وزارة لشؤون العشائر


يؤكد حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه على ضرورة نشر مكاسب التنمية الوطنية ووصولها الى جميع مناطق المملكة في الريف والبادية والمخيمات والمدن ، ومشاركة المجتمعات المحلية في النهضة والتطوير وبناء المجتمع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية من أجل الارتقاء بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي . ويؤكد على أن أبواب الديوان الملكي الهاشمي مفتوحة للجميع لاستقبال الرؤى والأفكار من قبل أهل الخبرة والاختصاص للاستفادة من خبرتهم في مجال المساهمة في بناء وازدهار الوطن وتطوره .

ومن هنا فأننا نطرح فكرة تأسيس وزارة شؤون العشائر كضرورة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتنموية لخدمة المجتمعات المحلية في البادية الاردنية والتي تصل الى أكثر من ( 300) تجمع سكاني ، تتواجد على مساحة حوالي 73الف كم2، بكثافة سكانية 6,7نسمة لكل كم2 ، وبأعداد من السكان كبيرة جدا ، وذلك لعدة أسباب منها : 80 % من مساحة الوطن هي صحراء أو بادية مترامية الأطراف ، وبها مجموعات سكانية تمتد على البادية الجنوبية ، والوسطى ، والشمالية ، وهي تحتاج الى وزارة متخصصة لخدمة القطاعات المختلفة في هذه المناطق ، لا سيما ان الكثير من جيوب الفقر والبطالة موجدودة فيها ، وهي تشكل نصف جيوب الفقر الموجدودة في المملكة وهي : الرويشد 73%، وادي عربة 62%، القويرة 46%، الصالحية 42%، حوشا 36%، دير الكهف 34%، المريغه 27%، ام الرصاص 26%، الديسة 44% ( والغريب ان المياه فيها وافرة ) ، الخالدية 36%، القطرانة 35%، المفرق 27%، وان نسبة العجز في الدخل لدى المواطن هو : البادية الشمالية 62%، البادية الوسطى 26%، البادية الجنوبية 3%. وان 25 %من الطلبة يترك المدرسة في ( الصف العاشر والصف الثاناني عشر ) . وكذلك ارتفاع نسبة الامية وتصل في بعض مناطق البادية الى 39%، وكذلك ارتفاع نسبة البطالة في البادية الأردنية الى 30 % ، في حين البطالة على مستوى الوطن 18% ، وهي ارقام مرعبة تواجه الشباب في البادية ، لا سيما اذا علمنا ان نسبة الشباب من عمر 30 سنة من مجموع السكان يشكل 68 %، وهو رقم يدعو الى ضرورة خلق فرص لهم والا سوف يتجه هولاء الى جوانب أخرى معروفة وخطيرة .كما اهمال الحكومات المتعاقبة نحو احداث التنمية الحقيقية ظاهر للعيان في الصحة والتعليم والبنية التحتية والمشاريع والاستثمارات وغيرها .

لأجل هذا وغيره من معاناة للسكان وواقع اقتصادي مرعب ومخيف في الصحة والتعليم والبنية التحتية ، لا يسير من مجريات التنمية الوطنية الأخرى في مراكز المدن والمحفاظات ، لذا فان استحداث وزارة لشؤون العشائر وتخصيص ميزانية مرتفعة لخدمة قطاعات الصحة والتعليم العام والعالي من خلال استحداث جامعات أو كليات جامعية وتقنية ومهنية تابعة لجامعة البلقاء التطبيقية ضرورة ملحة للارتقاء بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للسكان ، فلماذا يأتي ابن الشمال وابن البادية في الجنوب وابن البادية في الوسط للدراسة في الجامعة الاردنية او البلقاء في السلط او او في جامعات بعيدة عن مناطقة سكنه الا يجدر ان يكون او تكون جامعة مستقلة او كلية جامعية لخدمته وتحسين المنطقة وتطويرها( ام ان العيس في الصحراء يقتلها الضمأ والماء فوق ظهورها محمول ) ، ليس هذا فحسب فالبادية الاردنية تزخر بالثروات المعدنية ولكن نسبة المستفيدين منها قليلة وغياب المسؤولية الاجتماعية عن دعم الطلبة والفقراء وتقديم المشاريع ومكافحة الفقر والبطالة ووووووووو

وكذلك في مجال قطاع الصحة لماذا يشد أبناء البادية الرحال نحو المدينة الطبية ومستشفى البشير بحثا عن المعالجة الا يجدر بنا ان يكون مستشفى متخصص تديره الدولة او الخدمات الطبية او منظمة أطباء بلا حدود لمساعدة الناس .الا يستحق الناس المشاريع الكبرى والمناطق التنموية كي يعمل بها السكان ، والحال في مناطق البادية واحدة في ظل التهميش التنموي فنحن في البادية الوسطى لدينا أكثر من 835 مصنع وشركة ومعظم العاملين بها من خارج المنطقة ، وهناك جامعات كثير كالزيتونة والاسراء والبتراء وكليات جامعة البلقاء التطبيقية وغيرها ومع ذلك لا نستطيع تعيين دكتور في جامعة ، او عاطل عن العمل في مصنع ، او او مهندس في شركة .وحجة هولاء المستثمرين ورجال المال والاعمال ان أبن البادية مش بتاع شغل وانه شيخ عرب وو وهذا كلام غير صحيح ولكنهم يطفشون الشباب بأساليب قذرة منها ان يطلبوا منهم شطف الحمامات او غسل سيارات الشركة او تنظيف هنجر بسعة 2أو 3 دونم وهنا يرفض الشاب ويغادر المصنع ، اما أن يتم تدريبهم على مهارات فنية تقنية فلا .

ان استحداث وزارة لشؤون العشائر ووضع خطة استراتيجية قصيرة المدى ، ومتوسطة المدى ، وطويلة المدى ، ووضع رؤية وأهداف حقيقية لتنمية البادية الأردنية أصبح مطلبا حيويا من أجل الأرتقاء بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي ، فهذه المناطق والسكان فهم من يحمون الحدود والثغور على أطول خط في الحدودد الشرقية 1000 كم ويحتاج هذا الى دعم صمود الأهل في الأرض التي تحتاج الى تنمية حقيقية بعيدة عن المجاملات الكاذبة والتصريحات الخادعة والاحلام الوردية المجانبة عن صور الفقر والبطالة والجوع وتهميش الكفاءات العلمية ،( الا يستحق من حصل على شهادة الدكتوراه الاحترام والتقدير في ظل ظروف صحراوية قاحلة ان يقدر ويحترم )

اننا نخاطب حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بضرورة تأسيس وزارة لشؤون العشائر لتأخذ على عاتقها مسؤولية تنمية البادية الأردنية من مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتنموية ، وربط السكان بالتنمية الحقيقية فالبدو هم خزان الولاء والانتماء الحقيقي والصادق للنظام الملكي الهاشمي والدولة الأردنية عبر 100 سنة من عمر الدولة ، ولا بد من توجيه الأهتمام لهم ودراسة همومهم ومشاكلهم وحلها اليوم قبل غدا ، واطلاق تنمية حقيقية وجادة ترتقي بواقعهم المعيشي نحو مستقبل واعد لخدمة الوطن والمواطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات