حوادث الطربق الصحراوي ومسؤولية شركات التأمين


عندما أقر المًشرِّع مبالغ التأمين تحت بند التعويضات أو التغطيات التأمينية في وثائق تأمين ضد الغير للمركبات لم يقصد به قيمة الإنسان أو سعره وإنما جزء من تحمل المسؤولية التي قبلت بها شركة التأمين مجبرة أو برضا مقابل قسط مالي قليلا قياسا لحجم مساهمتها ويتم تعديلها تبعا للتغييرات الحاصلة على حاجة الإنسان أو إرتفاع الأسعار والمتابع لموضوع المركبات وسيرها على الطرقات يرى بأم عينه زيادة الحوادث المسجلة والاصابات فيها والطريق الصحراوي الذي حصد عدد كبير منها وآخرها وفاة النائب محمد العمامرة وسبعة أرواح آخرى وقبلها عدد كبير من الحوادث والأرواح البريئة على الرغم من المطالبات العديدة بضرورة تأهيل هذا الطريق وتنظيم العمل عليه إلّا انه لايزال يراوح مكانه ووزارة الأشغال بإعتبارها الجهة المسؤولة عن الطرقات الخارجية ووزيرها بصفته الوظيفية وأي متعهد لايعمل بما يرضي الله ولجان إستلام العمل يتحملون مسؤولية إزهاق هذه الأرواح وكأن كلمات الآية الكريمة "بأي ذنب قتلت "تًتَرجم واقع حال هذا الطريق ويعتبر عدم أهلية الطريق للسير من أهم أسباب حوادث الطرق التي تقع في أردننا الغالي في وقت نرفع شعار "الإنسان أغلى ما نملك " ولايجوز أن يبقى هذا الطريق حاصدا لأرواح البشر والجهات المسؤولة تتفرج وتحصي القتلى وكأننا رقما ومهما يتم من تعويض وإعتذارات وإحتجاجات لاتساوي شيئا أمام إراقة قطرة دم من إنسان لاذنب له ومن الناحية الإقتصادية والمادية فحوادث الطرق هدر وضياع للثروة الإقتصادية سواءا الفردية أو المجتمعية أو الحكومية ولو أخذنا الموضوع من الناحية التأمينية فهو هدر لامبرر له لأموال مساهمي شركات التأمين علما كما قلت مهما كانت مبالغ التعويض فهي لاتساوي شهقة أو زفرة من رئة الإنسان بسبب الحادث ويجب أن لاتبقى شركات التأمين وإتحادها صامتين في وقت يعلو صوتهم لزيادة قسط ضد الغير فقط علما أنه مهما رفع القسط فلن يمنع وقوع الحوادث والزيادة مهما بلغت قيمتها لاتساوي شيئا أمام المدفوعات ويجب ضم صوتهم لمن يطالب بتأهيل هذا الطريق وفقا لانظمة الطرق العالمية وزيادة وسائل الامن والسلامة عليه وغيره من الطرقات وسوف يعود بالنفع عليهم أكبر بكثير من زيادة القسط وبدلا من إجتماع شركات التأمين مع وزير الصناعة لبحث أمور ضد الغير وتعويمه عليهم الاجتماع مع وزير الأشغال والبلديات لتأهيل الطرق والتخفيف من الحوادث الحاصلة على الطرق الخارجية والداخلية لتقليل خسائرهم.

وفي هذا المقال أطالب أن يجتمع رئيس أتحاد شركات التأمين بوزير الاشغال والبلديات وبقية الجمعيات والمنظمات ذات العلاقة لحفظ أرواح البشر ولحماية أموال المساهمين والمواطنين ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في ذلك والسرعه في تأهيل الطريق الصحراوي وفقا للمعايير الدولية ومنع الحمولا ت الزائدة عليه وتخفيف عدد رحلات الشاحنات لانها تؤذي الشارع وتقلل من أهليته وتسرع بإتلافه وخرابه وأن تساهم الشركات المستفيدة منه في تأهيله وتحديد السرعات عليه ومراقبة الشوارع المؤدية منه وله منعا لحدوث الكوارث .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات