم طیف وخیال لرجال درك
شبّھ لك ولوالدتك فتخیلتم بأنكم بأمان بینھم....فتبین یا ولدي بأنكم احتمیتم بطیف سراب ...
ھل من قتلك یا بني نشمي أردني لا یعتدي على امرأة وطفل ولا یأخذ ثاره منھما لأنھ بعرفنا
وتقالیدنا الأصیلة تصبح وصمة عار علیھ إلى یوم یبعثون....أم أنھ مجرم قاتل ذئب مسعور
خرج عن كل الأعراف والتقالید الأصیلة...
ماذا فعل أباك لینتقموا منھ بقتلك....ھل تجاوز على فاردة عرس.... یقتل طفل وتضرب امرأة
ویھان زوجھا...اتعتقد یا ھاشم أن ھذه أخلاقنا وعاداتنا وشبابنا...أم أنھم دخلاء علینا...لا
أعتقد ذلك فھم منا والینا...ولكن ماذا حدث لتربیتنا وقیمنا العربیة الأصیلة....ھل مازلنا نربي
أبنائنا على النخوة والشھامة واغاثة الملھوف وعدم الاعتداء على امرأة وطفل مھما كانت
الأسباب.... أم تركنا التربیة للجوكر والفیسبوك وأخواتھ ....
أدعو والدك یا حبیبي ھاشم كما ھو رأي كافة الاردنیون أن لایستقبل الجاھات والعطوات
والعبي الزائفة لیصبح دمك فنجان قھوة كاذبة منافقة ھي وشاربیھا ....لایستقبلھم ..فالیعلّق
والدك الجرس الذي عجزت أنا عن تعلیقھ لمقتل أبني رعد الأول ...ضعفا وتنازلا لعبي
واحترام لعادات فناجین القھوة الكاذبة...
ھاشم لا تلوم طاقم شرطة النجدة فقد قاموا بواجبھم ...لا بل فوق طاقتھم ...حاولوا حمایتكم
ودافعوا عنك عن والدیك بما استطاعوا من قوة مسموحة لھم ....وكانوا ینتطروا زملاء
المھنة ورفاق الدوریة المساعدة والسیطرة على المشھد المؤلم....
لا تلوم شرطة النجدة ...فتعلیمات إطلاق النار على مثل ھذه الحالة قبل وفاتك لاحقا وفق
القوانین لاتسعفھم بل تدینھم...فالقانون خذل رجال دوریة النجدة كما خذلك ووالدیك ....ثق
تماما لو كان اطلاق النار قانونیا لما توانى رجال النجدة فعل ذلك....لكن لسان حالھم یقول
...العین بصیرة والید قصیرة....الا انھم دافعوا ولولا تدخلھم لكانت ھنالك أكثر من وفاة
لعائلتك - لا قدر الله- .....اعذروا طاقم النجدة أیھا الاردنیون...القانون خذلھم....والتجاوز
علیھ مضرة ومصیبة تقع علیھم.....فطالبوا أیھا الاردنیون بقوانین تعزز من بسط ھیبة الدولة
والنظام ....تمنح صلاحیات أوسع لرجال الأمن العام في مثل حالة ھاشم.....
أیا ھاشم ووالد ھاشم ...لاتلتفت إلى من انتقد طاقم شرطة النجدة عدم استخدام السلاح وإطلاق
النار على شرذمة المھاجمین ونعتوا رجال النجدة بأبشع الصفات....والله یا حبیبي ھاشم لو
كانت الحادثة عكسیة وأطلقوا علیھم النار لھاجموا نفسھم دوریة النجدة لقتلھم مواطنین
أبریاء....ویذكرونا بحقوق الإنسان وحریاتھ....أنھم مطبلون على دف الحقد والكراھیة لرجال
الأمن العام...لا تلتفت إلیھم ...بل التفت إلى الأسباب التي منعتھم من إطلاق النار على
مھاجمیكم وأولھا القانون الذي حدد حالات إطلاق النار لرجال الأمن العام وقیدھم تقیید أسیر
...وللأسف حالتكم لاتنطبق علیھا أیة حالة من حالات القانون أثناء الاعتداء وقبل وفاة ھاشم
...
القوانین ومنھا قانون الأمن العام وحقوق الإنسان والحریات ھي من جعلت تلك الشرذمة
تتمادى علیكم...

یا ھاشم... أتعرف لماذا لم یقم رجال دوریة النجدة بإلقاء القبض على الشرذمة المھاجمة...أنا
أقل لك السبب وھو ماتعلموه وتدربوا علیھ....إنقاذ حیاة إنسان أھم وأولى من إلقاء القبض
على مجرم....أوضح أكثر لك یا ھاشم... في مثل حالتك ووالدیك یجب على دوریة النجدة
اسعافكم لأقرب مشفى لإنقاذ حیاتكم جمیعا وھذا الأھم.. أما بالنسبة للمجرم أین یذھب سیتم
احضاره لاحقا...وھذا ما حدث فعلا حیث تم إلقاء القبض على جمیع المھاجمین لاحقا...وأعتقد طاقم دوریة النجدة أنھم انقذوا حیاتكم...لكن للأسف قتلوك یا ھاشم متأثرا باصابتك لعنھم الله
جمیعا....
حبیبي ھاشم لا ابحث عن مبررا لرجال النجدة لكن ھذا ھو الواقع... قوانین قیدتھم ...لكن
شھامتھم لم تقیدھم....وفعلوا ما استطعوا علیھ... ولم یتخلوا عنك ووالدیك فكانوا ھم المسعف
ّ الاولي لكم.....
أما من قتلك ....ونزعك من أحضان والدیك فھم لیس منا ...نعم لیست نخوتنا وشھامتنا ....لم
یتربوا على عادات النشامى...لیس في قلوبھم رحمة...ولا أسالیبھم فیھا رجولة بل أسالیب
قتلة و خونة للعادات والتقالید....أسالیب إجرام وزعرنة وبلطجة....

ھاشم یا ولدي وأنت الآن مع
فلذة كبدي رعد الأول طیور تحوم الجنة بغرفھا وجنانھا وانھارھا....أطلقوا صرخة....أطلقوا
استغاثة ...لا لفنجان القھوة.....لا لعبي فناجین القھوة في الجرائم .....لا للجھات والعطوات
.....نعم لتشدید العقوبات ....نعم لقانون یمنح صلاحیات استخدام السلاح من قبل الشرطة في
مثل حالة ھاشم....

حبیبي ھاشم عانق فلذة كبدي رعد الأول....وقل لھ أن والدك ضعف وتنازل عنك برشفة
قھوة....قل لھ یا ھاشم أن والدك كان أشجع مني لم یستقبل جاھة ولم یسامح بفنجان
قھوة.....بل أصر على أخذ دمك بالقانون ولن یترك قاتلك لأجل فنجان قھوة مشبوه.....رعد
الأول...ھاشم الكردي...وجع أردني عانینا ومازلنا نعاني منھ.......وللحدیث بقیة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات