الشور وسيلة مثالية لغاية حتمية


في كثير من الأحيان تبحث كل أمة عن بلسم لجراحاتها حينما تتعرض إلى أزمات أخلاقية، أو عقائدية خاصة تلك التي تكون على خط تماس بحياتهم، و معتقداتهم الدينية، فعلى سبيل المثال – لا الحصر – ما مرت به أمتنا الإسلامية من فتن، و مشكلات اجتماعية، و أطروحات مزيفة، و شبهات منحرفة أرادت النيل منها، و بأي طريقة كانت المهم أن تحقق مرادها في تشويه أصالة دينها، و تطيح بكل ما يرتبط به من رموز مهمة تحمل الطابع الصحيح لهذا الدين الحنيف، فنرى دعاوى الإلحاد، و الإشراك في أن الإنسان هو أبن الطبيعة، و كذلك ضرب أبواب الفقه الإسلامي، ومن أوسع الأبواب لو صح التعبير، ومنها انتفاء الحاجة للخمس بذريعة أنه باب يختص بالحروب، و الغزوات ومع هذه الدعوات الضيقة الفكر، و الفارغة المحتوى، فلم يبقَ أدنى شك في ضرورة البحث عن الوسائل المثالية ذات المردود الإيجابي في مواجهة تلك الأفكار المنحرفة، و العقائد الفاسدة، و التصدي لها بكل حزم من جهة، و الوقوف بوجه الفساد الأخلاقي، و الانحراف النفسي الذي بدأ يدب في صفوف الشباب، وما يحصل فيه من رواج للمخدرات و انتشارها بشكل مخيف، و أيضاً جر هذه الشريحة نحو مستنقعات الدعارة، و الزنا بحجة الترفيه عن النفس، و لسد حاجة الغرائز المتكررة في طبيعة الشاب كونه إنسان يتعرض لها بين الحين، و الآخر، وهذا ما دعا مشروع الشباب المسلم الواعي إلى النهوض بأعباء رسالة الإصلاح الجذري، فقد انبثقت مناهج رسالية إصلاحية تحاكي عقول الشباب، و تعمل على تصحيح معتقداتهم، و تأخذ بيدهم نحو بر الأمن، و الأمان فاختارت طور الشور ليكون لها فاتحة خير لمشروعها الإنساني، و منهاج لنشر مبادئ، و قيم الوسطية، و الاعتدال، و صوت حق في إيصال التقوى، و الإيمان، و الأخلاق الفضلى حينما خصت تلك المجالس الوسطية، و الاعتدال بحيز كبير من اهتماماتها، و انشغالاتها إلى الحد الذي دفع بها إلى عدها موضوع التربية الأخلاقية، و الثقافية، و الأدبية الجوهر الأساس لإقامتها؛ لأهميتها في تحصين الفرد، و المجتمع، فقد اعتمدت في نهجها فلسفة أخلاقية تربوية بحراكها الذي شمل اغلب المدن العراقية، بل تعدا حدوده المحلية لفائدته الإصلاحية، و التعريفية، و التنويرية عالميا، باعتباره وسيلة مثالية لغاية حتمية، و هذه الغاية تقوائية وسطية أخلاقية تقويمية تطويرية تهدف إلى انتشال الشباب من براثن الفتن الإلحادية، و الشذوذ الإباحية، فتحملت التوسط بين روادها، و محبيها، و العمل على تقريب وجهات النظر المختلفة، و المتخالفة في موضوعة الشور الفكرية و الأدبية، و الزمانية بتعايشهم، و تقاربهم، و مجادلتهم بالحسنى طِوال فترات تواجدهم القولي، و الأدائي، و الحركي الذي أجازه المحقق الصرخي شرعياً، و بين أهميته لغوياً، و بلاغياً، و أخلاقياً باستفتائه الموسوم ( الشور .. سين سين .. لي لي .. دي دي .. طمة طمة ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات