"جراسا نيوز " تنشر اعترافات فتح الاسلام بالوثائق و المستندات رداً على اتهام سوريا لها


جراسا -

 بيروت- جريدة المستقبل - في تطور سيشعل سجالات جديدة وتتمحور عليه معارك سياسية وإعلامية تتجاوز حدود لبنان، أطلق " تيار المستقبل " عبر صحيفته التي تحمل الإسم نفسه " المستقبل " رداً عنيفاً، ثقيل الوطء على الإتهامات التي استهدفته من دمشق في ما عرف بـ " الفيلم التلفزيوني السوري "، بنشر وثائق مصورة عن اعترافات الموقوفين من أعضاء تنظيم " فتح الإسلام ". إعترافات تجمع على أن هذا التنظيم يتبع الإستخبارات السورية وينفذ أوامرها- أو كان – في لبنان. " الإعترافات المضادة " هذه التي تشكل " لطمة " في لبنان لمن اعتبروا أن " الفيلم السوري " يتضمن وقائع لا تدحض حول دعم  مالي مزعوم قدمه " تيار المستقبل " عبر " بنك البحر المتوسط " للتنظيم الإرهابي ، ستفاقم حدة الخلافات السياسية الدائرة حول الولاءات السياسية للأجهزة الأمنية في لبنان التي سرب أحدها الإفادات التي يجب أن تبقى سرية إلى " المستقبل "، وسيتهم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالطبع بهذا التسريب " الحيوي " الذي كان لا بد منه لرئيس " تيار المستقبل " بعدما وصلت " هجمة  " حلفاء النظام السوري عليه قبل إيام إلى حد طلب إحالته على لجنة التحقيق الدولية باعتبار أن "فتح الإسلام" متورط في جرائم سياسية في لبنان تحقق فيها هذه اللجنة.

ولا شك أن  خلاصة المعلومات التي نشرتها "المستقبل" تعود إلى أشهر عدة، والجديد فيها هو نشرها بالوثائق، وقد استند إليها النائب الحريري قبيل سفره إلى موسكو منذ نحو 10 أيام في حديثه إلى تلفزيون" روسيا الآن" عن تورط النظام السوري في دعم الإرهابيين، والذي ردت عليه دمشق عبر تلفزيونها. كما أن وزير الإتصالات السابق مروان حمادة أكد مراراً تورط نظام الرئيس بشار الأسد مع "فتح الإسلام" إنطلاقاً من اطلاعه على  إعترافات الموقوفين من أعضاء التنظيم في لبنان. 
 
تقرير "المستقبل"

ووقع الزميل فارس خشان التحقيق الذي امتد على صفحتين ، وهنا نصه:


حصلت "المستقبل" على الوثائق التي تُثبت صلة "فتح الإسلام" بالنظام السوري، لا بل يمكن التأكيد بالإستناد اليها أن ما ورد فيها من حقائق يدحض بشكل قاطع كذب ادعاءات النظام السوري والمتعاونين معه في لبنان والخارج. ويُبيّن التبحر في هذه الوثائق، وهي إفادات قدمها الموقوفون على فترات متلاحقة، أن "فتح الإسلام" هو إسم حركي لأداة صنعتها المخابرات السورية من أجل زعزعة استقرار لبنان وتدميره وإظهاره، وقد استعاد استقلاله من قبضة وصاية دامت ثلاثين عاما، بأنه أعجز من أن يدير شؤونه بنفسه وتاليا فهو بحاجة للقبضة السورية، لحمايته من نفسه وحماية العالم منه.

وبالفعل، فإن الوثائق تؤكد أنه بعيد انسحاب الجيش السوري من لبنان، وضعت المخابرات السورية خطة لزعزعة الإستقرار في لبنان بواسطة مجموعة 
إرهابية ترسلها الى لبنان وتتحكم بها، ولكنها تتلطى بزي تنظيم القاعدة وبكوفية الثورة الفلسطينية. نواة هذه المجموعة الإرهابية التي صنعتها المخابرات السورية كانت من أربعة مكونات: سوريون فلسطينيون مسجونون، وقد تمّ إطلاق سراحهم، بعفو أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، كوادر في تنظيم فتح الإنتفاضة، وضباط في المخابرات السورية، وتحويل وجهة سير "مجاهدين" إسلاميين قدموا من الدول العربية (السعودية، الأردن، اليمن، بلاد المغرب العربي) الى دمشق، بحيث يتم إقناعهم بالعبور الى لبنان بدل العراق.

وبهذه المكونات الأربعة طبخت المخابرات السورية للبنانيين السمّ الذي سمته "فتح الإسلام" ولكن، وعلى الرغم من بذل الغالي والنفيس على طمس هذه الحقيقة، فإنها هي آجلا وعاجلا... "آكله". في الوثائق أقوال مجموعة كبيرة ممن عاشوا أسرار هذا التنظيم، من تكوينه حتى انهياره مع حسم الجيش اللبناني لمعارك مخيم نهر البارد.

وهي تُظهر أن" أبو خالد" العملة ساهم في تأمين نقل "فتح الإنتفاضة "الى شاكر العبسي بعد حصوله على عفو رئاسي سوري، وتُبيّن أن العميد السوري جودت الحسن طلب من أحمد مرعي أن يساعد العبسي مؤكدا له أن نائبه" ضابط مخابرات لدينا"، وهو نفسه أبو مدين الذي خطط لاغتيال البطريرك صفير والنائب الحريري وسرقة المصارف وتفجيري عين علق، كما تتحدث عن شخص "مهم جدا" يستقر في سوريا أتى الى لبنان ومعه خطة متكاملة لتفجير لبنان وقد تمّ وضع مائة طن من المتفجرات في دمشق بخدمته، وهي تُظهر أن المقاتلين الأجانب أُرسلوا الى لبنان بحجة أنه مركز تدريب قبل التوجه الى "أرض الجهاد" في العراق.

أحمد سليمان مرعي، يتحدث بإسهاب عن الدور السوري المحوري في حركة "فتح الإسلام" بدءا بتهريب البشر، مروراً بتوفير مائة طن من المواد الناسفة لهذا التنظيم، وصولا الى العلاقة التي تربط شاكر العبسي ونائبه أبو مدين بالمخابرات العسكرية السورية، كما أنها تروي قصة تنقلات العبسي بسيارات عليها لوحات سورية.
لنترك الوثائق تتكلم.
تفاصيل التحقيق ومعلوماته
26 نيسان/ أبريل 2005:
إنسحاب الجيش السوري نهائياً من لبنان

الأول من أيار/ مايو 2005 : نقل العقيد الطيار في منظمة "فتح الإنتفاضة" شاكر العبسي من سجن صيدنايا في سوريا الى "فرع فلسطين" التابع للمخابرات العسكرية السورية، وهو المحكوم عليه في سوريا بتهمة تشكيل مجموعة حاولت ان تُنفّذ عملية عسكرية ضد العدو الإسرائيلي في الجولان المحتل، والمحكوم عليه بالإعدام في الأردن، بتهمة الاشتراك باغتيال دبلوماسي أميركي. (إفادات فراس غنام وهاني السنكري).
منتصف أيار 2005: سحب مجموعة من الفلسطينيين السوريين كانت موقوفة مع العبسي في سجن صيدنايا الى مراكز فرع فلسطين. (إفادات الغنام والسنكري).

السادس من حزيران/ يونيو 2005: بدء إطلاق أفراد هذه المجموعة من فرع فلسطين، بموجب عفو صادر عن الرئيس السوري بشار الأسد.(إفادات الغنام والسنكري).

 
العشرون من حزيران 2005: شاكر العبسي يعود الى محل السمانة خاصته في مخيم اليرموك، مرتاحاً لعدم تسليمه إلى الأردن خلافاً لما حصل مع زميله الذي ينتمي الى تنظيم القاعدة المدعو يوسف الجغبيري. (إفادات الغنام ويوسف الدرويش).

أوائل تموز/ يوليو 2005: شاكر العبسي بدأ يتنقل بين لبنان وسوريا، واستدعى "زملاء" له كانوا في صيدنايا وطلب منهم ربطه بجميع المتشددين الذين يخشون الأمن السوري لتهريبهم الى لبنان. (إفادات أحمد مرعي، أبو سليم طه، شاهين شاهين، فراس غنام وآخرين).
هنا بالتحديد بدأت ولادة تنظيم فتح الإسلام. كان فرع فلسطين هو الرحم، وكانت مراسيم العفو الصادرة عن الرئيس السوري بشار الأسد هي والدته.
هذا ليس سيناريو خاصاً بنا، أو بمصادرنا. إنها تواريخ مستقاة من عشرات الإفادات التي أدلى بها الموقوفون في لبنان، بتهمة الانتماء الى تنظيم "فتح الإسلام" وبتهم ارتكاب عمليات إرهابية لمصلحته.

العبسي: من" فرع فلسطين" إلى لبنان

ويروي كل من الموقوفَين فراس صبحي غناّم (فلسطيني سوري) وهاني السنكري (سوري)، في إفادتيهما اللتين تفصل بينهما 9 أشهر، كيف تعرفا إلى شاكر العبسي في صيدنايا وكيف جرى نقلهما لاحقاً الى فرع فلسطين وكيف خرج الاول قبل العبسي بأسبوع والثاني بعشرة أيام. وكان غنّام قد أوقف في البقاع في العاشر من شباط 2006، قبل بروز إسم "فتح الإسلام"، (سوف تطلق هذه التسمية على مجموعة العبسي في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر  2006وأفاد بأن نائب رئيس فرع فلسطين العقيد جورج سلوم، قد كلفه القيام بعملية إرهابية تستهدف الجماهير التي سوف تتجمع في ساحة الشهداء في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ويقول يوسف درويش، في إفاداته الأولية والعدلية، إنه في شهر حزيران / يونيو2005 (قارنوا التواريخ مع مراسيم العفو التي أصدرها الأسد) تمّ فصل مجموعة من عناصر "فتح الإنتفاضة" الى مخيم نهر البارد، وقد "أقدمتُ بتكليف رسمي من القيادة بتدريبهم". ويضيف هذا الموقوف، وهو سوري الجنسية، أنه في التاسع من تموز 2005، إجتمع بالعبسي بعدما ذهب الى ينطا، نقطة عبور "أبو حسين "(كنية العبسي) من سوريا الى لبنان، بواسطة سيارة تحمل لوحة عسكرية سورية.

ويفيد درويش أن قيادة فتح الانتفاضة فصلته في نيسان/ أبريل 2006 من سوريا الى مخيم نهر البارد نهائياً، بعد اجتماعات عدة عقدها مع العبسي في منزله داخل مخيم شاتيلا، بدءاً بشهر شباط/ فبراير 2006. ويروي درويش أن العبسي طلب منه في نيسان/ أبريل 2006 أن يؤمِّن مرور مجموعة أشخاص من سوريا الى لبنان، ومن ثم طلب منه تدريب مجموعة من ثلاثين مقاتلاً في مركز صامد في مخيم نهر البارد.


ويفيد درويش بأن "الدعم لفتح الإسلام من تغذية ومعدات وأسلحة وذخيرة، يتم تأمينه من مستودعات فتح الانتفاضة في مخيم نهر البارد، من قبل المسؤول هناك المدعو أبو بهائ". ويقول الموقوف محمد صالح زواوي (سوري فلسطيني) المعروف باسم أبو سليم طه: "في أوائل العام 2006 أعلمني أبو بكر الشرعي بوجود معسكرات في لبنان تحت غطاء فتح الإنتفاضة، تقوم بالإعداد لتنفيذ عمليات في فلسطين فوافقت مع مجموعتي على الانضمام الى هذه المعسكرات، حيث تمّ تزويدنا ببطاقات بصفة مناضلين في فتح الإنتفاضة، عليها رسومنا الشمسية".

ويضيف أبو سليم طه: "في نفس الفترة تمّ نقلنا بواسطة باص تابع لفتح الإنتفاضة الى معسكر حلوة، حيث استقبلنا شاكر العبسي وكان برفقته كل من أبو عبد الله، وابو أحمد من الجنسية الفلسطينية السورية، وأبو العباس، وأبو السعيد، وأبو يزن، وأبو لؤي، وجميعهم سوريون، إضافة الى عدد من الشبان الآخرين".

ويفيد بأن العبسي سألهم عن أميرهم فقالوا له إنه أبو بكر الشرعي فأعلمهم العبسي بأن "راية فتح الإنتفاضة علمانية وبأن الظاهر غير الباطن وبأن الضرورات تبيح المحظورات وبأن تتنظيمه جهادي هدفه الأسمى تحرير بيت المقدس. وأوعز إلينا بعدم الاختلاط بعناصر فتح الانتفاضة. وأعلمنا بأن أبو مدين هو نائبه".

وقال أبو سليم طه: "بعد حوالي الأسبوعين تمّ نقلنا الى موقع قوسايا، كما تمّ إرسال عدد من قيادات التنظيم الى مخيمات برج البراجنة (أبو يزن، أبو لؤي، أبو الشهيد) حيث انضم اليهم عناصر حضروا من عين الحلوة".

جودت الحسن  و"فتح الإسلام"

ويقول الموقوف أحمد مرعي (وهو نفسه الذي يمتنع الدير العام السابق للأمن العام اللواء الموقوف جميل السيد عن إجراء مواجهة قضائية معه) إن رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتنظيمات الأصولية في المخابرات العسكرية السورية العميد جودت الحسن كان يعرف كل شيء عن العبسي ومجموعته في لبنان، كما عن المهمات المطلوبة منها.

ويفيد أنه "في بداية العام 2007، عدتُ الى سوريا وقابلت العميد مجدداً وأعلمته بوجود نشاط غير طبيعي في لبنان وبوجود شاكر العبسي، فأعطاني إشارة بأنه على علم بهذا الموضوع، وهو على معرفة بالعبسي الذي كان موقوفاً مع مجموعة أخرى، وأفهمني أنه يوجد تنسيق بين المخابرات السورية وبين شاكر العبسي".

ويقول مرعي الذي كان على علاقة عائلية فتنظيمية مع الحسن إنه بحماية هذا العميد السوري تمكن من تمرير عشرات المقاتلين لمصلحة "فتح الإسلام"، ويشدد على ان الحسن لم يتحمّس لتمرير أي شخص إلا إذا تأكد أنه يذهب الى لبنان لمصلحة "فتح الإسلام".ويفيد مرعي: "لقد تعهد لي بعدم توقيف أي شخص ينوي الإنضمام الى فتح الإسلام". وجزم مرعي: "طلب العميد جودت الحسن مني مساعدة شاكر العبسي".

نائب العبسي ضابط في المخابرات السورية

ويكشف ان العميد السوري كلمه عن شخص يدعى أبو مؤيد، (وهو نفسه أبو مدين نائب العبسي) وقال له عنه:  " إنه من الأشخاص الموثوقين وسبق أن تم إرساله الى العراق ونجح في المهمات التي تمّ تكليفه بها". ومعروف أن أبو مدين أو أبو مؤيد هو السوري إبراهيم عمر عبد الوهاب. ويضيف مرعي: "لاحقا أخبرني شاكر العبسي أن نائبه أبو مدين هو ضابط في المخابرات السورية".

ويقول السوري الموقوف مصطفى ابراهيم مستو (ملف عين علق) إن أبو مدين هو "أمير ابو يزن وأبو عمر أي عمر الحاجي (قائد عملية تفجير عين علق) وهو (أي أبو مدين ) " منذ تولّى منصب نائب العبسي إختلفت توجهات الجماعة، فهو كان يبدي تعطشه لنشوب حرب أهلية في لبنان وأصبح من أولويات الجماعة القيام بأعمال تخريبية في لبنان.

خطة استهداف صفير والحريري

ويشير أحمد مرعي الى أنه لاحظ أن أبو مدين" يضمر السوء لقوى 14 آذار/ مارس ولبعض قياداتها". وتتقاطع إفادات محمّد مرعي وشقيقه أحمد ومصطفى سيو (وهو سوري موقوف بتهمة تنفيذ تفجير أحد باصي عين علق بالاشتراك مع عمر الحجي) عند معلومات مفادها أن نائب العبسي الذي سحب الكثير من صلاحيات شاكر العبسي عند وصوله الى نهر البارد، (وفق إفادة السوري الموقوف يوسف الدرويش) أمر ببدء التحضير لعمليتين كبيرتين، الأولى تستهدف البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير والثانية رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري، من خلال العثور على ثغرات في موكبه، ولكن إماطة اللثام عن جريمة عين علق، أرجأ كل هذه المهمات المطلوبة.

"السوريون" وعين علق

وينقل محمد مرعي عن شقيقه أحمد كلاماً واضحاً مفاده أن تفجير الحافلتين في منطقة عين علق، قام به تنظيم "فتح الإسلام" بأمر سوري مباشر.
ويقول محمد: "أخبرني أبو ريتاج السعودي بأن السوريين طلبوا تفجير عين علق من شاكر العبسي، فسألته عن الهدف من ذلك فقال لي إنها من أجل عدم مشاركة الناس في المهرجان (ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري)، ومن ثم أخبرت شقيقي بما قاله لي أبو ريتاج، فأكد لي صحة الحديث، وأكد أن فتح الإسلام نفذت العملية بأمر من سوريا".

ووفق محمّد مرعي، وهو شقيق أحمد، وقد جرى توقيفه في شارع المئتين في طرابلس، فإن شقيقه كان يقيم علاقات ممتازة مع المسؤولين السوريين، وهو كان يركن سيارته الرباعية الدفع في مركز للمخابرات السورية داخل سوريا عند عبوره الى لبنان، بطريقة غير شرعية، كما أنه في وقت سابق كان يقود سيارة في لبنان عليها لوحة القصر الجمهوري السوري، وكان يحمل دائماً أمر مهمة صادر عن هارون، إبن عم الرئيس بشار الأسد.

في منزل آصف شوكت

وبالعودة الى إفادة أحمد مرعي، فهي تتضمن وقائع زيارتين قام بهما، في ظل نمو نشاطه التهريبي اللافت على خط سوريا لبنان، برفقة العميد جودت الحسن الى منزل اللواء آصف شوكت فإلى مكتبه في كفرسوسة، حيث كان محور الحديث ما يعانيه هذا الثلاثي من إرهاق في هذه الأيام. ويقول مرعي عن الزيارة الأولى: "في أوائل شهر شباط اتصلت بالعميد (جودت الحسن) الذي طلب مني ترتيب نفسي وارتداء ثياب فاخرة، حيث زرته في مكتبه وطلب مني مرافقته لزيارة اللواء آصف شوكت فتوجهنا الى محلّة المزة الغربية، محلة الفيلات، جانب مطعم او مكان لبيع الأطعمة والعصير من الأنواع الفاخرة وبجانبه مبنى يُرفع عليه العلم السويسري، حيث يقع بناء مؤلف من ثلاثة طوابق لونها رمادي ولا توحي بأنها فخمة، وتوجد محرثة وأشخاص يرتدون ألبسة مدنية ورسمية ويحملون سلاح كلاشينكوف، علما أن الثياب هي من اللون الأسود أو الكحلي، حيث يوجد شخص إسمه أبو مصطفى أو أبو صطيف يقوم باستقبال الأشخاص، ويوجد كاميرات في جميع أنحاء البناء ويوجد باب من الخشب الفاخر وعلى مدخل الشقة توجد لوحة برونزية وبداخلها صورة لحافظ الأسد، ويوجد العديد من الصالونات. وقد لفت نظري وجود تمثال نصفي لحافظ الأسد وثريات".

ويضيف: "لدى مقابلتي اللواء عرّفه العميد عليّ، على انني من قوى 8 آذار/ مارس، وأعلمه أنه يهتم بالشباب الذين من الخط القومي، بعدها تحدث مع العميد عن العمل بحيث أعلمه اللواء شوكت بأن العمل لم يترك له مجالاً لزيارة مزرعته في محلة يعفور". ويتابع مرعي: "إستمرت الزيارة حوالي الخمسين دقيقة، غادرت بعدها مع العميد وقابلتُ ابنته إيفات التي أعلمتني بأنها تحدثت في إحدى المناسبات مع الرئيس بشار الأسد وطلبت منه رخصة" (لديها شقيقان إسمهما باسل وبشار وشقيقة تدعى بشرى).

أما شاهين شاهين (وهو موقوف أيضا) فيؤكد أن نائب قائد حركة "فتح الإنتفاضة" موسى العملة المعروف بأبو خالد العملة، هو الذي مهّد الطريق أمام العبسي ليبسط سيطرته على التنظيم ومراكزه. ووفق مجمل الإفادات فإن جميع المقاتلين دخلوا الى لبنان عبر ثلاثة محاور تشرف عليها المخابرات السورية، المحور الأول وهو الحدود الشمالية من حيث تمكن أحمد مرعي بالتعاون مع الموقوف خالد الخال من تمرير أكثر من مائة شخص (بغطاء العميد السوري جودت الحسن) والمحور الثاني، وهو الحدود الشرقية قرب المصنع، بحيث تمكن السوري فايز عبدان بالاشتراك مع شخصين لبنانيين من تمرير أكثر من خمسين شخصاً، في حين ان مقاتلين لم يتم إحصاؤهم، وكلهم نظاميون سوريون وفلسطينيون سوريون، دخلوا الى لبنان عبر المحور الثالث، اي قواعد الحلوي وقوسايا.

أبو أحمد "المهم جداً"

وبالإرتكاز الى الإفادات ولا سيما منها تلك التي أدلى بها أمام أكثر من جهاز أمني لبناني وأمام قضاء التحقيق كل من فراس غنام ويوسف الدرويش وأحمد مرعي والسعوديين معاذ الداوود وعبدالله البشتي والسوري هاني السنكري، فإن تنظيم "فتح الإسلام" كان قسمين غير متصلين، القسم الاول هو قسم المقاتلين، وهو تجمع بعد إشكالية مخيم البداوي في مخيم نهر البارد من حيث أعلن اسم التنظيم في شهر تشرين الثاني 2006، وقسم العمليات الخارجية، برئاسة أبوميدن (قتل في المعارك) وكله من السوريين.

ولكن في مرحلة لاحقة دخل على الخط شخص يدعى أبو أحمد، وهو رجل وصفه الموقوفون بأنه قوي جدا .أبو أحمد، أتى من سوريا مباشرة لتنفيذ مهمات محددة، وهو، على الرغم من أنه أردني ومقيم دائما بسوريا، كان خبيرا بالمناطق اللبنانية، وقد استطلع مراكز أمنية ودبلوماسية وسياحية وسياسية في بيروت والمناطق ومن ضمنها السراي الكبير، ووضع خطة إعلان الإمارة الإسلامية في الشمال بعد إرباك السلطة بتفجيرات بيروت ونسف نفق شكا، ولكنه سرعان ما غادر لبنان، عند إلقاء القبض على شخص يعرف عنه "القليل"، عائداً الى سوريا.

ويروي أحمد مرعي: "في أوائل شهر آذار طلب مني السعودي طلحة احضار شخص مهم جدا من سوريا الى لبنان، من دون أن يسميه، وقد اتجهت في اليوم نفسه الى سوريا برفقة محمد خالد حيث اصطحبنا المدعو أبو أحمد الى لبنان بصورة غير شرعية". ويضيف: "في اليوم التالي طلب مني طلحة مرافقة أبو أحمد وتلبية طلباته ومرافقته الى بعض المناطق في بيروت، يعرفها أبو أحمد". ويتابع: "بعد أسبوعين من حضور أبو أحمد طلب مني طلحة الذهاب الى بيروت برفقة أبو أحمد بغية استطلاع بعض الأماكن وهي المفوضية الأوروبية وفندق فينيسيا ومبنى اليونيفيل في الوسط التجاري والاسكوا ومبنى اليونيفيل على طريق المطار ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع".

سوريا وتوفير 100 طن من المتفجرات

ويقول أحمد مرعي: "طلب مني أبو أحمد تأمين مستودع أو هنغار بغية وضع السيارات وتفخيخها، وطلب مني التوجه الى سوريا ومقابلة شخص يدعى أبو ياسر وزودني برسالة تضمنت طلب حضور أبو ياسر والبضاعة الى لبنان، وهي كناية عن أربعين طناً من مادة بودرة الألمنيوم وخمسين طناً من مادة نيترات الألمنيوم وكمية من مادة الهيدروكلورد وأسيد وكمية من السماد".

ويضيف أحمد مرعي: "وفي اليوم التالي توجهت الى دمشق، وكان ذلك في أوائل شهر نيسان (2007) وقابلت أبو ياسر وسلمته الرسالة، وذهبت، فاتصل بي أبو ياسر لاحقا، وأعلمني بأنه جهز كمية طن من بودرة األمنيوم فقمتُ بالتنسيق مع محمد اسماعيل، وأحضرت الكمية بعد حوالي اليومين، وأودعتها في البقيعة، وفي اليوم التالي قمت بنقلها الى منزل صخري في محلة المنكوبين".

ويفيد أحمد مرعي: "في هذ الأثناء، تمّ توقيف زكريا خضر، فانزعج أبو أحمد، وفي 13 نيسان 2007، وبناء على طلبه، قمت بنقل أبو أحمد الى سوريا التي سبقه اليها ابو طلحة، واجتمعا هناك، وقرر أبو احمد البقاء فيها الى ان تهدأ الأوضاع في لبنان".

المقاتلون الأجانب و"حجج "جذبهم الى لبنان

تؤكد مجمل الإفادات أن حملة الجنسيات العربية غير السورية وصلوا الى دمشق ليعبروا منها الى العراق، ولكن المتكفلين تمريرهم، أقنعوهم بأن طريق العراق غير آمنة بالمطلق، وطلبوا منهم التوجه الى لبنان، من أجل الخضوع لدورة تدريبية لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، ولكنهم فوجئوا في لبنان بطول الإقامة وبدأ التململ، الذي ناصره السعودي عبد الله البشتي، الذي أحضره العبسي الى نهر البارد للإرشاد.

وقد وقف البشتي الى جانب المقاتلين الأجانب وقال بعدم جواز البقاء في مخيم نهر البارد وضرورة العبور الى العراق، الأمر الذي خلق مشكلة في المخيم، وثارت ثائرة أبو ميدن، نائب العبسي والرجل الأقوى على البشتي، فما كان من العبسي إلا ان قرر إخراج البشتي من المخيم للذهاب الى العراق، ولكن الأمن اللبناني ألقى القبض عليه على الحدود اللبنانية السورية في محلة العبودية. ووفق البشتي، إن طريقة عمل "فتح الإسلام"لا علاقة لها، من قريب أو من بعيد، بطريقة عمل تنظيم" القاعدة."

وبمراجعة إفادات عدة ومن بينها التفاصيل المهمة التي قدمها للتحقيق فراس غنام، يتضح أن شخصا يدعى أبو عمر، وهو المسؤول عن ضيافة الأجانب العابرين الى العراق، كان على صلة بشخص يدعى أبو أيمن المسؤول عن تهريب البشر الى لبنان، وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بفرع فلسطين، وتحديدا بالعقيد جورج سلوم وكبير المحققين المدعو هيثم.

ويروي السعودي معاذ الله الداوود أن علي عصام الداوود عرض عليه الذهاب الى العراق للجهاد "فوافقته وأخبرني أنه بإمكاننا الذهاب الى لبنان حيث نخضع لعملية تدريب عسكرية ثم نتوجه الى العراق". ويفيد السعودي عبد الله البشتي: "أثناء إعطائي محاضرات دينية في المخيم إشتكى لي عناصر سعوديون واردنيون وبعض شباب المغرب العربي من بقائهم في المخيم لمدة تزيد عن الشهرين وعدم سفرهم للعراق للجهاد كما سبق ووعدهم المسؤولون في الحركة".

معلومات ملحقة بالتحقيق جديد التلفزيون السوري...  قديم

وفق ما هو ظاهر في الإفادات، فإن ما قدمه التلفزيون السوري في فيلم "إعترافات" لم يقدم أي جديد للتحقيقات اللبنانية، فالإفادات التي ضبطتها الأجهزة الأمنية لمن جرى اعتقالهم، بعد بث هذا الفيلم، بيّنت أن هؤلاء، كانوا في حماية القيادة العامة، وهي جزء من التنظيم السوري العام، وقد جرى رفع الحماية عنهم، بأمر ورد من دمشق، في حين أن عبد الرحمن عوض (أبو محمد شحرور)، في مخيم عين الحلوة، وبحسب إفادات شاهين شاهين تحديدا، "قد يكون مسؤولاً عن تفجيرات الأشرفية وفردان وبربير،التي واكبت معارك نهر البارد، في حين أن بطل فيلم "إعترافات"عبد الباقي الحسين، مطلوب للقضاء اللبناني إثر توقيف نبيل الرحيم، وثمة إشارات كثيرة الى أنه كان على صلة مباشرة بالمخابرات السورية .

جدير ذكره أن الأجهزة اللبنانية أوقفت مجمل المرتبطين بشاكر العبسي، وبقي عصيا عليها أولئك الذين كانوا محميين بمنظمات فلسطينية تابعة لسوريا، سواء في مخيم البداوي أم في قوسايا ام في الحلوي أم في سوريا بالذات.

شفاعة فتحي يكن
يروي الموقوف أحمد سليمان مرعي في إفاداته المضبوطة الآتي:

أخبرته (للعميد جودت الحسن)عن المدعو صدّام ديب، وهو من الكوادر الناشطة في تنظيم "فتح الإسلام"، لأن هذا الأخير كان موقوفا في سوريا، وكان ملفه لديه، وأنه حصل على عفو رئاسي بواسطة من فتحي يكن، وقد استغربت في حينها إطلاق سراح صدام ديب، لأنه كان موقوفا بجرم تهريب شخص والتواجد معه، حين أقدم على قتل عنصرين من المخابرات السورية وجرح ثالث. وأعلمني صدام بأن فتحي يكن ساعده في إطلاق سراحه، وقد قضى في السجن ستة أشهر بصورة إفرادية، حيث تمّ تسليمه الى مرافق يكن في دمشق وقام باصطحابه الى لبنان".

حسام حسام!

روى أحمد مرعي للمحققين اللبنانيين ان العميد جودت الحسن قد حلّ مشكلة كانت بينه وبين حسام حسام، ولكنه لم يقدم تفاصيل عن صاحب الإسم ولا عن سبب المشكلة.

شائعات محمد مرعي!

في أثناء التحقيق الأولي معه تحدث محمد مرعي، أن شقيقه أحمد، له علاقات مؤثرة لدى عدد من الأجهزة الأمنية في لبنان، ولكن التحقيق لاحقا مع أحمد لم يأت على ذكر ما أورده شقيقه، مما يسمح بوضعه "حتى إشعار آخر" بخانة الشائعات . يقول محمد مرعي: "عند دهم الجيش للشقة التي استأجرناها في الأشرفية، حيث كان أبو أحمد (المهم جدا )، إتصل أهلي بأحمد، قبل أن يفتحوا الشقة، ولكن الجيش غادر من دون أن يفتح أي شقة، وبحسب ما أخبرني أحمد أنه تكلم مع اللواء (وفيق) جزيني، المدير العام للأمن العام، وبشخص آخر يتكلم بالإنكليزية، كما تكلم مع العميد توفيق يونس، من مخابرات الجيش، فجاء بعدها بعشرين دقيقة أمر للجيش بالإنسحاب".
 



تعليقات القراء

راجي
بل هي عصابة فتح المخابرات السورية لتخريب لبنان. وانشاء امارة في الشمال عاصمتها طرابلس. هذه الوثائق هي الحقيقة الكاملة عما يرتكبه النظام السوري في لبنان والعراق من تخريب عبر عملائه
15-11-2008 07:58 PM
جهاد
بنتمى انو تطلع الوثائف والمستندات مزبوطة وردت رد صارم على سوريا لكتائب القسام
15-11-2008 08:59 PM
باسل
والله ما في اشي مستحيل في هالدنيا ممكن تطلع كتائب القسام اسم استخدمته سوريا ازعزة استقرار لبنان
15-11-2008 09:02 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات