هل بدأت الحرب الإسرائيلية الأميركية على إيران؟


جراسا -

تشن إسرائيل بين فينة وأخرى غارات وهجمات ضد مواقع عسكرية في سوريا بعضها تابع للقوات الإيرانية، وسط مخاوف إسرائيلية أميركية من ترسيخ طهران رادع لها في سوريا. فهل بدأت الحرب؟

في هذا الإطار، يتساءل الكاتب باتريك كوبيرن إذا ما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريدانها حربا ضد إيران، مضيفا أن شرارة الحرب الشاملة قد تنطلق في أي لحظة.

ويقول كوبيرن -في مقال نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية- إنه يُنظر إلى إيران على أنها اليد الخفية الشريرة وراء العديد من التطورات في المنطقة التي لا علاقة لها بها.

ويضيف أن إيران متهمة بإنشاء ممر عبر دول مؤيدة لها بدءا من طهران إلى البحر المتوسط، مما يشكل تهديدا وجوديا لكل من إسرائيل ودول الخليج.

ويشير إلى أن ترامب بصدد إلغاء اتفاق النووي الذي تم إبرامه بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، بدعوى أن الاتفاق لم يؤد إلى تجنب هذه المخاطر، الأمر الذي يترك العمل العسكري كخيار وحيد.

تدخلات كارثية

ويضيف الكاتب أن النفوذ الإيراني في المنطقة قد اتسع وتزايد بكل تأكيد، لكن السبب المباشر لهذا التمدد الإيراني يعود في الأصل إلى التدخلات الأميركية الكارثية في الشرق الأوسط منذ بداية الألفية.

ويوضح أن إيران كانت منذ 2001 معزولة ناحية الشرق من أفغانستان التي كانت تحت حكم حركة طالبان التي ألهمتها الطائفية السنية كراهية إيران الشيعية، حتى تعريض الدبلوماسيين الإيرانيين للقتل. وأما في غرب إيران، فقد كان العراق تحت حكم الرئيس الراحل صدام حسين الذي قاتلته طهران في حرب لثماني سنوات.

لكن كل هذه الظروف تبدلت في عامين، ففي 2001 أطاحت الولايات المتحدة بحركة طالبان، وعام 2003 غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق، حيث قدمت إلى السلطة أول حكومة شيعية في العالم العربي منذ حقبة صلاح الدين الأيوبي، وهي الحكومة التي بدت حتما تتطلع إلى الشيعة في إيران.

ويضيف الكاتب أن الكوارث الغربية في الشرق الأوسط لم يتعظ بها أحد منذ هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001، بل إن الأمور تتدهور أكثر، ويتحدث عن تعقيدات الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات وعن أدوار اللاعبين فيها على المستويين الداخلي والخارجي.

توسع إيراني

ويتساءل كوبيرن: هل العالم سيشهد توسعا إيرانيا جديدا مرة أخرى؟ وذلك حين تستعد الولايات المتحدة وإسرائيل لحرب مع إيران، موضحا أن ترامب يتجه لفرض عقوبات جديدة على طهران في 12 الجاري، الأمر الذي يجعله يغرق في اتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما.

ويضيف أن كلا من القوى اللاعبة في المنطقة ترى أنها تدافع عن مواطنيها ضد تهديد خارجي، وأن هذا الأمر ينطبق على إيران والسعودية وإسرائيل وغيرها، وأن الكل قد يكون مستعدا للمواجهة والقتال حتى النهاية.

من جانبه، يرى الكاتب دان غلاسبروك أن الحرب ضد إيران قد بدأت، داعيا روسيا إلى إنهائها. ويقول في مقال نشرته مجلة ذي ميدل إيست آي البريطانية إن دمار دول مثل العراق وسوريا وليبيا وإيران يعتبر شأنا يتعلق بعزل روسيا.

ويضيف أن الأمور تتصاعد مرة أخرى في واحدة من الحروب المتشعبة المعقدة التي تعصف بسوريا، مشير إلى هجمات إسرائيلية مفترضة استهدفت مقرا للقوات الإيرانية قرب حماة بسوريا، ومقر اللواء 47 التابع للنظام السوري، وكذلك مطار النيرب العسكري في حلب قبل أيام.

ويشير إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت صواريخ أرض أرض مخصصة للنشر في سوريا، مما أسفر عن مقتل ما بين 26 و38 شخصا، من بينهم 11 إيرانيا.

ويرى الكاتب أنه يبدو أن هذه الهجمات الإسرائيلية تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، حيث إنها وقعت بعد ساعات من مغادرة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إسرائيل الذي بدوره تسبب في سعادة غامرة لنتنياهو من خلال حديثه المتشدد إزاء إيران.

ويشير كذلك إلى أن ذلك اليوم شهد أيضا مكالمة هاتفية جرت بين نتنياهو وترامب بينما كان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يلتقي نظيره الأميركي جيمس ماتيس في واشنطن.

ويضيف أن هذا النشاط المحموم جاء بعد أقل من أسبوع على قيام قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل بزيارة غير معلنة إلى حد كبير إلى إسرائيل.

ويشير إلى أن الأمور تبدو وكأنها عملية إسرائيلية أميركية منسقة للحد من الأنشطة العسكرية الإيرانية في سوريا، ولنقل رسالة إلى روسيا بأن ضوءها الأخضر لإيران لترسيخ نفوذها عسكريا في سوريا يعد أمرا غير مقبول لدى الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويقول إن الحرب على إيران التي كانت تتخمر لبعض الوقت قد بدأت الآن، وإن على روسيا أن تفهم أن هذه ليست مجرد مخاوف أمنية إسرائيلية، بل إن الأمر يتعلق بالقضاء على أي فرصة لإيران في بناء رادع في سوريا، وذلك قبل أن تبدأ حرب شاملة ضد إيران نفسها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات