في احد فحوصات علم النفس يتم احضار صورة لسؤال المريض عما يشاهد فيها والكشف عن نفسيته تبعا لإجاباته كأن تتضمن الصور نقطة سوداء في صفحة سوداء او العكس ، وربما يحتاج الكثير من اصحاب الاقلام الذين يكتبون في الشأن العام ان تجرى لهم مثل هذه الفحوصات ، مرد هذه المقدمة يكمن في كم السهام والنقد التي توجه لأي مسؤول او دائرة في هذا الوطن في حين يكون الصمت مطبقا عند الانجاز والعمل والتقدم .

يحتاج اي شخص مهما كانت مسؤولياته ان يشعر بالدعم والتقدير لما يقوم به حتى يكون قادرا على العمل بنفس الطاقة في ضل الانتقادات واحيانا الحروب التي يخوضها مع قوى الشد العكسي التي يكون التغيير ليس في مصلحتها ، ومن هنا فإنني استغرب الصمت عن الانجاز الذي حققته وزارة التعليم العالي ممثلا بربانها معالي الوزير الطويسي والذي حصل على جائزة الملك عبد الله الثاني للتميز الاداء الحكومي والشفافية بالإضافة الى ختم التمييز في الفئتين الرئيسية والتحول الإلكتروني ، فهذه الجائزة تأتي بوقتها بعد حملة شعواء من رؤساء اذناب رؤساء جامعات ومنتفعين ضد الوزير ومجلس التعليم العالي لم تؤل جهدا في تسليط الضوء على اي خطأ حتى لو تمت معالجته او تفاديه ، فقد تعرض الوزير والوزارة الى ضغوطات كبيرة لم تحدهم عن الصواب واصلاح مسيرة التعليم العالي واتخاذ قرارات تاريخية ستؤتي ثمارها في القريب العاجل ، وخاضوا معارك مع اطراف متعددة ومتنوعة وعلى مستويات مختلفة ونجح الوزير بالخروج بسفينته من العاصفة اقوى من قبل واكثر ثقة ، لتتوج لجائزة تحمل اسما غاليا على قلوب جميع الأردنيين باسم جلالة الملك المعظم .

كل هذا يحمل في طياته رسالة مهمة لمن اعتاد الصيد بالماء العكر ولم يستوعب للان ان التغير قد تم وانطوت صفحته فقد قال القضاء كلمته وتوجت الوزارة بجائزة من هذا المستوى الرفيع ، وتم اقرار نظام تقييم رؤساء الجامعات رسميا ، فلم يعد للفساد سند يحميه وستستمر حملة التنظيف لمؤسسات التعليم العالي ، وهذا الوزير المعطاء سيبقى شوكة في حلقكم جميعا ,

مرة اخرى اهنأ نفسي ووطني ووزارة التعليم العالي ومعالي وزير التعليم العالي وأمين عام الوزارة وكادرها على هذا الانجاز وكلي فخر بأن تحصل الوزارة على هذه الجائزة في هذه الوقت بالذات.

حمى الله الوطن في ظل صاحب الجلالة الملك المعظم