نظرية المؤامرة وبث الشائعات عن الملك وعائلته


لطالما تحدثنا من قبل وقلنا بان هناك قنوات واعلام من خارج الاردن يعمل ضد هذا الوطن وبالتالي فهي أولا وأخيرا تخدم مصلحة الجهة التي تبثها وتخدم أجندتها.

كنت أعتقد أن هذه المعلومة بديهية، يعني من طينة المعلومات التي لا يتناطح عليها كبشان، لكن للاسف الامر غير ذلك فما زال الكثير منا يتناطح على معلومات سائبة، مطروحة في النت، بامكان أي واحد أن يتأكد منها، لا يستلزم الامر مجهودا كبيرا، ولا تراكما معرفيا، فقط الامر يحتاج من نفض الكسل و بعض النقرات في النت، وها انت تضع يدك على المعلومة الكاذبة من مصدرها.

لكن يبدو أن الكسل يضرب أطنابه فينا، الواحد يكتفي باستهلاك المعلومة الجاهزة ويظل يكررها دون أدنى تمحيص، خاصة ان كانت توافق أهواءه الشخصية ، وميولاته السياسية، وهذا أمر خطير، خطير لسببين :

اولا يبدو أن البعض منا يستحلي مثل هذه الاشاعات ولا يريد أن يعرف، أو لا رغبة له في أن يعرف، مكتفون بما عندنا ومطمئنون.

وثانيا خطيرة لأن عدم امتلاكنا لهذه المعلومة بوصفها بديهية من بديهيات الكذب والافتراء، فنحن معرضون للتيهان والضياع وعدم فهم الامور في سياقها، وهذا ما تبين فعلا ازاء حلقات تقوم بعض الفضائيات ببثها مثل الاتجاه المعاكس او برامج في قنوات اخرى يستضيفون بها بعض المواطنين غير معروفين الهوية او ظهور بعض الاعلاميين او اشخاص وعلى الفيديوهات وبلهجة عربية يبدا الواحد منهم بالتحليلات وتبدأ تلك الحلقات البرامجية ويبدا من خلالها رمي الاسئلة المشككة بالاردن ونظامه او قواته الامنية اوقيادته ومواقفه من بعض القضايا ، وبدون النظر إلى الفيديو او البرنامج بكونه قد تم بثه على قناة تابعة للدولة او الجهة التي بثته، نجد وفي جميع الاحوال ان لها خط تحريري محدد، يسقطنا في مطبات تشكيكية من المفترض أن نكون في غنى عنها، لذلك فمن العار أن نردد كل شيء يقدم الينا اعلاميا كما لو كان نشيدا من اناشيد الاطفال المعروف..

وهناك قنوات ومواقع اليكترونية خارجية تابعة لدولة او جهة معينة ، او لجماعة حاقدة تغذيها جهات خارجية كالصهيونية ... بل تابعة تحديدا للدولة التي تبث هذه الفبركات من البرامج واللقاءات مدفوعة الاجر والاتعاب ، ومع انها تشتغل بموارد تلك الدولة، وهذا ليس كلامنا، بل كلام القناة نفسها، ويمكن الرجوع بكل بساطة الى الموقع الالكتروني الرسمي للقناة ستجدون هذا بكل وضوح، هم لا يخفون ذلك، فاننا للاسف ومع كل هذا فنحن الذين نردد ونستهلك ما يبثونه فقط دون بحث ولا معرفة. فمثلا في الموقع الرسمي لبعض القنوات خارج الاردن تؤازرها مواقع خاصة، وفي ملفها الصحافي ستجدون ما يأتي: \\\\\\\\\\\\\\\"تبث مثلا القناة الفلانية او الموقع الفلاني برامجها او اخبار ذلك الموقع من دولة ما برؤية تلك الدولة لأحداث العالم\\\\\\\\\\\\\\\" وهكذا في قنوات ومواقع كثيرة .

هذه القنوات والمواقع الاخبارية تقول بالواضح والمكشوف عن نفسها أنها قناة تبث برامجها برؤية عربية لأحداث العالم، وتصدر عن مجموعة \\\\\\\\\\\\\\\"اعلام عدو عالمي\\\\\\\\\\\\\\\" والمملوكة للدولة الفلانية ، واصدقاؤنا وصديقاتنا، يقولون بان تلك القتاة او ذلك الموقع قناة محايدة وموقع محايد وتعاملت مثلا مع بعض الحراكات بالشارع الاردني كما حدث مؤخرا على الدوار الرابع بموضوعية ووو...؟؟؟

ان القول أن هذه القناة او هذا الموقع الاليكتروني تعامل او تعاملت مع حراك الشارع الاردني على سبيل المثال بحياد وموضوعية، يستتبعه القول أيضا أن المعلقين تعاملوا مع هذا الحراك بحياد وموضوعية ايضا ، فهل هذا صحيح؟ أم أن هناك من قد يقول أن القناة او هذا الموقع يعمل لاجندة خاصة بهما يعارض التوجه الرسمي للاردن وفيه شبهات واضحة لضرب الوحدة بين الشعب وجميع مكوناته ؟

ونحن في مثل هذه الحالات امام هذا الارتفاع والتفنن في سقف الاتهامات والشائعات التي بدات بكثرة ضد الاردن نعلم أن الدولة الاردنية وللاسف لم تصدر أي رد فعل اعلامي رسمي يشرح الحقائق ويبطل تلك الاكاذيب وهذه الادعاءات المزيفة التي صدرت من هذه القنوات وهذه المواقع بعد بثها، وهو ما يعني ضعفا ملحوظا في منظومتنا واجهزتنا الاعلامية الرسمية او موافقة مواقعنا الاليكترونية الخاصة موافقة تامة عليها، بمعنى مثلا، كان لا بد من استحضار بان الرأي العام الاردني عرف ان الملك كان في اجازته السنوية الخاصة وكان على اتصال بوطنه ومتابع لكل صغيرة وكبيرة فيه ، او استحضار موقف الملك الثابت من القضية الفلسطينية وما يتبعها من تحليلات بشكل عالم ، وراينا كيف اشعلت بعض المصادر الاعلامية وجندت لها من الاقلام مدفوعة الثمن وما بثته من اشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي .. اشاعات تخلو من اي خلق انساني وسياسي على جلالة الملك والعائلة الهاشمية بعد زيارته الاخيرة للولايات المتحدة ، وحينها كيف تم نقلهم كذبا وزورا للنظرة عن رحلة الملك وموقفه مما يحدث .

وعليه ما دام الأمر هكذا، هل يجب مقاطعة تلك القنوات وتلك المواقع الاليكترونية؟ الجواب طبعا لا، ولا احد طالب بذلك، بل المطلوب هو التعامل بحذر مع هذه القنوات وهؤلاء الاشخاص الذين يظهرون على الفيديوهات ومواقع التواصل والفيسبوك بين الفينة والاخرى ، والتعامل معهم بحذر يعني التعامل معهم وانت تدرك أنها قنوات ومواقع اخبارية وفيديوهات ناطقة باسم دول وجماعات معادية لنا لا تقل خطورتها عن خطورة الجماعات الارهابية ، أي أنها تشتغل وفق اجندة ومصلحة الدولة او الجهة التي تعمل لها ، عندما يكون لديك هذا الوضوح في ذهنك، يكون تدخلك في القناة او الموقع موجها ومفكرا به ، كما أن القناة نفسها موجهة ولها أجندة تخدمها.

يمكن للقناة او الموقع الاخباري أن يستضيفو كبار المسؤولين ويمكن أن يستضيفو معارضين الارض، ويمكن ويمكن، لكن لا شيء من هذا ينزع عنها الصفة التي تشتغل بها والتي تعلنها بوضوح، وهي قناة تقدم أحداث العالم برؤية عدائية .

وبناء على ما سبق، فأن النظر إلى حلقة في هذه القنوات او الاستماع الى بعض المتكلمين باللغة العربية على الفيديوهات او الفيس بوك دون استحضارهذا السياق، يعتبر سذاجة ودروشة، ان لم تكن بلادة وغباء، فلا شيء مجاني كله مدفوع الثمن ، خاصة في مجال الاعلام وصناعة الرأي، من السذاجة القاتلة الاعتقاد أن دولة ما خصصت عبر قنواتها حلقة او حلقات حول الاردن في هذا التوقيت بالذات، بعد أيام من رجوع الملك من سفره ، او بعد أيام من مسيرة حدثت بالاردن ، هكذا لله في سبيل الله، لا تريد جزاء ولا شكورا ولا مصلحة ولا شيء...

لذلك الرجاء لا تتلقو الاخبار كما كان يتلقى الطفل قطعة حلوى، انفضوا اذانكم ولا تعطو العنان لاسماعكم ، وتمردوا على الاشاعات ، فالان تيسرت سبل الوصول الى الكثير من المعلومات دون مشقة ودون انفاق مادي، فقط بقليل من المجهود والبحث لا غير، بامكانكم أن تصلوا الى الحقيقة .. حقيقة من يريد بكم السوء وهو المراد لهم ...

تنويه: المرجو القيام بتجربة بسيطة ، حاولوا أن تعيدوا مشاهدة ما كان يتقول به هؤلاء في قنواتهم ومواقعهم الاخبارية وانتم تستحضرون هذه المعطيات الواردة في المقال ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات