الدولة المدنية يا دولة الرئيس الرزاز !؟


بعيدا عن إصدار الحكم المطلق على حكومة الرزاز التي أعلن عن تشكيلتها اليوم وتم حسم الأمر بعد انتظار طويل و ليس بالمرير على ما يبدو ، ها قد جاءت ردة الفعل الشعبية وقالت بخيبة الأمل لمجرد اعادة الثقة بما يقارب نصف حكومة الرئيس المخلوع والأمر أكبر من اختزال الامر ببضعة وجوه وأسماء اضحى الشارع الأردني بمكوناته الرسمية والشعبية يفقد الثقة بهم وبعملهم حتى لو جاءوا في حكومة يقودها عمر بن الخطاب .

عشرة ايام متواصلة في اللويبدة كانت مخيبة للأمال والأحلام وما تحدث به الرزاز خلال لقاءه مع الاحزاب بأن اختيار طاقم الحكومة على مبدأ التكنوقراط فقط لا يمكن تحقيقه ! و قد اتضحت اليوم دوافع ذلك التصريح ، وانا من جهتي لن اخوض في جدلية الاعتراض على تشكيلة الحكومة لمجرد اختيار معظم اعضاءها من فئة عمرية لا تمثل الشباب الحاضر والمشرق من ابناء هذا الجيل ، ولن اخوض ايضا في الصدفة التي منحت حقائب وزارية لبعض اركان المؤسسة البنكية التي انتسب اليها الرئيس سابقا ، ولن اخوض في المصادفة التي جعلت أنسباء واقرباء أحد اصحاب المعالي يتوزرون تباعا وبالترتيب ، ولن اخوض في تلك التكنوقراطية العظيمة حين يتم توزير طبيب واستاذ احياء دقيقة ومختبرات لتسلم زمام حقيبة وزارة حساسة وخطيرة بحجم وزارة التربية والتعليم ..... ولن ولن !!

الامر الوحيد الذي اثار فضولي واستغرابي هو غياب فكرة الدولة المدنية وايقونة العقد الاجتماعي التي كان يتغنى بها دولة الرئيس في معظم خطاباته وكتاباته ، ولا ادري ان كان مفهوم الدولة المدنية رديفا للدولة الأمنية ؟
أوليست الدولة المدنية يا دولة الرئيس هي تلك الدولة التي لا يفرض فيها اي وصاية ورعاية وولاية مطلقة لأي طرف دون الاخر على مقدرات تلك الدولة وقراراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟
فاي دولة مدنية تلك التي تحققت في تشكيلة الحكومة وقد ظهر بشكل واضح ان فرض بعض الاسماء عليها كان ثوبا يلازمها ويطارحها القرار ؟!
أوليست الدولة المدنية هي تلك الدولة التي تختار قياداتها بناءا على عطاءهم وعملهم وخبرتهم فقط ؟
فأي دولة مدنية تلك التي تحققت اليوم وقد أسندت الحقائب لغير أهلها وتم سحق وسفك دماء فكرة التكنوقراطية وهي أبرز اعمدة الدولة المدنية !؟

اختصرت الكثير ولا اريد الاطالة وليس لدي ما أقوله للشعب الأردني العظيم الا أمرا واحدا فقط ، نهج الوصاية على الحكومات لم ينتهي بعد !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات