محاكم التفتيش أم الهولوكوست .. ؟!


الى من يحبون الإسبان، ويعشقون نادي برشلونة وريال مدريد، هذه حقائق دامغة عن الإسبان وما فعلوه بالمسلمين قبل خمسمائة عام وقد أطلق على هذه المرحلة، زمن محاكم التفتيش، وما أدراكم ما هي محاكم التفتيش الإسبانية...

يدعي اليهود الأشكناز أن ألمانيا وقائدها التاريخي هتلر؛ ارتكب بحقهم أبشع المجازر البشرية، عندما قامت قواته بحرقهم بالمواد الكيماوية، والغازات الحارقة، داخل أفران مخصصة لهذا الغرض، وقتلوا خلال الحرب العالمية الثانية حوالي ستة ملايين يهودي، دون أن يكون هناك توثيق للإدعاءات اليهودية سوى مجموعات من الصور نُشرت في صحفهم ومواقعهم الإعلامية ومحطات التلفزة المنتشرة حول العالم، ولا ندري حقيقةً هل الجثث التي تم تصويرها على أنها ضحايا المحرقة هي لليهود بالفعل أم أنها جثث وضحايا المعارك الطاحنة في الحرب العالمية الثانية، ومن يستطيع أن يؤكد أو ينفي أنها تابعة لليهود، ولو افترضنا أن الضحايا والجثث المصورة كانت لليهود، إذن كم كان عددهم إبانئذٍ، مع العلم بأن عددهم الآن في الألفية الثالثة لا يتجاوز؛ ربما الخمسة عشر مليون يهودي، فلو قُتل منهم ستة ملايين في ذلك الحين، هذا يعني أن هتلر أبادهم عن بكرة أبيهم، أو لم يبقى منهم سوى القليل، وهذا القليل لا يفرخ ملايين اليهود بعد الحرب الثانية.

لنفترض أن هتلر قتل من اليهود بضعة آلاف كما قتل ملايين البشر في الحرب العالمية الثانية، والحروب يموت فيها ملايين البشر لأن أسلحة الدمار لا تميز بين الجندي والطفل، أو بين المرأة والرجل، بين من يحمل السلاح ومن يحمل غصن الزيتون، فالجميع سواء، لكن اليهود ومشكلتهم المزمنة مع ألمانيا، تكمن في قدرتهم على توظيف ما يسمونه الهولوكوست لخدمة دولتهم في فلسطين، وبصراحة؛ لديهم القدرة على المساومة، والقفز على الحبال، وتغيير المواقف وفق مصالحهم، والزحف كالأفعى في كثير من الأحيان للحصول على مبتغاهم، وقدرتهم الهائلة على قلب الحقائق وتغييرها عن طريق الإعلام بكافة أشكاله وأنواعه، وقدرتهم على بلوغ الأهداف من أقصر الطرق، وربما من أبعد الطرق وأكثرها وعورة حتى لو طال الزمن.

اعتمد اليهود على الهولوكوست في إعلامهم، واستثمروه لصالحهم منذ منتصف القرن العشرين وحتى الآن وربما الى أن تقوم الساعة سيبقى اليهود يستثمرون قتل وحرق بضعة آلاف منهم بالرغم من أن هتلر قتل الملايين من البشر في أوروبا إلا أن اليهود يعتقدون على ما يبدو بأن عرقهم نقي ولا يوجد أفضل منهم على وجه الأرض، لذلك يجب أن تدفع لهم ألمانيا وغيرها من دول أوروبا وأمريكا ثمن حماقات ارتكبها هتلر، ليس هذا فقط، إنما على الغرب أن يطوع العرب والمسلمين وينهبوا أموالهم لتكون في خدمة إسرائيل والحركة الصهيونية.

استخدم اليهود السامية واللاسامية لتبرير أفعالهم، ووحشيتهم، وارتكبوا أبشع المجازر، ليس فقط في فلسطين، بل في الدول العربية والأجنبية، تلك الدول التي عاشوا فيها واختلطوا مع النصارى والمسلمين، فقتلوا الأطفال، والرهبان، وامتصوا دماءهم كما تفعل الوطاويط وخفافيش الليل، وكانوا (وما زالوا) يتهمون كل من وقف في طريقهم وطالب بمحاسبتهم باللاسامية، وكل من أيدهم ووقف الى جانبهم بأنهم أبناء عمومة، مع أن المسلمين في إسبانيا عملوا على حمايتهم، بل وتسليمهم مناصب عليا في الدولة الإسلامية.

قتلت محاكم التفتيش الاسبانية سيئة السمعة مئات الآلاف من العرب خلال القرن الخامس عشر، أي قبل خمسمائة عام، ومثل الإسبان في أجساد المسلمين، واستخدموا معهم أبشع أنواع التعذيب، وقد صنعت محاكم التفتيش آلات خاصة للتعذيب، سنأتي عليها بشيء من التفصيل.

بعد أن سقطت غرناطة وهي آخر قلاع المسلمين في إسبانيا سنة 1492م وبالتالي سقوط الأمة العربية والإسلامية في الأندلس، اعتُبرت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ إذ شهدت تلك الفترة أعمالاً وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.

هاجر الآلاف من مسلمي الأندلس إلى إفريقيا بعد سقوط مملكتهم؛ فراراً بدينهم وحريتهم من اضطهاد الأسبان، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر، وأفضت هذه الروح المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، وانتهى الأمر بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة العرب ودينهم في أسبانيا.

ارتكبت محاكم التفتيش الفظائع ضد المسلمين، وصدرت عشرات القرارات التي تحول بينهم وبين دينهم، ولغتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وثقافاتهم، فقد أحرقت المحاكم عشرات الآلاف من كتب الدين والشريعة الإسلامية، وصدر أمر ملكي يلزم جميع السكان الذي تنصروا حديثًا أن يتخلوا عن الكتب العربية التي بحوزتهم، ومُنع التخاطب بالعربية، وفرض التنصير الإجباري على المسلمين، فكان حب الأرض والخوف من الفقر سبباً لقبول التنصر، وملاذًا للنجاة، ورأى من رأى من السكان العرب أن الموت أفضل ألف مرة من التخلي عن الإسلام، فهربوا أو قتلوا داخل غرف التعذيب.

آلات رهيبة صُنعت لتعذيب العرب والمسلمين، منها، آلات تكسير العظام، وسحق الأجساد البشرية، فقد كانوا يبدأون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر، فاليدين وأخيراً الرأس بشكل تدريجي حتى يهشم الجسد كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، واللحم المفروم الملطخ بالدماء..

من آلات التعذيب كان هناك صناديق في حجم الإنسان تماماً، يوضع فيه المسلم الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب يُصب منه الماء البارد على رأسه حتى يصاب بالجنون ويموت من شدة العذاب.

وآلة ثانية للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه مسامير حادة، كانوا يضعون الشاب في التابوت، ثم يغلقون بابه فيتمزق جسد المعذب، وتقطعه المسامير بعد أن تنغرز في جسده حتى يموت على البطيء، وهناك كلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنف حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.

وسياط من الحديد الشائك، يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتكسر عظامهم، وتتناثر لحومهم، بالإضافة الى المناشير التي كانت تُستخدم لقطع الأجساد ونشرها من المنتصف حتى أنهم يقطعون الجسد الى نصفين وهو على قيد الحياة، والخوازيق المتعددة الأشكال والأنواع، وآلات تمشيط الأجساد بالمسامير، وخلع المفاصل، وآلات تحطيم العظام، والحرق أمام العامة حيث كان الملك الإسباني يفضل مشاهدة حرق العرب أمامه، بل يدعو المحاكم الى الإكثار من العقوبات المتعلقة بالحرق وشوي الأجساد من النساء والأطفال، حتى لو تنصروا وحملوا الصليب كانت العقوبات تنزل عليهم كالمطر، وكأن الإسبان يريدون التخلص من العرب والمسلمين بأي شكل من الأشكال.

اليوم يصدر وزير العدل الإسباني قراراً يدعو من خلاله أحفاد اليهود السفارديم الى العودة والحصول على الجنسية الإسبانية على أن تتم معاملتهم كمواطنين، باعتبارهم من اليهود الإسبان، أما العرب والمسلمين فتُغلق في وجوههم الأبواب، مع أنهم هم الذين بنوا إسبانيا التي أصبحت خالية تماماً من الإسلام، كما فعل كمال أتاتورك عندما انتهج سياسة التتريك عام 1924 ومنع إقامة الأذان وإقامة الصلاة في المساجد، وحولها الى كنائس، مع أن تاريخ المسلمين يشهد لهم بأنهم ما أساءوا لدين أو عبادة من العبادات، وعاملوا الجميع بما يرضي الله، بل وترفعوا عن صغائر الأمور.

اليوم نشاهد خيرة شبابنا وهم يشجعون منتخب إسبانيا، وأنديتها وكأن دماء العرب والمسلمين قد جفت، بالرغم من أن صرخات الألم ما زالت تصم الآذان، وكأن المشهد الرهيب حدث قبل أشهر فقط، وليس قبل خمسمائة عام عندما انهارت الدولة الإسلامية في الأندلس؛ بعد حكم دام حوالي ثمانية قرون، وكانت حينها إسبانيا بفضل العرب والمسلمين منارة العالم في العلم والقوة والسياسة.

السفارديم هم: اليهود الإسبان.

الأشكيناز هم: اليهود الألمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات