الفساد


كلمة غزت المجتمعات والمجالس ومواقع التواصل الاجتماعي’ لم تكن موجودة بكثرة في الأزمان الماضية ولم يذيع صيتها كما هو الآن...
حديث الساعة لا تكاد تخلو جلسة إلا ويتم التعرض فيها إلى هذا المفهوم وكلما ذكرت كلمة فساد شخصت أبصار قائليها إلى علية القوم فأصبح الاتهام يطال اغلب الناس ولا ينجو منها أو من غبارها احد حتى صار علية القوم كل منهما يتهم الأخر إما همزا أو لمزا وهذا والله أمر خطير على المجتمع والأمة.
ولكن:
..أليس الفساد مرضا فتاكا انتشر في المجتمع الحاضر ونخر اللحم والعظم وأصبح على لسان الصغير والكبير ..
ولا بد لي في هذا المقام أن اذكر أركان أخرى من الفساد الضارب على أكثر أركان الوطن والشعب ومثال على ذلك ما يلي :
أليس فسادا أن يترك الموظف مكان عمله والتحايل على مسوؤله وقضاء معظم الوقت في تقليب وسائل التواصل الاجتماعي وينهمك بالتصفح ويترك المراجع يقف فوق رأسه لوقت طويل وإذا تكلم المراجع سمع من الموظف ما لا يرضيه.
أليس فسادا أن يحاول الموظف بشتى الطرق والأساليب الخادعة للحصول على إجازات مرضية لا يستحقها لقضاء إعمالا خاصة به
أليس فسادا استعمال مرافق الدولة ويستبيح ممتلكات الدائرة التي يعمل بها الموظف لأمره الخاص
أليس فسادا الحصول على الحوافز والعمل الإضافي وصاحب الطلب لا يعمل ولا يتأخر للعمل بأجرة العمل الإضافي المدفوع ثمنه من الدولة
أليس فسادا وحراما أن يترك الطبيب الاختصاصي المناوب مكان عمله ويترك أرواحا يأن أصحابها ويكون تاركا لعمله فارا منه إلى بيته أو سهرة أو قضاء حاجة خاصة به
أليس فسادا استخدام السيارات الحكومية ووقودها لمصلحة فردية خاصة
أليس فسادا أن يكون حراس المدارس حراسا لها وهم في بيوتهم تاركين عملهم ولا يجدون من يتابعهم بأمانة وإخلاص
أليس فسادا أن تكتب التقارير الطبية وإعطاء البعض منها لمن لا يستحقها والتي يترتب عليها إعفاءات جمركية وأموال طائلة من شركات التأمين
أليس فسادا أن تعبد الشوارع في بعض المناطق ولا يمضي على صلاحيتها أكثر من عام فتجد الحفر والجور وقد أكلت من التعبيد ما جعلها عائقا على المسير أكثر مما كانت عليه قبل التزفيت.
أليس فسادا أن تقدم الخدمات سواء من البلديات أو الأشغال او الدوائر الخدمية للمعارف والأصحاب وترك أصحاب الحاجة الذين ليس لديهم من يبحث عن حقهم الضائع
أليس فسادا ان يترك إمام المسجد عمله بدون إذن رسمي ويغيب عن عمله الذي لم يكن يحصل عليه إلا بشق الأنفس ضاربا بالقوانين والأنظمة عرض الحائط
أود ممن يتكلم عن الفساد أن ينظر إلى نفسه اولا فإن وجد نفسه صالحا في عمله وبيته ومسلكه وحديثه فليتكلم بما يشاء شرط أن يمسك الدليل الكافي لاتهام الآخرين .
هذا بعض من كل فجيوب الفساد منتشرة في أزقة الطرقات وفي الضمائر الميتة أصحابها وفي أنفس الذين لا يتقون الله ولو طبقنا مقولة (أصلح نفسك يصلح المجتمع )لتسارع الإصلاح في معظم أركان الحياة ولتلاشى الفساد الجاثم على صدورنا شيئا فشيئا ولتنفسنا الصعداء .
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال أحبتنا والمسلمين أجمعين وأن يحفظ الله الوطن وقائد الوطن للعمل بما يرضيه ولنعد إلى ديننا وعقيدتنا التي يصلح بها كل أمور الحياة ...(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات