تعين فخامة عبدالفتاح السيسي محافظة مسيحية في دمياط


ارى ان قرار تعين اادكتورة منال ميخائيل في منصب محافظ دمياط خطوة في محلها و تأتي استكمالا للنهج العادل التي تتخذه الحكومة المصرية باستقطاب الكفاءات الى ميدان العمل و اعطاء المراة فرصتها العادلة في سوق العمل لتأسيس مبادئ الموساواة في سوق العمل... و كم تأتي هذه الخطوة في محلها استنادا لملف مؤهلاتها الذي يحمل الكثير من الانجازات لبلادها... فلما لا و هي مؤهلة تستطيع العمل في هذا الميدان؟

كان هنالك الكثير من المسلمين تم تعينهم في مناصب عليا في الدولة و اتضح بعد فترة بانهم فاسدين بسرقون مال الايتام و الارامل و يخونون الامانة من دون ضمير... و كان هنالك الكثير من المسيحين تم تعينهم في مناصب كبيرة و حساسة و اتضح بانهم فاسدين يقدسون مصالحهم الشخصية يسرقون اموال الدولة و لم يحافظوا على الامانه... العبرة ليست في الديانه بل بالكفاءه و المؤهلات... و يا ما كان هنالك مواطنون شرفاء تم تعينهم بمناصب حساسه و كبيره في الدولة و قد حافظوا على الامانه و صانوا مال اليتيم و الارمله و كانوا امنين على مصلحة الدولة و عملوا بذمه و بضمير... و لغاية هذه اللحظة لم يعرف ما هي ديانتهم و لا اي شيئ عن معتقداتهم الشخصية... التعين بناءا على الديانة و الاحوال الشخصية يفقد الدولة كفاءات و ينم على رؤية و بصيرة مهنية ضيقة الافق... اما التعين بناءا على الكفاءه فهو الضامن الوحيد لكي تستقطب الدولة اروع العقول و الخبرات المهنية...

التعين بناءا على الديانه قد يجلب اناس للمناصب لا يمثلون الدولة و مصلحتها... لان انطلاق تعينهم عنصري و ليس بحسب رؤية توظيف تعطي فرص متساوية بين المتقدمين للوظيفة او للمنصب بالدولة... لذا قد تجلب اشخاص لا يمثلوا الا مصلحة قطاع محدد للمجتمع مع كل اسف... و لذلك لن يقدم رؤية الدولة للمنصب بالصورة الصحيحة... لان الدولة دائما ليست محتكرا على دين معين او ملة معينة... بل الدولة التي تتمتع بمؤسسات موزونه و رؤية عادلة عامة و شاملة تخدم كافة اطياف المجتمع
تنطلق من روح المواطنة احتراما منها لانسانية البشر و لتفعيل دور المواطنين اكثر في حياة و مؤسسات الدولة و لصنع مناخ من الاعتدال و العدل بين كافة اطيف المجتمع و مكوناته و لتؤسس السلام و العدالة الاجتماعية في المجتمع و لتحافظ على ثقافة معتدلة في المجتمع... لا تؤمن بالتشدد و العنف و البلطجة ضد الاقليات و هضم حقوقها....غالبا الاخلال بهذه المعاير قد يفتح المجال للاحتقان داخل المجتمع و هذا ما لا يحمد عقباه اذ قد تتسلل مفاهيم الطائفية الى الطبقات الاجتماعية المختلفة مما قد يؤدي الى تقوقع طبقات المجتمع المختلفة على نفسها و عزلة الطوائف عن بعضها البعض مما قد يفتح الباب الى العنصرية داخل المجتمع.... و قد يتسبب بعزلة عميقه جدا قد تؤدي الى العزلة الفكرية و الفتنة المذهبية و اضطهادات داخل المجتمع و مما قد يؤدي الى مشاكل ضخمة ابسطها عدم قبول الآخر الذي يحمل فكر او معتقد آخر...

الحروب الطائفية تبدء بهذا الشكل... الدولة التي تنطلق من مفاهيم دينية... التوظيف في الدولة الذي يستند على الدين لا على الكفاءه... التميز بين ابناء المجتمع المصري و العربي بناءا على الدين و الطائفة و المذهب... الكارثة التي تجلب الشعلة الى مخزن الوقود... لذلك نسمع الدولة المصرية تردد كلمة تجديد الخطاب الديني عند كافة المؤسسات الدينية في المجتمع المصري... كي تحاول الكنيسة و الازهر بناء روح ثقافية جديدة بقبول ثقافة الآخر و فكر الآخر لكي يستقر المجتمع و يرتاح من الحناجر التي تصرخ و وتنادي بالعنصرية.... المجتمع السوي يتعامل مع المواطن كانسان بصرف النظر عن الهوية الدينية لان الدين حق انساني يعطى بالتساوي للكل حول العالم من دون استثناءات و لا يجب ان يكون منطلق للتعامل مع الافراد حفاظا على ديمومة العدالة تجاه الجميع بالمجتمع...

الارض يخرج منها شتى انواع الازهار و الاشجار و الثمار و المزروعات و لكنها لا تفرق بين نوع ثمر و آخر و بين انواع الخضرة و الورود التي تخرج منها... فتبقى تروي كل ما يخرج منها بالغذاء و الرطوبة بكل عدل و مساواة... و نرى بالنهاية تنوع بالخضار و الاشجار جميل جدا يتغنى به الانسان من جماله و روعته يزبن حدائقنا و الغابات و التلال و الوديان... و هكذا هو الانسان بتنوعه الثقافي و الفكري و العقائدي... يزين و يثري المجتمع بغني يعطي للحياة رونق خاص من الابداع و الادب الراقي و الثقافة البناءة. فالدولة احسن و اعقل من الارض الطيبة فيجب ان تكون عادلة مع كل اولادها بتنوعهم و فكرهم المختلف... لذلك يجب ان نسأل انفسنا سؤال هام خصوصا بعد ان عمت الحروب الطائفية و الاهلية عموم المناطق العربية... ان كان الدين ناجح بالنسبة الي في علاقتي مع الله على مستوى شخصي... هل هو ناجح كدين للدولة بصيانة اللحمة الاجتماعية؟...الامم المتحدة تحاول جاهدة تنظيم شأن الحوار بين دول العالم و بترسيخ السلم العالمي بالرغم من التحديات الجسام التي تواجهها... فهل يخدم الدين انفتاح المجتمعات على بعضها البعض و الدول ايضا و بصيانة التفاهم الدولي بين الشعوب ام يساهم ببث العنصرية ببن الشعوب و الفرقة و يؤسس للاحتقانات بين حضارات الارض...تكفير الدين لأي معتقد لا يحمل ثقافته هو المشكله بالوقت التي تهدف به جهود الامم المتحدة بترسيخ لغة التفاهم ببن حضارات العالم و إلغاء لغة العنصرية من المجتمع الدولي هو امر يجب ان نتنبه له لان الامم المتحدة تهدف الى ازالة المسببات التي ادت الى الحروب الاولى و الثانية...فاين نقف نحن من هذه الأسئلة و الى اين نحن نتجه بثقافتنا السائدة....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات