"هانز شتينينجر" .. الرجل الذي قتلته لحيته


جراسا -

تشتهر بلدة برونو في النمسا بأنها مسقط رأس السياسي النازي "أدولف هتلر"، لكن يحرص سكان ومسئولو البلدة بأن يتذكر العالم اسم البلدة بأحداث وأسماء أقل عدوانية، كوفاة هانز شتينينجر، الرجل ذي اللحية الطويلة الذي قتلته لحيته على سبيل المثال.

كان "هانز شتينينجر" عمدة مدينة "برونرو" يحظى بشعبية كبيرة، فقد ولد في عام 1508، وبمجرد أن وصل إلى منصب عمدة المدينة فاز باحترام وحب شعبه وتم انتخابه 6 مرات.

ورغم ذلك لم يُعرف الكثير عن حياته ودوره كزعيم من القرن السادس عشر، إلا أن شعر وجهه كان مثيرا للإعجاب، وهو السبب في شهرته بعد وفاته حتى الآن.

اهتم "شتينينجر" بشعر لحيته بشكل بالغ، وتمكن بعد سنوات من العمل المضني والتفاني أن يحصل على لقب صاحب أطول لحية في العالم بعدما وصلت تقريبا إلى أطراف أصابع قدميه.

بلغ طول لحية "شتينينجر" نحو 1.5 متر تقريبا، ولذلك اعتاد على لف شعر لحيته وربطها ووضعها بدقة داخل جيبه حتى لا يتعثر أثناء سيره.

لكن لسوء الحظ، كانت نهاية عمدة المدينة المشينة على يد لحيته.

ففي يوم 28 سبتمبر عام 1567، اندلع حريق ضخم في المدينة تسبب في حالة من الذعر العام وسط السكان، وكونه رئيس المدينة، خرج " شتينينجر" إلى مكان الحريق وأثناء محاولته الركض لتهدئة الوضع، خرجت لحيته من جيبه الصغير.

وفي خضم الفوضى وصعوبة السيطرة على المدينة المشتعلة، لم يكترث " شتينينجر" للحيته واكتفى بإبعادها عن طريقه. وكان ذلك سبب فقدانه حياته.

فوفقا للروايات التي انتشرت في ذلك الوقت، أوضحت أن " شتينينجر" كان يقف أعلى درج وبسبب الفوضى في المكان تعثر في لحيته عن طريق الخطأ، إذ انزلق حتى آخر درجات السلم، وأسفر ذلك عن كسر رقبته، ومقتله على الفور من إثر الإصابة.

وبعد وفاته، أقامت المدينة نصبا ضخما لـ" شتينينجر" من الحجر على الجدران الخارجية لكنيسة سانت ستيفان لتخليد ذكراه إلى الأبد.

ويبدو أن التمثال لم يكن كافيا لتذكير السكان والسياح بتضحياته، فقد قام سكان المدينة بقص لحيته الجميلة قبل دفنه واحتفظت بها العائلة لفترة طويلة.

وفي عام 1911، أخذت مدينة برونو اللحية وتم وضعها في صندوق زجاجي طويل في المتحف التاريخي للمدينة؛ لتصبح إرثا يعتز به المدينة.

وبعد أكثر من 450 عاما من وفاته، لا تزال لحيته تحظى بشعبية كبيرة وتستقطب السياح من جميع أنحاء العالم، فهي معروضة حاليا في متحف " Herzogsburg "بجانب كنيسة سانت ستيفان في بلدة برونو على الحدود النمساوية الألمانية.

ومنذ ذلك الوقت، تحولت لحية " شتينينجر" إلى قطعة فنية ويتم الحفاظ عليها كيميائيا حتى تتمكن الأجيال القادمة من معرفة وتقدير هذه القصة المحلية المثيرة.

ويمكن القول أن لحية " شتينينجر" تركت أثرا بالغا في عدد من أعمال العديد من الفنانين، فقد ظهرت في عمل من للفنان أنطوان فرانسوا لومت في عام 1807 عندما كان ضابطا في بافاريا.

كما يضم متحف اللوفر في باريس لوحة صغير لرسام ألماني غير معروف يظهر فيها " شتينينجر" أمام منظر طبيعي جبلي.

ويحتفظ أرشيف مدينة كيمتن بلوحة زيتية بالحجم الطبيعي لعمدة بورنو، وهناك المزيد من الصور في متحف " Munich Residence" وفي ألتنبرج في بامبرج.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات