محاذير رفع سقف التوقعات بالحكومة


أسوأ فخ قد تقع فيه حكومة الدكتور عمر الرزاز، ونقع فيه معها، أن يُرفع سقف توقعات الناس المحبطين فيها، وتُبنى لهم قصور في الهواء، سرعان ما يبخّرها الواقع الاقتصادي الذي يفرض نفسه على الارض بأحكام شئنا أم أبينا..

رفع سقف التوقعات، يوازيه قدره من الخذلان لاحقاً، لمن ظن أن الانفراج يقف خلف الباب، وأن الحكومة قادمة بعصا سحرية، قادرة على تغيير الاوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين، بطرفة عين وأختها.

نعم، نحن بحاجة الى تعبيد الطريق أمام الحكومة القادمة، والتبشير بها لا التنفير منها، انما المغالاة بتضخيمها وتفخيمها، يحمّلها ما لن تقدر على حمله، ويهيىء الشارع لترقب تغير ملموس سريع، وهو أمر من الصعب على أي حكومة اجتراحه، في ظل مديونية كبيرة ترزح تحت وطأتها الدولة، وتحديات اقتصادية شائكة يعلمها القاصي والداني.

وسلفاً، فإن الحكومة قيد التشكيل، لن تحمل في طياتها أسماء خارقة، ولا حلولاً سريعة التحضير، ولن يكون فيها (سوبر مان)، والموجود في القدر ستغرف منه الملعقة، وحارتنا ضيقة، والكل يعرف الكل، ويعلم حجم المشكلة، مثلما يعلم أزمة النخب الغائبة.

مبدئياً، فإن اشتباك الرأي العام مع الحكومة، سينشب منذ اللحظة الأولى لاعلان أسماء وزرائها، وهو مشهد حضاري صحي بالمطلق، فالرضى الشعبي المطلق حلم، هيهات تطاله حكومة، في خضم عوالم رقمية أصبحت تشكل رأيها العام، بنقرة أصبع، ونحّت وراء ظهرها وسائل الاعلام التعبوية التقليدية الفارغة.

الاشتباك النيابي، بدأ فعلاً مع الرئيس الرزاز بالأمس، بعد أن تأخر على حضور اجتماع معهم، فصدحت حناجر بعضهم، وملأوا ممرات المجلس هديراً وضجيجاً ، وأرعدوا وأزبدوا، وانسحب منهم من انسحب، في مشهد مسرحي ساذج غير موفق كالعادة، بدا كلفت انتباه للرئيس لا أكثر، ضمن تقليد نيابي مكشوف ينتهجه البعض مفاده: ناكف .. لتحظى باهتمام أكبر!

المواطن البسيط، لا يريد من الحكومة القادمة شيئاً سوى تفهم همومه وأوجاعه، وتقدّر حجم الضغوط التي حمّلته اياه حكومات ولّت وخلفت وراءها وعودها بقادم أفضل، وتبتعد عن سياسات اللف والدوران التي سادت، وتدرك أن وعي الاردنيين قد بلغ ذروته، وأن التعامل معهم بعقلية «أبو حنيك»، وصفة ما عاد أحد يتقبلها، وانتهت صلاحيتها منذ أزمنة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات