جراسا -

يرى خبراء أن الأردن يعتبر انموذجًا رائدًا لحماية حقوق الملكية الفكرية والصناعية، بما يتماشى مع التشريعات الناظمة ومواكبة لآخر المستجدات العالمية التكنولوجية المتطورة.

وسجل الأردن لغاية الآن نحو 155040علامة تجارية و3247 براءة اختراع، فيما بلغ عدد الرسوم والنماذج الصناعية 2342 رسما وانموذجا صناعيا، وفقا لمديرية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين.

وقال الخبراء لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية التي تصادف يوم غد الخميس، تحت عنوان (تمكين التغيير: المرأة في الابتكار والإبداع)، إنه لابد من تعزيز روح الابتكار لدى النساء.

وتشير المنظمة العالمية للملكية الفكرية الى أن النساء المخترعات شكلن 17 في المائة من مجموع طلبات البراءات الدولية المودعة في العام 1995 بناء على نظام معاهدة التعاون بشأن البراءات الذي تديره المنظمة.

كما تشير الاحصائيات إلى أن نحو ثلث مجموع طلبات البراءات الدولية يحتوى على امرأة مخترعة واحدة على الأقل، وتعكس النسبة انها لا تزال أدنى من مستوى المساواة بين الجنسين.

وقال المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرانسس غري، إن الإحصاءات المتاحة تشير إلى أن مستوى مشاركة النساء في الابتكار والإبداع أدنى من المستوى المطلوب، وهو بمثابة إجحاف للنساء وخسارة لعالمنا.

وأضاف ان الغرض من الملكية الفكرية هو تشجيع الابتكار والإبداع، مما يحفّز تحسين نوعية حياتنا ويدفع عجلة النمو الاقتصادي ويسهم في التصدي للتحديات الجذرية التي نواجهها، من قبيل تغير المناخ والطاقة النظيفة والأمن الغذائي والصحة، وللتصدي لتلك التحديات قال نحتاج إلى الانتفاع بكل موارد البشرية.

وناشد كل فرد في أنحاء العالم إلى بذل كل ما في وسعه من أجل زيادة مشاركة النساء في الابتكار والإبداع، من أجل الاستفادة من الطاقة الابتكارية وتحقيق العدل للنساء وإكساب العالم منافع جمّة وقالت أستاذة مركز دراسات المرأة في الجامعة الاردنية الدكتورة امل الخاروف أنه لابد من مواصلة المرأة لنجاحاتها وابتكاراتها والعمل على تطوير نفسها في المجالات المختصة بها، مشيدة بدور المرأة في العديد من المجالات.

واضاف "اننا في عصر تكنولوجي يتيح الفرصة للتعرف على آخر المستجدات، مما يسمح بتبادل الافكار والمعلومات، والسير نحو مزيد من تحقيق الفرص والمكاسب بالعمل الدؤوب المبني على الابتكار والتميز".

ودعت النساء في هذا اليوم لإكمال مسيرة نجاحهن فهي مصدر ثقة وقوة لهن في مواجهة التحديات التي يتعرضن لهن، وتنمية كافة المهارات والادوات التي تشكل في حصيلتها ترجمة لإبداعاتها وابتكاراتها.

وقالت مديرة مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين زين العواملة، ان المديرية تشرف على جميع المسائل المتعلقة بتسجيل وحماية حقوق الملكية الصناعية (علامات تجارية، براءات اختراع، رسوم صناعية ونماذج صناعية) في الاردن وما يتماشى مع التشريعات الناظمة لها.

وأشارت ان المديرية حماية الملكية الصناعية سجلت نحو 155040 علامة تجارية حتى الان و 3247 براءة اختراع فيما بلغ عدد الرسوم والنماذج الصناعية 2342 رسما وانموذجا صناعيا.

وبينت انه تم الانضمام الى معاهدة التعاون بشأن البراءات( PCT) في آذار من العام الماضي ودخلت حيز التنفيذ في حزيران من ذلك العام، إذ بموجب هذه المعاهدة يمكن التقدم بطلب للحصول على براءة اختراع في 152 دولة عضو في المعاهدة من خلال طلب واحد يودع في المملكة الأردنية الهاشمية.

وأوضحت انه تم انشاء وحدة مراكز دعم الابتكار والتكنولوجيا في المديرية بهدف إيجاد مركز وطني مختص بدعم الابتكار والتكنولوجيا الأردنية والذي يخدم كل من المجتمع المحلي والقطاع الصناعي والتجاري والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والجامعات ومراكز الأبحاث وهو جزء من استراتيجية وتحفيز الابتكار والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا.

وأضافت ان وزارة الصناعة والتجارة والتموين اطلقت مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) خدمة تطبيق (wipo publish ) وهي أحد الانظمة التي طورتها المنظمة بهدف مساعدة المكاتب الوطنية على إتاحة النفاذ الالكتروني الى الوثائق المنشورة وتسهيل تبادل البيانات مع الانظمة الدولية للملكية الفكرية.

وقالت انه تم تحديث الأنظمة في كل من قسم براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية وقسم العلامات التجارية من خلال الاخذ بنظام (IPAS) وهو نظام مطور من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) ويهدف الى تقديم خدمات افضل.
كما تم عمل مشروع البراءات المنقضية ومن خلال هذا المشروع يتم نشر بيانات البراءات المنقضية، بعد ان تسقط في المُلك العام بحيث يمكن لاي جهة حق التصرف بمحتويات هذه البراءات وتصنيعها او اضافة ميزة على المنتج او حتى استيراد المنتج من الخارج.

وأضافت ان المديرية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم اطلقت في العام الماضي جائزة حماية الملكية الصناعية للعلامات التجارية (افضل ملصق اعلاني بوستر عن العلامات التجارية واهمية شراء المنتج الذي يحمل علامة اصلية والابتعاد عن المقلد) واستمر هذا النهج ، إذ قامت المديرية بإطلاق جائزة حماية الملكية الصناعية الدورة الثانية للعام الحالي (2018).

وأوضحت ان هذه الجائزة تستهدف فئة طلاب وطالبات المدارس في مختلف انحاء المملكة (الشمال, الوسط, الجنوب) وذلك من منطلق تعريف هذه الفئة بحقوق الملكية الصناعية ودعما لثقافة التميز والابتكار والتي تخدم الاحتياجات الوطنية في مختلف المجالات.

وقالت ان المديرية تواصل عملها في تقديم الورش التوعوية لمختلف القطاعات ومنها الجامعات وملتقى سيدات الاعمال وسلطة إقليم البتراء وغرف الصناعة والتجارة لغايات التعريف بحقوق الملكية الصناعية.

وقال المدير التنفيذي لمجموعة طلال ابو غزالة للملكية الفكرية شارل شعبان أن مجموعة طلال أبو غزالة هي من أولى الشركات المعنية بالملكية الفكرية منذ العام 1972.

وبين أن من مهام المجموعة نشر الوعي لغايات استفادة المخترعين العرب وأصحاب العلامات التجارية من ذلك في الحاضر والمستقبل، مشيرا الى ان هناك دور للمجموعة مع عدد كبير من الدول والوزارات والجهات المعنية.

وأوضح ان المجموعة تقوم بحماية الحقوق الملكية للعملاء ومتابعة ذلك ، إذ قام أحد بتسجيل علامة تجارية مشابهة لعلامة العميل ، كما نقوم باستشارات قانونية في مجال حقوق الملكية الفكرية، في كافة فروعها في 30 دولة إذ يوجد أكثر من (100) مكتب للمجموعة.

ودعا الى ضرورة أخذ الجهات التنفيذية صلاحيات أكبر وأوسع في منع دخول العلامات التجارية المقلدة ، مبينا أهمية نشر الوعي بين الطلبة في المدارس في تمييز البضاعة الاصلية عن المقلدة، واختيار المنتج الاصلي لانه أفضل جودة من ذلك المقلد.