نشاهد يوميا مواكب الخريجين تجوب شوارع المملكة وتجد الأفراح تعم الشوارع والميادين والمضافات والبيوت .
فرحة الأهل والأصدقاء لا تقدر بثمن بتخرج أحد أفراد العائلة وحصوله على الشهادة العلمية . ونبارك لكل أبناء الوطن تخرجهم .
بعد التخرج يا فرحة ما تمت حيث تبدأ مرحلة البطالة والمعاناة في البحث عن وظيفة أو أي عمل من أجل أن يؤمن ذلك الخريج مستقبلة المظلم .
انتقل الخريجين من مرحلة مواكب الخريجين الى مواكب العاطلين عن العمل والبطالة المقننة ، وبدأ الخريج وأهله المرحلة الأصعب ، بعد مرحلة المعاناة والمصاريف والاستدانة من البنوك وبيع الأرض التي حيلتهم من أجل تسديد رسوم الجامعات وأثمان ساعاتها الباهظة ، يستدين ولي الأمر ويدفع ما حيلته لكي يتمكن ولده من إكمال متطلبات الجامعة التي أثقلت كاهله وقصمت ظهره . ولا ندري لماذا كل حكومات العالم تدرس أبناءها مجانا إلا حكوماتنا المتتالية والتي استنزفت كل مقدرات الوطن وخصخصت كل مؤسساته وسمسرت وباعت كل مقدراته . وفوق هذا وذاك لا تجد أي معاملة يقوم بها المواطن إلا ويدفع ضريبة تسمى ( ضريبة جامعات ) .
انتهت مرحلة الجامعة وبدأت المرحلة الأصعب والأهم في حياة الأبناء وهي مرحلة البطالة ومرحلة البحث عن الوظيفة ومرحلة السهر للفجر ومرحلة النوم نهارا . وربما تبدأ عند الشباب مرحلة المخدرات وتعاطي المسكرات .
ولي الأمر الفقير دفع دم قلبه حتى يكمل أبناءه المرحلة الأهم في حياتهم ، وابناء المتنفذين يدرسون على حساب الدولة مجانا وفي أحسن التخصصات وأحسن الجامعات ، لماذا إبن الفقير والمعدوم يدرس على حساب والده وأبناء الأغنياء والمتنفذين والفاسدين الذين استنزفوا أموال الوطن وباعوا مقدراته يدرسون في أحسن الجامعات الأجنبية وبرواتب من الدولة . وعند التخرج أحسن الوظائف جاهزة ومفصلة على مقاسهم وأعلى الرواتب .
أحد المتنفذين والذي يعمل في موقع هام درس المئات من محاسيبه وأقربائه مجانا وبرواتب شهرية ، بينما أبناء الكادحين والذي معدلاتهم أكثر من معدلات أقربائه رفض مساعدتهم بحجة الأقربون أولى بالمعروف . وهذا هو حال هذا الوطن ( الغني بغنوله والفقير كما يقال بطقعوله ) .
نظرة عطف من المسؤولين الى آلاف الخريجين والخريجات لتأمين وظيفة يسدون فيها رمق عيشهم كما أبناء الفاسدين المتنفذين الذين نهبوا الوطن وباعوا مقدراته . ولو لم تباع مؤسسات الوطن لربما وجد الفقير الخريج المعدم وظيفة تساعده في تأمين مستقبله والعيش بحياة حرة وكريمة .
حماك الله يا وطني وحمى مليكنا المفدى وكل الغيارى على هذا الوطن العزيز .
والله من وراء القصد .....