عودة اللاجئين السوريين بين الإجبار والتخيير!


أطلقت روسيا مبادرة كبرى للمساعدة على عودة اللاجئين السوريين، والذين يبلغ عددهم في خارج دولتهم نحو (7) ملايين شخص تقريبا, وتعتبر روسيا عودة اللاجئين السوريين إلى الوطن الام من أهم مسائل التسوية الضرورية في المرحلة الحالية في سوريا، حيث تمكّن الجيش السوري بمساعدة القوات الجوية الفضائية الروسية والحلفاء من تحرير معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة مسلحي التنظيمات الإرهابية, وتبذل وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان جهودا حثيثة ومكثفة في هذا الاتجاه، حيث تم إنشاء مقر للتنسيق المشترك بين الوزارتين، ومن المقرر توسيعه لاحقا ليضم مسؤولين من هيئات ومنظمات ووزارات روسية أخرى، وربما ممثلين عن دول أجنبية ومنظمات دولية عديدة.

ومن هذا المنطلق فان ملف جميع حيثيات عودة اللاجئين السوريين اصبحت بأيادي روسية, ويبدو ان خطة عودتهم قد اكتملت او على وشك ان تكتمل بعد الهدوء النسبي الذي خيّم على معظم الاراضي السورية, والمتأمل لهذا الملف يجد ان حيثيات عودة اللاجئين السوريين لها ثلاث مداخل رئيسية تتمثل في اولا الدولة الام (سوريا), وثانيا الدولة المستضيفة(...), وثالثا الدولة الراعية لذلك (روسيا), ولكل دولة مستضيفة (...) سياستها وقراراتها المستقلة في ترتيب اوراق العودة من حيث الإجبار او التخيير لمثل هذا الامر الهام والحساس في آن واحد لاعتبارات عديدة يعرفها الجميع.

الاردن بسياسته الخارجية المعتدلة مع جميع الاطراف المعنية والمستقلة في جوهرها قد حسم الموقف, بعد ان درس ملف هؤلاء اللاجئين السوريين بعمق وتروي ثم اقترب من اتخاذ قرار مفاده: اننا في الاردن نريد عودة اللاجئين السوريين مع عدم اجبارهم على ذلك,..هذا القرار الناضج المكتمل يحمل في طياته الكثير من الابعاد الانسانية والامنية بكل ما تحمل هذه الابعاد من معاني ودلالات,...فمن بين هؤلاء اللاجئين فارين قصرا ومتهمين ومطلوبين الى غير ذلك قضايا لدولتهم الام (سوريا), ومن بين هؤلاء ايضا من دخلوا الى الدول المستضيفة(...) بطريق رسمية وربما بطرق غير رسمية, ثم من بين هؤلاء اللاجئين اشخاص اصبح لديهم ارتباطات تجارية واقتصادية كمستثمرين وارباب عمل في الدول المستضيفة(...), ناهيك عن الارتباطات الاجتماعية وان قل حجمها, كل ذلك يحتاج الى سياسة عودة لهؤلاء اللاجئين بحيث تكون مدروسة ومتأنية وفق مراحل مجدولة زمنيا.

ومن خلال مكانة الاردن الدولية والمرموقة بين الدول فان الاردن يعي كل الوعي ضرورة التنسيق المشترك والهادف بين الدولة الام (سوريا), والدولة الراعية لذلك وهي (روسيا), ..نعم الاردن يعي كل ذلك في ضوء رغبة الاردن في عودة اللاجئين السوريين لوطنهم مع عدم اجبارهم على ذلك حفاظا على الابعاد الانسانية والامنية سابقة الذكر في هذا الاطار,..كيف لا والاردن يحمل اكبر خبرة وتجربة على ارض الواقع في المنطقة باسرها في موضوع اللاجئين والتحديات التي تواجههم, وهنا ينبغي على الدول المعنية ان تستفيد وتستثمر ما امكن هذه الخبرة والتجربة التي يمتلكها الاردن منذُ عقود طويلة.

بقي ان نقول على المجتمع الدولي ان يفكر جديا بمنح الاردن شهادة تقدير وحسن استضافة على ما قدمه من خدمات انسانية واجتماعية وخدمات امنية لللاجئين بشكل عام, ولللاجئين السوريين بشكل خاص, وان تقارير واحصاءات المنظمات الانسانية والهيئات الدولية تشهد على كل تفاصيل ذلك, حيث كانت تلك المنظمات والهيئات في زيارات دورية ومستمرة على مدار الساعة لاماكن تواجد هؤلاء اللاجئين والتي اظهرت معها مدى وحجم تعاون الاردن في هذا المجال رغم شح الموارد وقلتها ورغم تراجع المساعدات الخارجية للأسف الشديد, مع ذلك بقي الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وعلى الدوام يقدم الكثير الكثر, وما زال...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات