كاد المعلم ان يكون رسولا


قال الله تعالى في كتابه الكريم في اول نزول القرآن :

( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان مالم يعلم ) . صدق الله العظيم

وقال الشاعر في ابياته :

( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا )

هذه الاية الكريمة ومن ثم الابيات الشعرية يتبين اهمية المعلم والمعلم و مكانته المرموقة وجميعنا قرأنا كيف ان رسول الله محمد ( ص) طلب من كل اسير تعليم ابناء المسلمين كشرط لفك اسره ان كل ذلك يدل على مدى اهتمام الدين الاسلامي الحنيف بالتعليم وشبهت رسالة المعلم برسالة الانبياء والرسل .
تبقى مكانة المعلم مرموقة على مدى السنين فلايجوز لاحد ان يحرف هذه الرسالة او ينقص من اهميتها ولكن لابد لنا ان نشير الى بعض السلبيات التي نراها ونقرأ عنها بين الحين والاخر وخاصة بعد انتشار ظاهرة التدريس الخصوصي لجميع مراحل التعليم فلم نكن نسمع في الماضي بشيء اسمه درس خصوصي سواءا كان السبب وضعنا المادي أو كان المعلم يعطي للطالب حقه في المادة وكان الطلاب جادين في تحصيلهم العلمي ولم يكن احد من اولياء الامور يستطيع ان يخترق حرمة المدرسة الا لمتابعة ابنه او إبنته وللاستاذ هيبته حتى وهو خارج اسوار المدرسة .

لقد انتشر التدريس الخصوصي بطريقة اصبح ظاهرة لابد ان تقف عند حدها لان ابناؤنا عندما يتم ارسالهم الى المدرسة فمن حقهم ان يأخذوا مايستحقون من العلم حتى ولو ادى بالمعلم اعادة شرح المادة مرة او مرتين حتى يفهم الجميع لا ان ياخذ الطالب حقه في التعليم عندما يدفع ثمن الدرس الخصوصي والمفارقة ان معلم المادة هو من يعطي ذلك الدرس – وهنا لابد من طرح سؤال كيف يستطيع الطالب ان يفهم في الدرس الخصوصي ولايفهم في صفه ؟؟!!

طبعا قد يكون الجواب عند البعض بان عدد الطلاب في الحصة الواحدة كبيرا فلايستطيع المعلم ان يلبي حاجة كل هذا العدد مع مراعاة وقت الحصة ؟؟ وانا اسأل هنا سؤالا كيف كان المعلم سابقا يستطيع ان يعطي كل مالديه من المادة ويفهم الطلاب مع ان العدد كان اكبر بكثير مما هو عليه الان ؟؟ .

المدرسة في هذه الايام اصبحت كانها عمل روتيني يذهب الطالب صباحا ويعود في نهاية الدوام دون ان يحصل على شيئا من العلم حتى يهيأ نفسه للذهاب الى الحصة عند المدرس الخصوصي مما افقد الطالب حبه للمدرسة واصبح الكل ينظر الى المعلم على انه تاجر همه جني الارباح .

ومن هذا المنبر الصحفي ادعو وزارة التربية والتعليم بضرورة اخذ دورها الحقيقي في رقابة المدارس وتقييم المعلمين على اساس صحيح وان يكون هناك عدالة في تحسين الوضع المادي للمعلم وهو الذي صرف المال الكثير من اجل ان يحصل على هذه المهنة التي نعتز بها وان لانتركها بيد تعبث بها وتحيد المعلم عن رسالته العلمية من اجل تخريج شباب يمكن لبلدنا ان تعتمد عليهم في البناء و التكنلوجيا وخاصة ان ثورة العلم اصبحت سريعة ونقدر ونعتز بحماس قيادتنا الشابة للنهوض بالشعب الاردني ووضعه في مكانة تليق به بين الامم ، ولابد ان نعلم ان بعض الدول مثل امريكا تنحني امام ارادة الشعب الياباني والصيني لاصراره على احراز المراتب الاولى علميا وتكنلوجيا .

 rabeh_baker@yahoo.com



تعليقات القراء

حازم الريموني
اولا : الكثير من المعلمين لا يقبلون ان يعطوا طلابهم حصص خصوصية.
ثانيا: ما السبب الذي جعل المعلم يبحث عن الخصوصي اليس وضعه المادي المتردي جدا.
ثالثا: ان ارى من حق المعلم اعطاء الحصص الخصوصية لانها انسب له من ان يفتح سوبر ماركت او يعمل سائق تكسي بعد الدوام.
رابعا: اتمنى الاهتمام بالمعلم وتحسين وضعه والا فقدتم الجيل باكمله
16-11-2008 10:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات