الملكة رانيا العبدالله في افتتاح "ادراك" مَلَكت القلوب واقنعت العقول


جراسا -

سوزان ابولباد و رند الصالح - كيف لملكةٍ أن تعبرَ حدودَ اللاممكن، فتنساب كما فراشة بيضاء في قلوب من حولها دونما طرقٍ على جدران القلب او استئذان ..

كيف لتلك القامة الشمّاء التي استقت أقحوان وياسمين عطر الهاشميين، أن لا تلبث في مخيلة من يلتقيها دون أن تسكن حجرات الحب في فؤاد المريدين، وتأسر حواس السامعين .

تتحدث بلغة رقيقة بسيطة تجذب السمع وتشخص اليها الابصار، تستخدم مفردات الانسانية بأعمق مما تبدو عليه الصيغة والدلالات، فتصمت فوق الحروف حتى الكلمات.

هي صاحبة الحضور الواثق، والخطو اللائق، تأسرك بهالةِ ما تمتلكه من رقةٍ وتواضع، ليجوب صوتها أركان الروح بنكهة مميزة تتسم بالدفء ، لتجد نفسك أمام نموذج لافت، وقد خرجت جلالتها بـ"كاريزما" متفردة لا تُشبه غيرها من الملكات.

ملكةُ أدركت واجبها الملكي، واصطفت جسدا وكيانا وروحا ومنطق لدولتها الأردنية، ليس كملكة فحسب، بل كأبنة للأردن، الذي حملت خارطته السياسية والاقتصادية والاجتماعية على منابر ومحافل العالم، فكانت النموذج الأجمل والأعقد والأبهى للمرأة الأردنية ذاتها التي جهدت وتجهد جلالتها على تبني قضاياها والارتقاء بمستواها في كثير من المشروعات التي اطلقتها وحملت اسم الاردن.

هي امرأة القصر وسيدة البلاد الأولى وغيرعن كل النساء، امرأة عشقها الشعب والتف حولها كطوق الورد، فحين تراها عن قرب تبهرك بما جمعت من ثقافة عالية، وامكانات واسعة في الحوار، تنتزع منك الاحترام قبل الحب لما تحظى به من سحر وجمال، فليس جمال الشكل سيد اللحظة بحضورها فقط، وانما بذلك المضمون الثري الخصب لوعيها العصري ولإلمامها بمقتضيات العمل الملكي المسؤول.

نجحت "ام حسين" في الدخول الى مربع الرمز، ليس تسلقا للفكرة او الواجهة السياسية العليا، بل لإيمانها العميق بوحدة الحال، وليس أجمل من وقوفها كملكة تعاضد الملك لأجل الوطن، الوطن الأردني الذي جابت طرقاته ومحافظته لأجل انسانه الاردني، لأجل رفعة نسائه ومستقبل ابنائه.

حفرت اسمها كملكة اردنية في مدونة العالم ، لمع نجمها وذاع صيتها وأضحت من سيدات العالم اللائي يشار إليهن بالبنان، حققت ما عجز عنه الآخرون والأخريات، ساعدها في ذلك ما تتمتع به من فطنة وجمال روحي، وسعت إلى طرق أبواب العمل الخيري في كل مكان.

و في النموذج الملكي الذي يحمل نواة النخيل الشامخ في سماء الأردن، إصطفت جلالة الملكة رانيا العبد الله بإنحيازٍ تام إلى جغرافيا الإنسان الأردني، جنباً إلى جنب مع جلالة الملك القائد عبد الله الثاني بن الحسين، ليكون الأردن أرضا وشعبا وتاريخ وحضارة وأصالة الهم الإنساني الأول لجلالتها .

الملكة الإنسانة والإنسانة الملكة، هي مزيج من النبل وكرم الاخلاق فطرة ونشأة، حطّ بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كأجمل درة ، جنباً إلى جنب دُرر التاج الملكي، فاستحقت بإرادة جلالته أن تكون الملكة الاردنية التي تشارك جلالته عرش قلوب الأردنيين.

ولأن الدول في معيار الأنظمة والوجود تتمثل بواجهاتها الاعتبارية والمؤسسية، كان للأردن أن يحظى بشريكة العرش الهاشمي، وقد تسيدت جلالتها الواجهة الاردنية على المنابر العالمية، بل وغدت عنواناً حراً أصيلاً عريقاً لأردن الحضارات، وقد حملت جلالتها أردننا في حلها وترحالها، وهو ما ترصده مجمل لقائاتها المتلفزة والورقية عبر كبريات الاصدارات الاعلامية العالمية ، وقد أطل العالم أجمع عبر جلالتها على الاردن حاضن الحضارات الارامية العمونية والآودمية .. أردن المؤابيون والأنباط .. فخلال مجمل تلك اللقاءات الزخمة كان الاردن العريق حاضرا في أحاديث جلالتها، فكانت سفيرة الحضارات الاردنية على خارطة العالم الحديث .

الملكة الانسانة والانسانة الملكة وسم يتفق الاردنيون عليه حيال ملكتهم، وشخصية جلالتها مزيج من النبل وكرم الاخلاق فطرة ونشأة، يترجم ذلك تواضعها واندماجها المجتمعي ليست كمسؤولة دولة بل كمواطنة تتشارك الهموم وتتقاسم التطلعات الشعبية التي تصر جلالتها على التقاطها بنفسها عبر نشاطاتها الميدانية المتتالية وعبر المؤسسات المنبثقة عن مكتب جلالتها.

في احتفال منصة ادراك، لفتت الملكة اعجاب الحاضرين بسلاسة طرحها كملكة، وحينما تحدثت في فعالية الافتتاح عن دورها في تعليم ابنائها ازاء صعوبة المناهج بالقول"اشعر خلال تدريسي لأبنائي حسين سابقا والأن سلمى وهاشم بصعوبة الدراسة ولا أتذكر الأشياء التي يدرسونها، وخاصة في أوقات الامتحانات، وأنا من يستيقظ باكراً في هذا اليوم، كأنما الامتحان عليّ انا"، تحدثت بلسان حال أولياء امور الطلبة في المملكة والعالم،والذين تعنى بهم منصة ادراك، التي تهدف للمساهمة في توفير تعليم نوعي لملايين الطلبة في الأردن والعالم العربي وخاصة ممن تمنعهم ظروف اللجوء والنزاعات من الالتحاق بالمدارس، والتي تقدم مجاناً مواداً تعليمية إلكترونية مفتوحة المصادر باللغة العربية لطلبة المدارس وذويهم بالاضافة الى المعلمين.

الملكة اثرت في فعالية الافتتاح بمضامين تؤشر لضرورة النهوض بمستقبل الاجيال، وصبت كامل خبراتها الرافدة لمشروعنا الوطني التعليمي بمداخلاتها خلال الافتتاح، متشرحة بايضاح واختزال عن دور منصة ادراك في المساهمة برفد التعليم بالنوع وليس الكم، وعلى ضرورة اتاحة الفرصة بتوفير الموارد التعليمية الالكترونية امام جميع الطلبة "مجاناً" كمصادر تعزيزية وللتقوية أو المراجعة أو التمرين، مؤكدة على ضآلة المنتج العربي للمدونة الالكترونية التعليمية، ما حفز تجاه اطلاق منصة ادراك بالعربية.

وأشارت جلالتها الى إن التعليم في الأردن والدول العربية بحاجة ماسة لنقلة نوعية، إلى تدريب المعلمين، لتحديث المناهج، والتعليم خلال الطفولة المبكرة، وهي عناصر متصلة يجب ان تتكامل لنصل الى الهدف الذي نريده، مشيرة إلى أن التغيير للأفضل يحتاج إلى وقت ومبادرات مثل “إدراك للتعلم المدرسي” وهي أحد هذه الجسور التي يمكن ان تحدث تغييراً أسرع.

وأعادت جلالتها التأكيد على أن الصبر في التعليم ليس جيداً، لأننا كلما صبرنا وتباطأنا في التعليم كلما كان ذلك على حساب أولادنا، فكلما كنا قادرين على العمل بسرعة لمنح طلابنا كل الادوات المتوفرة للطلبة الاخرين كلما رأينا نتائج أسرع. وأضافت جلالتها أن الطالب سيستفيد كثيراً عندما يتمكن من مشاهدة دروس قصيرة، واضحة، موائمة للمناهج، على الهاتف أو التابلت، في أي وقت ومن أي مكان وباللغة العربية، ويعيد فيديو الشرح مرة واثنتين وخمس مرات، إلى أن يفهم.

يُذكر أن جلالة الملكة رانيا العبدالله أطلقت نواة إدراك في عام 2014، لِتصبح المنصة الرائدة في مجال التعليم الالكتروني المفتوح باللغة العربية، بِهَدَف إحداث نقلة نوعية في آلية إيصال والوصول للتعليم في العالم العربي. وتوفر المنصة فرصاً تعليمية عالية الجودة للمتعلمين البالغين، بالإضافة إلى أولئك في سنّ المدرسة.



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات