منتخب الكرة يعاني غياب الأداء الجماعي والقائد الميداني والحلول الفردية وانخفاض اللياقة


جراسا -

الجمهور يهتف "كفاية.. حرام" وينتظر وقف التراجع قبل التصفيات الآسيوية
 عمان - أثارت الخسارة التي تعرض لها منتخبنا الوطني لكرة القدم امام مضيفه العماني 0/2، في اللقاء الودي الذي جمع بينهما في ملعب الشرطة يوم اول من امس.. اثارت سخط وغضب أنصار منتخبنا الوطني ذلك انها كانت نتاجا لأداء غير طيب وأمام منتخب غلبه منتخبنا 3/1 و3/0 في طهران ومسقط في آخر مواجهتين ودية ورسمية، وأمام منتخب يفتقد العديد من اركانه الاساسية المحترفة التي جلست تنظر لما تفعله الوجوه الجديدة بمنتخبنا!.
وبعيدا عن "جلد الذات" واستخدام المفردات اللغوية التي "تدغدغ عواطف الجمهور"، فإن ما يقدمه منتخبنا في المباريات الاخيرة، ما هو الا برهان قاطع على ان كرتنا الاردنية "تهرول الى الوراء" بخطوات متسارعة وتؤكد حقيقة التراجع المخيف لأداء ونتائج منتخباتنا، فقبل بضعة ايام سقط منتخب الشباب بـ"الضربة القاضية" في النهائيات الآسيوية وظهر بلا حول أو قوة، وقبلها كان المنتخب الاول ينتقل من انتكاسة تصفيات امم آسيا الى الانهيار في تصفيات المونديال، وحتى بطولة غرب آسيا لم يتحقق فيها اي شيء يبعث على الارتياح.
تواصل الإخفاق
بعد الاخفاق في تصفيات المونديال في نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي، اعتقد الكثيرون بأن "رياح التغيير ستهب على منتخبنا"، وبأن اتحاد الكرة سيسارع الى الاستعانة بمدير فني جديد خلفا للبرتغالي نيلو فينجادا، لكن الاخير استمر في المهمة ودخل منافسات غرب آسيا وكان يفترض ان يعود بلقبها لكن منتخبنا ترك اللقب للمنتخب الايراني واكتفى مكرها بالوصافة، وكان لزاما ان يجري الجهاز الفني سلسلة من التغييرات على لاعبي المنتخب، بعد ان ظهرت علامات "كبر السن" على عدد من اللاعبين وظهر المتوسط العمري للاعبي المنتخب كبيرا، بما يشير الى طغيان عنصر الخبرة على الشباب.
ومن البديهي القول بأن ابتعاد بعض الاسماء الكبيرة مثل فيصل ابراهيم ورأفت علي وحسونة الشيخ على وجه التحديد، لم يقابله عمل سابق بإعداد بدلاء جاهزين للمعتزلين دوليا، فظهر واضحا ان المنتخب بلا ظهير ايمن وبلا قائد ميداني وبلا لاعب مهاري يمتلك الحلول الفردية في ظل غياب تناغم الاداء الجماعي.
بين التجديد والنتائج
ومن باب الانصاف لا بد من القول بأن فينجادا ومساعديه عمدوا خلال الفترة التي تلت المشاركة في تصفيات المونديال، الى الزج بعدد من اللاعبين الشباب ممن كانوا في المنتخبين الاولمبي والشباب الاخيرين، امثال رائد النواطير ولؤي عمران وعمار ابو عليقة وانس بني ياسين، بعد ان كان لاعبون في مثل سنهم قد شاركوا في تصفيات المونديال الاخيرة امثال عدي الصيفي ومهند محارمة وعبدالله ذيب وعلاء الشقران وبهاء عبدالرحمن.
ولا شك ان غياب توضيح الهدف من المباريات الودية للمنتخب وحتى بعض المشاركات الرسمية ادى في الجمهور الى عدم تحمل النتائج على حساب التجديد الطارئ والضروري على المنتخب، وما الاسماء التي تشارك في مباريات المنتخب الوطني الاخيرة الا دليل على دخول مرحلة التجديد التي تتطلب التوازن بحيث لا تكون بمعزل عن النتائج، طالما ان الهدف من التصفيات الآسيوية التي ستنطلق في 14 كانون الثاني (يناير) المقبل هو بلوغ نهائيات الدوحة عام 2011، وليس اعتبار تلك التصفيات محطة للاستعداد لتصفيات مونديال البرازيل عام 2014.
بيد ان الدفع بالوجوه الجديدة يجب ان يكون وفق خطة مرسومة، لا ان تكون المباريات التجريبية هذه وسيلة لمشاركة اللاعبين الجدد الذين قد لا يجدون لهم موطئ قدم ليس في التشكيلة الاساسية فحسب وإنما حتى على مقاعد البدلاء، بعد عودة الاسماء الرنانة التي تغيب بين الحين والآخر لأسباب متعددة، وهنا اجد نفسي اوجه اللوم لبعض اللاعبين الذين يبدعون في انديتهم ثم يبتعدون عن المنتخب بداعي الاصابة.
ثمة من يسأل ما فائدة المواجهة الودية التي جرت امام منتخب كوريا الجنوبية وتلك التي تلتها امام المنتخب الفلسطيني، وهل ستكون المباراة الودية امام المنتخب الصيني في عمان يوم 21 كانون الاول (ديسمبر) المقبل هي المباراة الودية الحقيقية، التي يمكن الوقوف من خلالها على جاهزية المنتخب قبل ملاقاة منتخب تايلاند في عمان يوم 14 كانون الثاني (يناير) المقبل ومن بعده منتخب سينغافورة في 28 منه على ارض الاخير، وهل من مبررات للتفاؤل بأن منتخبنا قادر على اجتياز تايلاند في عمان والعودة من سينغافورة بالفوز لضمان استهلال مشوار التصفيات كما يجب، على خلاف ما حدث للمنتخب في تصفيات المونديال الاخير بعد الخسارة امام كوريا الشمالية 0/1 في عمان؟.
نجوم تغيب عن المنتخب
وإذا كانت الاصابة قد اطاحت بالمدافع المتألق حاتم عقل والذي يعد من الجيل الذهبي الذي قد يعتزل بعد حين، فما الذي يمنع وجود لاعبين اكفاء امثال مؤيد ابو كشك وعبدالهادي المحارمة واحمد عبدالحليم وعصام مبيضين من الحصول على فرصة مثالية، وفيما اذا كان من بديل حقيقي لحاتم عقل ومن بعده بشار بني ياسين وكلاهما اصبح طاعنا في السن وربما لياقته البدنية لا تسعفه على اللحاق بمهاجم سريع الخطوة والبديهة، وهل امتلك منتخبنا بديلا مقنعا في مركز الظهير الايمن الذي يتناوب عليه عدة لاعبين لم ينجح اي منهم في مهمته بعد، ولماذا يلعب منتخبنا بعدد كبير من اللاعبين في منطقة الوسط، بحيث يكثر "الطباخون" على حساب جودة الطعام المنتج، في الوقت الذي لا يفلح فيه محمود شلباية كمهاجم وحيد في الخط الامامي، علما بأن الحركة الدؤوبة لعدي الصيفي ورائد النواطير اثبتت نجاعتها، وبالتالي اتساءل عن السبب في تأخير الزج بهذين اللاعبين مع انهما بالفعل مميزين، ثم اين اللاعب الذي يمتلك الحلول الفردية في المنتخب، وأين اللاعب الذي يجيد التصويب من خارج المنطقة، ولماذا هذا الانخفاض في مستوى اللياقة البدنية مع ان اللاعبين ذهبوا الى المنتخب بعد يوم واحد من المنافسات النادوية، فهل ثبت بالوجه القطعي ان دوري الكرة الممتاز الذي حمل وصفا غير حقيقي أو منطقي "المحترفين"، لم يفرز لاعبين جاهزين اكفاء يمتلكون المهارة والسرعة واللياقة؟.
ملاحظات لا بد منها
ربما لو ان منتخبنا الوطني نجح في ادراك هدف التعادل بعد ان "اخرج الحظ لسانه" لكرة رائد النواطير وردها من القائم، لما تمكن المنتخب العماني من تسجيل هدفه الثاني، ذلك ان كرة النواطير ارتدت لتتحول الى هجمة عمانية شهدت الهدف الثاني الذي وقع كالصاعقة على رؤوس لاعبينا.. ربما لو ان النتيجة غير ذلك لما خرجت كلمات العتب بحق المنتخب ولكان منتخبنا في صورة تختلف عن تلك التي تثير الشفقة والتي ظهر عليها في اللقاء الاخير.
كان لاعبو المنتخب يلعبون بنهج فردي واضح في كثير من المواقف، واختلطت الادوار في وسط الملعب ولم يحسنوا التعامل مع الضغط الذي مارسه العمانيون على اللاعب المستحوذ على الكرة، كما ان تشتيت الكرة لم يكن كما يجب وظهر الارباك على اداء عدد من اللاعبين الى جانب انخفاض مستوى اللياقة البدنية مع ان اللاعبين يلعبون مباريات الدوري المحلي.
صحيح ان لاعبينا قدموا بعض اللمحات الجماعية الجميلة لكنها افتقرت الى اللمسة الاخيرة، وأظهرت بما لا يدع مجالا للشك حاجتهم الى الانسجام عبر سلسلة من التدريبات وليس السفر قبل يومين من موعد المباراة، فأداء اللاعب الاردني يختلف كثيرا عن اداء اللاعبين المحترفين الذين يذهبون من انديتهم الى المنتخب جاهزين، ولا يفتقد بعضهم لأبجديات الكرة.
أين المحترفون؟
من تابع المباراة الاخيرة للمنتخب شاهد اربعة محترفين من المنتخب العماني يشاركون في المباراة وهم خليفة عايل "السد القطري" وسعيد الشون وفوزي بشير "كاظمة الكويتي"، واسماعيل العجمي "الكويت"، في حين جلس على مقاعد المتفرجين كل من علي الحبسي "بولتون الانجليزي" ومحمد ربيع "السد القطري" ومحمد الشيبة "العربي القطري" ويونس مبارك "كاظمة الكويتي" وحسن مظفر وعماد الحوسني "الريان القطري" واحمد مبارك وبدر الميمني "السيلية القطري" واحمد حديد "الاتحاد السعودي".
في المقابل لم يشارك اي من محترفينا في اللقاء سوى علاء الشقران المحترف في سورية وكانت مشاركته لبضع دقائق، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال عن بقية المحترفين ونظرة الجهاز الفني لهم وكيفية متابعتهم، وهل ثائر البواب وخالد سعد ومحمد خميس واحمد هايل وسراج التل في تفكير الجهاز الفني، وهل لاعبون مثل محمد الضميري وباسم فتحي وعصام مبيضين وعبدالهادي المحارمة سيكونون في الحسبان طالما ان بعض اللاعبين الذين يلعبون في التشكيلة الاساسية لا يستحقون حتى الجلوس على مقاعد المتفرجين؟.
هل التغيير مطلوب حاليا؟
لست هنا بصدد الدفاع عن المدير الفني للمنتخب نيلو فينجادا ومساعديه، ولكن المطالبة بالتغيير كانت منطقية بعد الانتهاء من تصفيات المونديال قبل نحو خمسة اشهر، لأنها ستكون كافية امام اي مدير فني جيد وجديد لكي يعيد بناء المنتخب للاستحقاقات المقبلة، ومع ذلك لم يلق اتحاد الكرة بالاً لكلمات النقد من الاعلاميين والجماهير ومضى فينجادا في مهمته، ويبدو ان اوصال فينجادا بدأت ترتجف مؤخرا وهو يستمع لكلمات من هنا وهناك تشير الى حتمية التغيير وأن المدير الفني الجديد سيكون عدنان حمد، وعقد فينجادا ينتهي مع نهاية العام الحالي وبالتالي فإن اقصاءه وإحضار مدرب جديد قبل فترة وجيزة من التصفيات قد لا يكون قرارا صائبا وإنما انفعاليا، لكن يحتاج هذا الجهاز الفني لإعلان ما يملكه من أوراق ويتحدث عن الواقع الحالي بواقعية، ويتعامل مع مباريات المنتخب الودية والرسمية بمنطق سليم، فالجمهور ونتيجة ثقته المطلقة باللاعبين قبل عدة سنوات اصبح لا يقبل بغير الفوز نتيجة لمباريات المنتخب، ولعل ما يثير الحزن والامتعاض تلك الكلمات التي تخرج من المعلقين العرب وهم يتحدثون عن المنتخب ويقارنون بين الماضي والحاضر، في الوقت الذي تصيح فيه الجماهير الوفية في وجه اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب "كفاية ... حرام".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات