الكرسي القُدْماني


أصغر أبنائي (غاندي) كلّما ركبنا السيارة؛ يصرّ إصراراً عجيباً على الجلوس في الكرسي القدماني .. يركض باتجاه السيارة ويقول لأخوته: أنا قُدّام .. وتطوّرت معه الحالة إذ أصبح ( يخشّب ) على اخوته إذا ناكفوه على الركوب قدّام .. ولكنه كان يستسلم للركوب بالكرسي الخلفي إذا كان معي أمّه أو شخص كبير ليس من عائلتي الصغيرة ..!

إلا إنه في الآونة الأخيرة ..أصرّ على تنزيل أمه وجلوسه في الكرسي القدماني.. وتطورت حالته أكثر وأكثر ..وصار لا يسمح للكبار الغرباء أيضاً الاقتراب من الكرسي القدماني ..وذات مرّة قريبة جداً..حينما فهمته أن ما يفعله : عيب يا بابا .. ولازم تحترم الكبير ..حسّيت حالي أحكي مع ختيار يكبرني بثلاثين عاماً .. جحرني جحرة لن أنساها وفتح باب السيارة ووقف على رأس الشارع وقال لي : روح لحالك ..مش راكب معك ..!!

يا الله ..الولد لديه طموح قاتل ..! فأبوه ليس وزيراً لكي يفعل هذا ..وأبوه ليس ممن يمشون على البُسُط الحمراء لكي تصل إليه بالجينات ..أبوه ( ورا وطول عمره ورا ) ولا يريد إلا ( ورا) حافلاً بالأمن والاستقرار ..!!

من أين خرج لي هذا المتمرّد الصغير بهذا الانقلاب الاجتماعي ..وأين..؟؟ في وسط بيتي المبني على تكسير الحواجز وعدم التعالي ..؟؟!

بماذا يفكّر طفلي الصغير ..؟؟ من وشوش له أن عليه أن يتعوّد منذ الآن أن يحجز لنفسه ( الكرسي القدماني ) ..؟ من أقنعه بأن ينتقم لمسيرتي ..؟؟ من جعله يتطلّع لفوق فوووق فووووووووووق ..؟؟

معالي طفلي الصغير: هل لك أن تحجز لي موعداً لأراك في مكتبك بعد ثلاثين عاماً ..؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات