سورية .. ماذا عن المعارك الكبرى المنتظرة !؟


تزامناً مع العملية العسكرية للجيش العربي السوري بعمق ريف السويداء الشرقي والشمالي الشرقي ، وهي استمرار لعجلة التقدم السريع للجيش العربي السوري فوق مختلف مناطق الجغرافيا السورية "والتي تتزامن مع قرب اعلان تحرير كامل مناطق الجنوب والجنوب الشرقي لسورية "باستثناء جزء من منطقة التنف والتي يوجد بها قاعدة عسكرية "محاصرة " للاحتلال الأمريكي " ، وهنا يبدو أنّ الأكثر وضوحاً اليوم، أنّ منظومة الحرب على سورية بدأت بالتهاوي بالتزامن مع تهاوي مسلحي تنظيم داعش بعموم مناطق تواجدهم بالبادية الجنوبية الشرقية لسورية ، واليوم نرى أنّ هذه المنظومة تعيش فترة ترنح ما قبل السقوط النهائي مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرّض لها المجاميع المسلحة الإرهابية حالياً من الشرق إلى الجنوب إلى الشمال السوري لاحقاً، وعلى قاعدة سلسلة انهيار أحجار الدومينو، فاليوم القيادة العسكرية السورية تدير المعركة بحنكة وبحرفية عالية، والأيام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات بـ "الشمال السوري "وستشهد تغيّراً ملموساً وواضحاً في طبيعة المعارك بعموم خرائط المعارك الميدانية في "شمال " سورية، فاليوم الجيش العربي السوري استعاد زمام المبادرة " شمالاً " وسينتقل من مرحلة التموضع وبناء خطوط الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة الأرض على مختلف بقاع الجغرافيا السورية "شمالاً".

وهنا بدأ ، التركي ومن معه شمالاً يدرك كما تدرك جميع القوى المنخرطة بالحرب على سورية أن معركة الجيش العربي السوري وحلفائه والتي شارفت على نهايتها في "جنوب وجنوب شرق سورية "وفق نتائجها الاستراتيجية الحالية ، قد حققت تغيراً كاملاً بمعادلة الأنتصار السوري وأنهيار مشروع اعداء سورية ،واليوم تراقب الاطراف ككلّ مسار ما بعد معركة تحرير جنوب وجنوب شرق سورية ، وارتباط كل ذلك بمسار معارك محتملة مع المحتل الأمريكي في عمق منطقة التنف لاحقاً ،ولأسباب عدة،والتي ستعتبر حينها وبتوقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب على الدولة السورية، فاليوم بات من الواضح أنّ لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها وخصوصاً بعد" مجزرة السويداء "إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير الأرض السورية من رجس الإرهاب ومتزعّميه وداعميه ومموّليه، وأن تقرّر مصيرها بنفسها بعيداً من تقاطع مصالح المشروع الأميركي- الصهيوني وأدواته من الأنظمة الرجعية العربية والمتأسلمة في الإقليم، وجزء من هذا الحسم هو حسم ملف الاحتلال الأمريكي – التركي لبعض المناطق السورية شمالاً وشرقاً ، وهذا الملف بذاته يحتلّ أهمية استراتيجية بالنسبة للسوريين وحلفاءهم .

وهنا ، لايمكن لأي متابع لتطور ملف الأحداث في سورية منذ سبعة أعوام مضت ولليوم ،أن ينكر حقيقة أن الجيش العربي السوري هو صاحب الحق الوحيد والشرعي بالتواجد بـ كافة مناطق الجغرافيا السورية ،وتحرير ماتبقى من مناطق الجغرافيا السورية وعودتها لحضن الوطن السوري ،مع علمنا أن ذلك ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لوقت وعمل طويل نوعاً ما ،وهذا ما تدركة ايضاً القيادة السياسية السورية ،نظراً لعقدة الجغرافيا التي يحتلها الأمريكي والتركي "شرقاً وشمالاً "،وتحولها بشكل أو باخر إلى بؤرة صراع دولي – إقليمي ، قد تنفجر لتفجر معها صراع دولي – إقليمي لا يمكن التنبؤ بنتائجه المرحلية والمستقبلية .

وهنا وعند الحديث عن العقدة الجغرافية للمناطق التي يحتلها الأمريكي وميلشياته المسلحة ومكانتها الجغرافية الأستراتيجية ،فنأخذ على سبيل المثال لا الحصر "محافظة الرقة" ، بموقعها الاستراتيجي بشمال شرق سورية،فهي تشكل أهمية استراتيجية بخريطة الجغرافيا السورية وتحتلّ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة الشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام... واليوم في سورية ،يدور الحديث عن وضع ملامح مشروع سياسي - عسكري لوضع محافظة الرقة على أولويات التحرير بالمرحلة المقبلة "سلماً بالتفاهم مع الأكراد " أو حرباً ،وهذا التحرير إذا اخذ منحى عسكري ورغم كل المخاطر المتوقعة والناجمة عنه واحتمالات الصدام المباشر مع الأمريكي ، فهو بالنسبة لسورية وحلفائها بات أمراً لانقاش فيه فالصدام مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على الدولة السورية في الرقة أو ادلب أو جرابلس أو غيرها هو أمر حتمي بالنهاية ان قررت هذه الدول البقاء في سورية وفرض شروطها ونفوذها في الجغرافيا السورية .

ختاماً ، فـ المرحلة المقبلة في سورية تؤكد أن الجيش العربي السوري سيستمر بدك أوكار المجاميع المسلحة المتطرفة ،"وهذا الدك سيتصاحب معه أنهيار مشاريع داعمي هذه المجاميع المسلحة الإرهابية "أينما وجدت ، بالإضافة إلى أن الشعب العربي السوري استشعر خطورة ما يتهدد سورية ووحدتها الجغرافية والديمغرافية " شمالاً وشرقاً " وقرر أن يكون بمعظمه بخندق الدولة، لأن المرحلة المقبلة هي مرحلة "الأنتصار الأكبر – والتي قد يتخللها معركة "طاحنة " مع المحتل التركي أو الأمريكي أو كليهما " ، ولا بديل من النصر لإنقاذ سورية من ما يتهددها من خطر داهم، هكذا يجمع معظم السوريين اليوم ويلتفون حول دولتهم الوطنية، فاليوم تيقن معظم السوريين من أن هناك مؤامرة قذره تستهدف سورية كل سورية جغرافيا وديمغرافيا وأيقن هؤلاء بأن لا حل بسورية إلا بدحر الإرهاب ورجسه عن أرض سورية الطاهرة ولذلك نرى أن إرادة معظم السوريين تتوحد اليوم من أجل الحفاظ على هوية سورية الوطن والإنسان والتاريخ والحضارة والهوية، وهذا بدوره سيسرع من إنجاز الاستحقاق التاريخي السوري، والمتمثل بالنصر القريب على هذه الحرب والمؤامرة الكبرى التي تستهدف سورية كل سورية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات