من يحمي الشعب من الشعب .. ؟


الشعب بحاجة لمن يحميه من نفسه ...فهو يفيق في الصباح ..وهذا خطأ ..يجب ألاّ يفيق ..!! والشعب يذهب للعمل ..وهذا إجرام ..يجب ألاّ يعمل ..!! والشعب يركب مواصلات ويتشعبط باصات ويتهاوش على دور السرفيس ..وهذا تخلّف؛ يجب أن يمشي مشياً ..!! والشعب يرد السلام على بعضه والكشرة تعزف موسيقى ( اعرفْ على مين تسلِّم ) ..!!
الشعب؛ الشعب ..كلمة صغيرة جدا لمجاميع كبيرة جدا..!! هذه الكلمة التي تتنافس عليها الحكومات والبرلمانات والتجار والفنانون والشعراء والكتّاب ومصاصو الدماء؛ وآكلو لحوم البشر ..!! إلا الشعب ..فهو الوحيد عند حزّها ولزّها لا يعلم أنه شعب ..يفكر حالو حد ثاني ..!!
كل الحكومات تدعي أنها شعبية ..كل النواب يدعون أنهم شعبيون ..كل الكتاب يكتبون للشعب لأنهم منه..كل التجار يقولون أن جهنم أسعارهم شعبية ..تنزيلات في كل اتجاه ..ولكنها تنزيلات مُلتهبة ..تنزيلات لا تنزل إلى مستوى الشعب ..لأن الشعب ( وأقصد هنا الغالبية ) لا يدري عن تفاصيل ما يحدث معه .. ولكنه يشعر به فقط ...فالشعب لا يعرف لماذا ترتفع الأسعار على وجه الدقة ..؟ لكنه يشعر بذلك؛ كيف ؟ أنا أقول لكم ..كان بالأول : صعب أن يأكل كباباً مثلاً ..أما الآن فمستحيل ..!! مثال آخر ..بالأول : كان يحلم باقتناء سيارة بالأقساط ..أمّا اليوم يحلم بألاّ يتأخر وهو واقف على طابور الباص ..!!
و قِسْ على ذلك ما تريد من تفاصيل أخرى ..لماذا يحدث معه كل ذلك ..؟ لا أدري ..رغم أن هناك تنظيرات طويلة عريضة ..وأنا لا أصدّق منها إلا تنظيراً واحداً فقط وهو أن ( الحق على الشعب ) ..كيف ؟ ما بعرف أيضاً..!! ولكن الذي أعرفه ..أن الشعب رغم كل ذلك : ما زال يفيق في الصباح ..وما زال يذهب للعمل ..وما زال يرد السلام بكشرة جبصينيّة ...!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات