صورة الملك والامراء الهاشميين في مؤتمر "نصرة القدس" .. موقف للتاريخ ورسالة !

الملك عبدالله الثاني وسمو الامراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم في مدينة اسطنبول

جراسا -

محرر الشؤون السياسية - حملت مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني برفقة سمو الامراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم، في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي لنصرة القدس، التي عقدت في اسطنبول الجمعة، رسالة عميقة للغاية، وترجمة دقيقة وواضحة لمدى الارتباط التاريخي بين مدينة القدس المحتلة، والهاشميين، ومكانتها العظيمة في ضميرهم ووجدانهم.

الصورة التي جمعت جلالة الملك، وسمو اشقائه الامراء الاربعة، على هامش قمة القدس، كانت ابلغ من أي خطاب سياسي يمكن كتابته، وجسدت وصفاً دقيقاً للعلاقة التي تربط الاردن والهاشميين، بالمدينة المقدسة، الذين دأبوا منذ عهد الشريف حسين، وبواكير الدولة الاردنية، على رعايتها، والاهتمام بها، بدءأ من تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى كمنظمة إسلامية أهلية للحفاظ على تراث القدس الشريف سنة 1922، وامتداداً لمواقف الملك المؤسس عبدالله الاول الذي استشهد على عتبات المسجد الاقصى المبارك عام 1951، واستكمالا لنهج الملك الحسين، الذي رمم قبة الصخرة المشرفة، وشكل لجنة خاصة لاعمار المقدسات، وأولاها جل اهتمامه، وصولاً الى المواقف التاريخية للملك عبدالله الثاني تجاه فلسطين واهلها والمدينة المحتلة المقدسة.

وتزامنا مع قمة القدس في اسطنبول، شارك سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله في جلسة حول مكانة القدس في الإسلام  في عمان اليوم التي كتب عقب مشاركته بها منشورا على موقع انستغرام اكد فيه :  إن القدس أمانة في أعناقنا جميعا، وأن الانتهاكات التي تحدث بحق المدينة المقدسة وأهلنا في غزة هي جريمة بكل المقاييس والأعراف، واضاف : أن الأردن سيظل السند والظهير لفلسطين وأهلها على الدوام وستظل القدس عربية أبية.

جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده واشقاءه الامراء، اذ يستكملون مسيرة الهاشميين الغراء، في تقديم كل الدعم والامكانات للمدينة المقدسة المحتلة، واسناد اهلها، ومجابهة سلطات الاحتلال التي ما انفكت تحاول تهويدها.

جلالة الملك، أكد بجلاء ووضوح مطلق لا يقبل اللبس والتأويل في كلمته بمدينة اسطنبول اليوم، موقف الاردن الثابت من فلسطين، ومدينة القدس التي اكد انها مدينة محتلة، واصفاً قبلة المسلمين الاولى بأنها (توأم عمّان)، و(مفتاح السلام)، وجدد تأكيده الدائم على أن المنطقة "لن تنعم بالسلام الشامل إلا بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مبيناً جلالته ان "سبيل السلام الوحيد في المنطقة يكون بإنهاء الاحتلال"، و"قيام الدولة الفلسطينية المستقلة".

كما حدد جلالة الملك موقف الاردن الثابت من قرار الولايات المتحدة الامريكية نقل سفارتها الى مدينة القدس المحتلة، وبين مدى التبعات الخطيرة للقرار، مؤكداً جلالته ان القرار الامريكي قد أضعف ركائز السلام والاستقرار، وكرس الأحادية، وعمق اليأس لدى الشعوب الذي سيؤدي بشكل مؤكد لتولد العنف.

ووجه جلالة الملك في كلمته ثلاث رسائل واضحة للغاية، احداها الى كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي طالبه بوقف الاعتداءات والانتهاكات التي يمارسها ضد الفلسطينيين، واخرى الى الامتين العربية والاسلامية وطالبهما بضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني المحتل، وثالثة الى المجتمع الدولي الذي طالبه بتحمل مسؤولياته أمام التاريخ في حماية الشعب الفلسطيني.

اهم ما يمكن الاستدلال عليه من مؤتمر اسطنبول الاسلامي، الذي غابت عنه دول عربية وخليجية واسلامية، انه فرز المواقف العربية والاسلامية من مدينة القدس المحتلة ، وبين مكامن ضعفها وقوتها، وعرّى للشعوب العربية والاسلامية، مواقف قادة وانظمة من القضية المركزية الاولى لامتهم، مثلما تجلى فيه بشكل مؤكد، ان الاردن، منحاز بشكل كامل ومطلق للقضية الفلسطينية، ومعها، وللارث التاريخي لقيادته الهاشمية في المدينة المقدسة المحتلة، التي لن تهدأ بال شعوب الامة يوماً الا بتحريرها.



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات