نعم لسيادة القانون


بين الفينة والاخرى تطالعنا وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي باخبار ومشاهد عنف وتعدّي من البعض تجاوزت في شدتها وقسوتها سقوف المنطق والمألوف .

والسؤال ما الذي يحدث ؟؟؟؟

هل وسائل التواصل شرّحت الواقع بطريقه بانوراميه لم تكن دارجه في السابق وساهمت في تضخيم الاحداث وسرعة تداولها ؟

ام ان الضغط النفسي تفاقم عند هؤلاء لدرجة ان ردود افعالهم باتت في غالبها اشد عدوانيه ؟

ام هل تطورت سلوكاتنا الجرميه لاعلى المستويات وبتنا نتفنن بتفريغ احقادنا بطريقه تنأى عن ممارستها الوحوش الضاريه ؟

ام ان التساهل في التعاطي مع هذه الممارسات الجرمية (نعم اعذروني لتسميتها جرميه لانها كذلك ) اطلق العنان لما يحدث ؟

منذ فتره ليست بالبعيده شاهدنا احدهم يُشهر سيفاً ويضرب به معصم سائق تكسي لانه لم يعطيه الاولويه بالسير , واخر يطعن احدهم حتى الموت لانه كان ( يزمر) لفتح الطريق , ومراجع ينهال بالضرب على طبيب في طوارئ احدى المشتشفيات الحكومية حتى ادماه , وهذا غيض من فيض . وكان اخرها مشهد الضرب لمواطن اعزل بالعصي والسكاكين بالشارع العام وعلى مرآى الجميع من قبل مجموعة وبطريقه وحشيه , ترتب عليه اثارة الرأي العام , واصبحت هذه الجريمه حديث الشارع.

بصفتي متخصص في علم النفس , ربما اعزو ما يحصل لمجموعة اسباب :

اولاً : انتشار ثقافة العنف التي نزرعها في ابنائنا ( اللي بضربك ادعس على راسو ) ,
ثانياً :غياب السلطه الاسرية في متابعة الابناء وتركهم مطية سهله للانجراف والعدوان .
ثالثاً : ضعف دور المؤسسة التعليمية والدينية في بناء فكر خُلقي وتربوي لابنائنا .
رابعاً : التساهل في تطبيق القانون على كل من تسول له نفسه التعدي على الغير , والتدخل من قبل الوجهاء بنية الاصلاح , مما يؤدي الى اهدار حقوق من تم التعدي عليهم بفنجان قهوه . حتى بات يقال ( راس ماله فنجان قهوه ) .
خامساً : هشاشة التعليمات الضابطه وتذبذبها في التطبيق والتنفيذ والتعامل مع حالات التعدي الجرمية , بحسب واسطة المتعدي , حتى ان الاحكام القضائية الصادره لم تعد رادعة لمن تسول له نفسه ارتكاب ما يحدث .
سادساً : قانون العقوبات الحالي يحتاج لاعادة نظر في بعض بنوده فيما يتعلق بتغليض العقوبات المرتبطة بقضايا التعدي والاساءه الجسديه والنفسيه . فقد سمعت ان احدهم ضرب اخر بمشرط بوجهة , بسبب خلاف بسيط , غيرت ملامحه , وحكم علية بشهر سجن , ليخرج بعدها ليعاود الكره مرة اخرى .
سابعاً : الضغط النفسي الذي يعانيه الشباب جراء الاحوال الاقتصادية والبطاله ربما يكون احد الاسباب في بروز العدوانية المفرطه لدى البعض .

على كل حال نعلم ان نسبة الجريمة قد تضاعفت عالمياً , ونعلم ان معدلات الجرائم لدينا ربما اقل من المعدل العالمي بالنسبة لعدد السكان , ولكن الاستهجان كان كبير وغير مقبول مما بات يحدث في مجتمعنا من جرائم , كون نسيجنا الاردني مبني على التآخي والمحبة والايثار , وعاداتنا وتقاليدنا النبيلة السمحة التي عودنا عليها ديننا وروابطنا الاسرية والعشائريه الطيبه ترفض ما يحدث .

والمطلوب اعادة النظر من قبل كل المؤسسات المعنية , وبأن يطّلع كل بدوره لتفادي تفاقم ما يحدث , وان يتم التعامل مع المجرم بشخصه بعيداً عن مركزه وعشيرته , لانه بفعلته الشنعاء اي كانت جرميتها يمثل نفسه , وعشيرته براء من فعلته ( ولا تز وازرة وزر اخرى ) .

والاهم ان نشد ونعاضد الدور التي تقوم به مؤسساتنا الامنية بفرض هيبة القانون , وتطبيق العدالة على الجميع , وان نبتعد عن الاساءه والتشهير والتضخيم الذي يؤدي الى الاساءه للحمتنا الوطنية وسمعة بلدنا . حمى الله الاردن , واسبغ على الجميع نعمة الامن والامان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات